دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ أن أطلقت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الحيوي، في حال استمر الضغط الغربي عليها، تزايدت حدة التوتر في المنطقة والعالم، وأخذ المسؤولون الغربيون في الدخول في حرب كلامية مع الجمهورية الإسلامية، غير أن ردة الفعل العربية لم تكن واضحة.
ومضيق هرمز الاستراتيجي، هو المخرج الوحيد من الخليج، والذي مر عبره نحو 17 مليون برميل من النفط يوميا في عام 2011، وفقا لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية، وإغلاقه سيعد كارثة على دول الخليج ومصالح دول العالم.
وفي حين لم تكن هناك ردات فعل عربية واضحة، قال مصدر رسمي بالجامعة العربية لـCNN بالعربية، "إن الجامعة لم تبحث تهديدات إيران حول إغلاق مضيق هرمز، وأن هذا الموضوع غير مطروح في الوقت الحالي."
وأشار إلى أنه إذا أخذت الأحداث منحى آخر فسوف يكون للجامعة دور آخر طبقا لمجريات الأحداث.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد السلام، الباحث في الشؤون الإيرانية، بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، "إن إيران تستطيع عسكريا غلق مضيق هرمز بشكل جزئي، حيث تمتلك السفن العسكرية الصغيرة الملغمة، ولديها أيضا ألغام بحرية وصواريخ ارض بحر شاطئية، تستطيع من خلالها تنفيذ التهديد."
وأردف قائلا: "لكنها لن تستطيع الاحتفاظ بهذا التفوق لمدة طويلة، خاصة وان الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم دول العالم ستكون ضد التصرف الإيراني لحماية مصالحها البترولية في المنطقة."
وأضاف عبد السلام، إنه من الناحية السياسية، وظروف المجتمع الدولي الحالي، والحظر المفروض على إيران بسبب مشروعها النووي، "فمن المتوقع ألا تقدم على عمل عدائي مثل هذا، وان ما تقوم به لن يخرج عن كونه مناورة الهدف منها تخفيف الضغط على وضع البرنامج النووي لديها، والخروج من مأزق الحظر والعقوبات التي بدأت تؤتى ثمارها على الوضع الداخلي."
وأشار الباحث في مركز الأهرام للدراسات، أنه في حالة تنفيذ إيران لتهديدها، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية والخليجية المتضررة من هذا التصرف، سيشكلون تحالف قوى في مواجهتها."
وأضاف: " وربما تدخل مصر ضمن هذا التحالف، إذ أن احتمال تأثرها كبير بما يحدث في دول الخليج، حيث لديها مصالح إستراتيجية باستقرار الأوضاع."
وأوضح عبد السلام أن عدة ملايين من العاملين في دول الخليج يشكلون جزءا كبيرا من الدخل القومي المصري، فضلا عن إمكانية تأثر الملاحة في قناة السويس، ما يدفع مصر إلى الدخول في تحالف يؤدي لفتح المضيق.
إلا انه رهن ذلك بالمساعدة اللوجيستية فقط، إذ أن طبيعة التحولات الداخلية في مصر، والمرتبطة بوصول التيارات الإسلامية إلى السلطة ربما ستضع بعض القيود أو علامات الاستفهام حول إمكانية مشاركتها.
من جهته، لم يشكك الخبير العسكري الأردني مأمون أبو نوار بقدرة إيران العسكرية على إغلاق مضيق هرمز، فيما رجح لجوءها إلى الإغلاق الجزئي ردا على أي تصعيد أمريكي أوروبي محتمل.
وقال اللواء السابق في سلاح الجو الملكي الأردني لـCNN بالعربية، "إن إيران لن تتردد في مواجهة أي عقوبات تتخذ ضدها من خلال إغلاق جزئي للمضيق، وبما قد ينتج عنه اشتباكات بينها وبين الولايات المتحدة بحريا دون تطورها إلى التدخل البري."
وحول فرص وقوع حرب في المنطقة على ضوء التطورات الدولية قال أبو نوار: "إيران ستدافع عن مصالحها الاقتصادية، وهي تمتلك دهاء سياسيا مناورا رغم قوتها النسبية أمام القوة الأمريكية والأوروبية، ورغم مخاوفها... وهي ستسعى لتعطيل حركة المضيق البحرية، وهذا يعتمد بالنهاية على حجم التصعيد الدولي."
وتوقع أبو نوار نشوب اشتباكات لم يستبعد توسعها إقليميا في حال تضييق الخناق عليها، مشيرا إلى أن "ثمة خسائر فادحة سيتكبدها كل الأطراف في حال ذلك بالقوة البحرية"، ولافتا إلى أن الولايات المتحدة أعدت عدة سيناريوهات افتراضية لمحاكاة شكل الاشتباك ولحجم الخسائر.
وحذر أبو نوار من أن تطور الاشتباكات قد يفضي إلى توسعها على مستوى الإقليم وصولا إلى تهديد إسرائيل.