CNN CNN

كتّاب يريدون "استعادة المسيح" لحضن اليهودية

الثلاثاء، 08 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اتسمت العلاقة بين اليهود والمسيح بأنها معقدة، على أقل تقدير، إذ بينما كانت رسالة نبي المسيحيين تجتاح أتباعه في العالم القديم، وجد اليهود الذين لم يقبلوا المسيح أنفسهم في موقف غير مريح، وخطير في بعض الأحيان، من باب تحمل اللوم عن وفاته.

ويعرف موقف اللاهوت المسيحي السائد بأن "المسيحية قد حلت محل الديانة اليهودية، وأن عهد اليهود مع الرب لم يعد قائما، وذلك بسبب تجسد الرب في يسوع وتضحيته على الصليب."

أما اليهود، من جانبهم، فيميلون إلى حد كبير لتجاهل المسيح، غير أن هذه الحال بدأت تتغير الآن، ففي السنة الماضية، تسابق حشد من الكتاب اليهود، من شتى المشارب الدينية، إلى الكتابة حول الفكرة التي يجب أن تكون موجودة لدى اليهود عن المسيح.

وبأغلبية ساحقة، قدم هؤلاء الكتاب نظرة إيجابية، داعيين اليهود إلى معرفة المزيد عن المسيح، وفهم رسالته واعتباره واحدا منهم.

وقالت آمي جيل ليفين محررة كتاب صدر مؤخرا بعنوان "العهد الجديد المشروح لليهودية،" إن "يسوع كان يهوديا، وقضى حياته يتحدث إلى يهود آخرين.. وعندما أقرأ قراءة العهد الجديد، أشهر بالإلهام، وأجد نفسي أصبح يهوديا أفضل لأنني أصبحت أكثر اطلاعا على تاريخي."

أما الحاخام شمولي بوتيش، وهو شخصية معروفة إعلاميا، وكان ترشح للحصول مقعد في مجلس النواب الأمريكي، فيقول في كتابه الجديد بعنوان "يسوع موافق للشريعة اليهودية" إن "اليهود لديهم الكثير ليتعلمونه من يسوع دون قبول إلوهيته.. هناك العديد من الأسباب لقبول يسوع على أنه رجل ذو حكمة بالغة، وتعاليم أخلاقية جميلة، ووطنية يهودية عميقة."

والمسيح عند المذاهب المسيحية الأساسية هو إما ابن الرب، أو الرب نفسه الذي ظهر في الجسد، ويؤمن المسيحيون أنه صلب ومات من أجل دفع ثمن خطايا البشر، ثم قام من قبره في اليوم الثالث للصلب.

واعترف بنيامين كوهين، وهو يهودي أرثوذكسي قضى السنوات الأخيرة في الذهاب إلى الكنيسة، أنه "يغار من المسيحيين لأن لديهم يسوع،" وقال "إنه رمز ملموس يمكن لكل شخص أن يتواصل معه.. اليهودية ليس فيها بطل من هذا القبيل."

وأضاف كوهين، الذي ألف كتابا بعنوان "عام مسيحي" يقول "أنا لا أدعو إلى صناعة دمى لموسى.. لكن من الصعب الإيمان بالرب ما لم تتمكن من رؤيته، وأنا أغار من المسيحيين في هذا الصدد، لأن لديهم مظهر مادي للإله يتمكنوا من الصلاة له."

وتابع يقول "قد يكون هناك يهود أكثر ورعا وتقوى مني ولا يحتاجون إلى ذلك، ولكن بالنسبة لأحد الشباب اليهود الذين يعيشون في القرن 21، أتمنى لو كان لدينا شيء ملموس أكثر."

وقال خبير الأديان إدوارد كيسلر مدير معهد وولف في كامبريدج إن موجة الكتب اليهودية التي صدرت مؤخرا حول المسيح، هي "جزء من اتجاه عند اليهود للاعتزاز بيسوع، ففي السبعينات والثمانينات، اكتشف العلماء المسيحيين أن يسوع كان يهوديا."

وفي ذلك الإطار يهدف الحاخام شمولي بوتيش إلى المطالبة، أو استعادة، يسوع كمتمرد ضد السياسية في روما، وإلى تبرئة اليهود من وفاته. لكن كتاب الحاخام جذب الكثير من الانتقادات، في عدة نقاط، مثل إلقاء المؤلف اللوم على بولس الرسول في تأليه المسيح، وقطع علاقاته مع اليهودية.

ويقول بوتيش حول الرسول الذي كتب كثيرا من العهد الجديد إن "بولس لم يلتق يسوع، ولم يكن المسيح بكل تأكيد ليوافق على ما قاله بولس وما فعله..  قد يشعر المسيح بالرعب من الطريقة التي صورها فيه أتباعه لاحقا."

ومضى يقول إن "اليهود لن يقبلوا أبدا إلوهيته... ولا ينبغي أن يقبلوها..  إن الاعتقاد بأن أي رجل هو الرب إثم كبير بالنسبة للديانة اليهودية، وهو موقف كان المسيح ليوافق عليه."

ويمضي الكاتب ليختار من النصوص الإنجيلية ما يتناسب مع حججه، مستخدما التعابير الحديثة، مثل وصف بيلاطس البنطي (القاضي الذي حكم بصلب المسيح) بأنه قاتل جماعي سادي، وتشبيهه بهتلر، بينما يخطئ في التفاصيل الأساسية للقصة، مثل مقدار المال الذي تقاضاه يهوذا كي يخون المسيح.