القاهرة، مصر(CNN)--تبرز الكتلة التصويتية للأقباط بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية بمصر كمعادلة هامة، ربما تغير بنتيجة الانتخابات إذا ما صوت الأقباط جميعهم ككتلة واحدة، حيث يصل نسبة من لهم حق التصويت إلى نحو 5 ملايين، متوقع أن يشارك منهم نحو 3ملايين قبطي.
ورغم عدم وجود توجيه من الكنيسة لصالح مرشح بعينه سواء في الجولة الأولى أو الثانية وإعلانها الوقوف بمسافة واحدة من جميع المرشحين، إلا أنها طالبت جميع الأقباط ومنهم أيضا أقباط المهجر بالخارج بالمشاركة في الانتخابات.
وقال حقوقيون ونشطاء أقباط لـCNN بالعربية، أن أصوات الكتلة المسيحية بمصر ستذهب إلي المرشح الرئاسي الفريق احمد شفيق، خوفا من أن تزداد أوضاعهم سوء بوصول المرشح الإسلامي عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي إلي الحكم وإقامة دولة دينية علي حد قولهم، وذلك بعد رسائل اعتبروها غير مطمئنة من بعض المحسوبين على التيارات الإسلامية، حيث يعتبرهم البعض منهم من أهل الذمة ويطالبونهم بدفع الجزية، وإقصائهم من المناصب العليا للبلاد.
يأتي ذلك رغم إعلان مرشح الإخوان بأنه يدرس تعيين نائب قبطي في حال فوزه بالرئاسة وانه سيحافظ على مبادئ الدولة المدنية.
المحامي القبطي نجيب جبرائيل، قال إن الأقباط سيدعمون المرشح الرئاسي الفريق احمد شفيق لأنه حامل لواء الدولة المدنية، و هو الشخص المناسب لتكريس مبدأ الموطنة، مضيفا أن الأقباط لن ينتخبوا من يطالبونهم بدفع الجزية أو من يعملون على تهميشهم وإقصائهم من المناصب العليا في البلاد أو من اثروا الصمت على حرق الكنائس وقتل الأقباط، على حد تعبيره.
وأضاف جبرائيل أن الأقباط يتجهون إلى مرشح يدعم الدولة المدنية و المواطنة ولا يميز على أساس ديني، لافتا إلى عدم وجود توجيه من الكنيسة في هذا الإطار، حيث يقف الأنبا بوخوميوس القائم بأعمال الكنيسة على مسافة واحدة من المرشحين.
وقال الناشط الحقوقي القبطي "إن مغازلات مرشح الإخوان محمد مرسي لا تنطلي على احد، فالإخوان المسلمين منهجهم يسوده الانتماء الديني على الوطني، مدللا بالحوار الشهير للمرشد السابق للإخوان مهدي عاكف، و التي قال فيها جملته الشهيرة " طظ في مصر و أبو مصر و إلي في مصر" وان رجل مسلم ماليزي أفضل من قبطي."
وكشف عن أن عددا من العائلات القبطية ببعض القرى و المدن خاصة في بني سويف و المنيا وسوهاج يتلقون تهديدات بالوعيد وثابر الأمور من بعض أنصار المرشح مرسي، حيث تم تهديدهم بالتهجير ألقصري أو قطع ذراعيهم علي حد قوله.
وأشار المفكر القبطي كمال ذاخر، إلى وضوح موقف الأقباط من الجولة الثانية من الانتخابات حيث سيدعمون من يضمن لهم مواطنة كاملة، ولا يعود بهم لعصر أهل الذمة ويصل بالدولة لقواعد المساواة و بالتالي الانحياز سيكون للمرشح شفيق.
وحول ما يتردد من تهديدات لبعض الأقباط في القرى، أكد المفكر القبطي أن هذا الأمر يدخل في إطار المعارك الانتخابية والتي يستباح بها كل الوسائل، تماما مثلما حدث بالجولة الأولى من شراء أصوات ونقل الناخبين.
وفيما يتعلق بتصريحات المرشح الإسلامي مرسي، أكد أن التطمينات و المغازلات في الإطار السياسي واردة، غير انه أوضح أن مشكلة الأقباط بنجاح مرسي سيجعلها تتعامل مع فكر وليس شخص، حيث يصعب على جماعة الإخوان التخلي عن أفكارها طيلة 80 عام.
ولفت إلى أن عدد الأقباط في مصر يصل إلي نحو 12 إلي 16 مليون مواطن، كما تصل الكتلة التصويتية إلى 5 ملايين، متوقع أن يشارك منهم نحو 3 ملايين في الجولة الثانية للانتخابات.
من جانبه، قال الناشط القبطي جون ميلاد، إن المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية كان بها توجيه كنسي على الرغم من الموقف الحيادي للأنبا بوخميوس، موضحا أن هذا التوجيه كان سببه الإرث الذي تركه البابا شنودة الراحل.
وذكر ميلاد أن الأقباط انقسموا بين المرشحين المدنيين، فالأكثرية انتخبت احمد شفيق ثم عمرو موسي في المرتبة الثانية و الشباب الثوري منهم انتخب حمدين صباحي ونسبة لا تذكر اختارت عبد المنعم أبو الفتوح.
وقال إن الكنيسة القبطية لا تحتاج في جولة الثانية لتوجيه الأقباط حيث لن يصوت احد منهم لمرشح الإخوان، ولكن كل ما ستقوم به الكنيسة هو حث الأقباط على المشاركة في الانتخابات لمخاوف لديهم من الدولة الدينية مع التماس العذر لهم في هذا الإطار.
وتابع الناشط القبطي، أنه ورغم الأسباب السابقة فان فئة من الأقباط ستقوم بإبطال أصواتها في الانتخابات، ومنهم هو نفسه لعدم اقتناعهم بإجراء الانتخابات في ظل حكم العسكر وعدم وجود دستور للبلاد أو صلاحيات للرئيس الجديد.