بغداد، العراق (CNN)-- اقتحم مسلحون مجهولون منزل زعيم عراقي محلي في إحدى البلدات الصغيرة جنوبي العاصمة العراقي بغداد، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وقاموا بقتل الرجل مع ثلاثة من أبنائه، في هجوم جديد ضمن موجة من أعمال العنف المتصاعدة بالعراق، في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية أواخر العام الماضي.
وقالت مصادر الشرطة العراقية إن المسلحين هاجموا منزل المسؤول المحلي، ويُدعى صبار محمد، بينما كان نائماً، وأطلقوا النار على المتواجدين داخل المنزل، مما أسفر عن مقتله مع ثلاثة من أبنائه، فيما أُصيب الابن الرابع، وهو عضو بمجالس "الصحوة"، بجروح بالغة.
يُذكر أن عناصر مجالس الصحوة، والتي تُعرف أيضاً باسم "أبناء العراق"، هم قوة شبه عسكرية، معظمهم من السنة الذين انقلبوا على تنظم "القاعدة" أواخر عام 2006، بعد أن حاربوا تحت لواء التنظيم، ضد قوات التحالف التي كانت تخضع لقيادة الجيش الأمريكي، وضد قوات الحكومة العراقية.
وأدت موجة من أعمال العنف شهدتها مناطق مختلفة من العراق خلال الأسبوعين الماضيين، إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، مما يثير تساؤلات حول قدرة القوات العراقية على القيام بمهامها الأمنية، وسط مخاوف من استعادة تنظيم القاعدة وجوده القوي في الدولة العربية التي تعاني انقسامات طائفية.
وكانت مدينة الموصل، الواقعة على بعد حوالي 420 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد، قد شهدت هجوماً بسيارة مفخخة الاثنين، أسفر عن سقوط تسعة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 13 آخرين، كما عثرت الشرطة على سيارة مفخخة أخرى في نفس موقع الهجوم.
جاء ذلك الهجوم بعد يومين على تفجير انتحاري وقع في جنوب العراق السبت، نفذه مهاجم تنكر في زي رجال الشرطة، مستهدفاً الزوار الشيعة على الطريق بين مدينتي "البصرة" و"الزبير"، وأسفر عن سقوط أكثر من 53 قتيلاً، وما يقرب من 140 جريحاً.
تأتي هذه الهجمات رغم إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الأمن العراقية داخل وحول مدينة كربلاء، في وقت يتوجه فيه عشرات الآلاف من الزوار الشيعة إلى المدينة احتفالاً بذكرى أربعينية الإمام الحسين.
وفي الأيام الأخيرة قتل العشرات من الزوار في هجمات ألقي اللوم فيها على المتطرفين من السنة، الذين استهدفوا بشكل روتيني الزوار الشيعة منذ عام 2003.
ويحتفل الشيعة بنهاية 40 يوماً على ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة، الذي قُتل سنة 680 ميلادية، في معركة على السلطة، كانت إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية.