القدس (CNN) -- أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، التزامه بعملية سلام جادة تقوم على أسس واضحة ووقف كامل للاستيطان وفق بيان اللجنة الرباعية الأخير، بينما انتقد أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، اللجنة بالقول إنها "فشلت ولا خير يرجى منها،" في حين قالت السياسية البارزة حنان عشراوي، إن إسرائيل تستخدم المفاوضات لتصعيد الاستيطان.
وقد كان عباس قد اجتمع الاثنين مع المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وتطرق النقاش إلى اللقاء المزمع عقده بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان، بحضور أعضاء اللجنة الرباعية لعملية السلام، ووزير الخارجية الأردني.
أما عشراوي، وهي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقالت إن إسرائيل "تستخدم المفاوضات كغطاء قانوني وسياسي لتصعيد الاستيطان والتنصل من المساءلة."
وأكدت عشراوي، لدى لقائها الاثنين بنائب القنصل العام الفرنسي، اوليفير بلانكون، موقف المنظمة الثابت بعدم العودة إلى المفاوضات دون الوقف الشامل للاستيطان في الضفة وشرق القدس واعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية على حدود 1967، "ما يعطي العملية التفاوضية مصداقية، وليس طابعا شكليا أو تبريريا."
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن عشراوي قولها إن إسرائيل "تستفيد من المفاوضات الثنائية الشكلية لفك عزلتها الدولية، والتنصل من المساءلة القانونية والسياسية على خروقاتها، وكسب المزيد من الوقت لفرض الأمر الواقع على الأرض من خلال توسيع وتكثيف الاستيطان، وتهويد القدس، وتشريع قوانين عنصرية واحتلالية، ونهب مصادرنا ومواردنا الطبيعية، ورفضها تدخل طرف دولي ثالث."
وتابعت بالقول: "لا نعوّل على لقاءات الغد، ونرى أن إسرائيل تحاول قطع الطريق على الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الفلسطينية للتوجه إلى المؤسسات والمحاكم الدولية، من خلال استمرار هذا الشكل من المفاوضات الذي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين واحتمالات السلام في غياب الإرادة الدولية والقوة الفاعلة للجم انتهاكاتها."
وأكدت عشراوي أن الجانب الفلسطيني قدم تصوره عدة مرات بالنسبة للحدود والأمن، ولكنها اتهمت إسرائيل بأنها "لم تتعاون حتى الآن ولو لمرة واحدة مع جميع محاولات الرباعية والمجتمع الدولي لإطلاق عملية تفاوضية ذات إلزام ومصداقية."
من جانبه، قال أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن اللجنة الرباعية قد فشلت، ولا خير يرجى منها، في تصريحات أدلى بها في مقر المنظمة في جدة الاثنين.
وأضاف أوغلو بأن انضمام "دولة فلسطين" إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، سوف يشكل دعما لها في حماية المقدسات الدينية في القدس، على اعتبار أن اليونسيكو "تعد المنظمة الدولية المعنية بحماية الموروث الثقافي للمدينة المقدسة."
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير محمد الكايد، بأن التحرك المكثف الذي قاده الملك عبد الله الثاني في الآونة الأخيرة، أثمر عن اجتماع تستضيفه عمّان الثلاثاء لمبعوثي اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين.
وقال الكايد إن الجهود الأردنية ترتكز إلى القناعة بأن حل الدولتين الذي "تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني يشكل مصلحة أردنية عليا، وأن السبيل لتحقيق ذلك هو من خلال مفاوضات مباشرة وجادة ما بين الأطراف ومحكومة بإطار زمني واضح، وتعالج قضايا الحل النهائي كافة بما فيها قضايا اللاجئين والقدس والأمن والحدود بشكل خاص."
وتشير المعلومات إلى أن اللقاء المقرر في الأردن سيضم الممثل الخاص لنتنياهو، المحامي اسحاق مولخو، إلى جانب عريقات وممثلين عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.
وكانت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تعثرت قبل أكثر من عام بسبب الخلاف بين الجانبين حول استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، بتقديم طلب رسمي إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي عارضته إسرائيل التي دعت إلى مفاوضات مباشرة تتطرق إلى القضايا الأمنية التي تهم تل أبيب.