CNN CNN

الأردن يرفض التهديدات الإيرانية لدول الخليج

متابعة: هديل غبون
الجمعة، 24 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

عمان، الأردن (CNN)-- أكد وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، رفض بلاده تهديد أي من دول "الخليج العربي" من جهة إيران، أو قيام إيران بإشعال فتيل أزمة في المنطقة، وتنفيذ تهديداتها المتعلقة بإغلاق مضيق "هرمز"، والذي اعتبر أنه قد يكون مصدراً لمزيد من التوتر بالمنطقة.

وأوضح وزير الخارجية الأردني، خلال لقاء موسع في نقابة الصحفيين الأردنيين مساء الأربعاء، جملة من مواقف الأردن حيال عدد من الملفات الإقليمية، في مقدمتها الملف السوري وملف المفاوضات الاستكشافية بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، التي تحتضنها العاصمة عمان.

وفيما أعرب جودة عن أمله في عدم تأزم الأوضاع السياسية في المنطقة بين إيران والغرب، فقد أكد أن المملكة الأردنية تؤمن بأحقية البلدان بامتلاك الطاقة النووية، واستخدامها ضمن الأغراض السلمية، معتبراً أن ذلك هو حق لإيران أيضاً.

أما على مستوى تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، قال الوزير الأردني: "نأمل ألا يحدث توتر، وهناك الكثير من المصالح التي ستتضرر، وأي تهديد لدول الخليج هو مرفوض أردنياً.. والأردن سيبقى داعماً لدول الخليج."

وبين جودة أن زيارة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إلى واشنطن مؤخراً، تخللها بحث عدة ملفات من بينها عملية السلام في المنطقة، والملف السوري، وكذلك التهديدات الإيرانية، إضافة إلى ملف الإصلاحات الداخلية الأردنية.

وحول الأزمة السورية قال جودة إن الأردن "ما يزال ملتزماً ومتمسكاً بمبادرة الجامعة العربية وقراراتها"، لافتاً إلى أن الحكومة الأردنية بصدد تقييم عمل ومهمة بعثة المراقبين الأردنيين إلى دمشق، وأنها لم تسحب مراقبيها التزاماً بقرار الجامعة.

وقال وزير الخارجية الأردني في هذا الصدد: "كان لعدد من الدول التي سحبت مراقبيها أسبابها.. أما نحن فما زلنا في مرحلة التقييم."

وحول تدويل الأزمة السورية وتوجه الجامعة بطلب إلى مجلس الأمن الدولي، ودعم المجتمع الدولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا، وغيرها من القرارات التي صدرت مؤخراً، نفى جودة أن تكون تلك الخطوة مقدمة لتدويل الأزمة، أو السماح بأي تدخل عسكري خارجي ضد سوريا.

إلى ذلك، تحفظ جودة، في معرض رده على تساؤلات حول أعداد اللاجئين السوريين المتوقع استقبالهم في الأردن، قائلاً: "آمل ألا نصل إلى حالة تدفق للاجئين السوريين، لكن خطط الأردن موضوعة فيما يتعلق بالأزمة السورية."

ورفض الوزير الأردني اعتبار جهود الجامعة العربية "ضعيفة" في معالجة الأزمة السورية، مبيناً أن الأردن أكد موقفه للجانب الأمريكي برفضه أي تدخل أجنبي عسكري خارجي ضد سوريا.

وفي سياق المفاوضات الاستكشافية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، التي بدأت في عمان مطلع شهر يناير/ كانون الثاني من هذا العام، بحضور ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية، جدد جودة موقف الأردن بتمسكه بالاستمرار في عقد تلك اللقاءات.

وأشار إلى أن ستة اجتماعات عقدت بين الجانبين أحدثها مساء اليوم الأربعاء، ما تزال في مرحلة التقييم أيضاً، لتكون مرحلة تمهيدية لإطلاق مفاوضات جادة، تتناول قضايا الأمن والحدود لاحقاً.

وذكر جودة أن أهمية اللقاءات تكمن في الإعلان عن تقييمات أولية خلال ستة شهور من إطلاقها، مبيناً في الوقت ذاته أنه لم تتم برمجة أية لقاءات جديدة للأسابيع المقبلة، رافضاً توصيف اللقاءات بـ"الفاشلة."

وفي سياق متصل، نفى جودة أن يكون أعضاء من الكونغرس الأمريكي، ممن زاروا المملكة مؤخراً، قد طالبوا باعتماد قانون انتخاب يراعي التوزيع الديموغرافي للسكان، كما نفى طرح مشروع من الجانب الأمريكي بقبول توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، مشدداً على أن "حل الدولتين هو مصلحة أردنية عليا."

وبين جودة أن ملف الإصلاحات السياسية في البلاد كان مدار بحث رئيسي خلال الزيارة الملكية إلى واشنطن، وأن اتفاقاً تم بين الولايات المتحدة والأردن، على دعم الأخير اقتصادياً، على خلفية الخسائر التي تكبدها نتيجة انقطاع إمدادات الغاز المصري بسبب سلسلة التفجيرات الأخيرة.

وحول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، المرتقبة الأحد المقبل إلى الأردن، فاكتفى جودة بالقول إن الحكومة الأردنية أوضحت ملامح الزيارة، على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، وأن قضية إعادة فتح مكاتب لحماس هو أمر غير مطروح.

واعتبرت الحكومة الأردنية أن الزيارة، التي ستتم برفقة ولي عهد قطر، تأتي في سياق فتح "صفحة جديدة" بين الأردن وحماس، دون أن يكون ذلك على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأبعد خالد مشعل من الاردن مع قادة حماس إلى قطر عام 1999، ولم يزرها إلا زيارتين قصيرتين لحضور جنازة والده في أغسطس/ آب 2009، والثانية لزيارة والدته في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

أما حول ملف انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، اكتفى جودة بالإشارة إلى أن الأردن يسير بخطى ثابتة ضمن مسارين لتفعيل الشراكة الإستراتيجية مع دول الخليج، من خلال اللجان التي تم تشكيلها مؤخراً، ودعم المسار الاقتصادي الداعم للأردن.