بيروت، لبنان (CNN) -- تباينت ردود الفعل في لبنان بعد إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، مسؤولية حزبه عن إرسال الطائرة العاملة بدون طيار، والتي أسقطتها إسرائيل قبل أيام، إذ أشادت القوى المتحالفة مع الحزب بالعملية، في حين رأى خصومه أن الهدف هو صرف النظر عن دوره في سوريا، ورسم حدود جديدة لعمله تمتد إلى الإقليم.

وفي هذا السياق، قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" المعارضة، النائب انطوان زهرا، إن "كلام نصر الله، في ظل التراجعات التي يسجلها محوره الإقليمي وحزبه في الإمساك بجمهوره في الداخل، "هو لطمأنة جمهور الحزب وليس لطمأنة اللبنانيين."

وأضاف زهرا، في مداخلة عبر إذاعة "لبنان الحر" أوردت نصها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن مواقف نصر الله "تخلق حذرا لدى بقية اللبنانيين من أن يعمد السيد حسن، بطلب من النظام الإيراني أو السوري إلى افتعال حرب ما في مكان ما لتخفيف الضغط عنهم وإعادة اكتساب مشروعية المقاومة."

ورأى النائب اللبناني أن اختراق طائرة "حزب الله" للأجواء الإسرائيلية "هو رسالة للتأكيد على الدور الإقليمي ومحاولة تعويض الخسائر التي يمنى بها هذا المحور.. وأكثر من هذا، فالعملية محاولة لإعادة رسم حدود عمل الحزب على الصعيد الإقليمي وليس المحلي."

ونقلت الوكالة عن زهرا قوله: "إننا نحترم الخيار السياسي للسيد حسن، ولكن التورط في العمليات العسكرية داخل سوريا لم يعد يجدي التغاضي عنه وإنكاره لاأه صار هناك معلومات دولية عن تواجد مقاتلي حزب الله داخل الحدود عند المناطق المتاخمة للبنان، وفي أماكن أخرى في حمص وريفها وهو يأتي منسجما مع تلويح الأسد بإقامة دولة علوية بالتحالف مع شيعة لبنان."

أما عضو كتلة المستقبل المعارضة، النائب سمير الجسر، فقد قال بدوره في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أن الهدف من عملية الطائرة هو "لفت النظر عن الأحداث السورية، وتورط عناصر من حزب الله فيها،" واعتبر أنه "من حق الناس أن تسأل أين قضى من ادعى حزب الله أنهم قتلوا أثناء تأديتهم واجبهم الجهادي؟"

وفي السياق عينه، برز موقف لافت للرئيس اللبناني، ميشال سليمان، قال فيه إن عملية إرسال الطائرة "تظهر مدى الحاجة إلى إقرار إستراتيجية دفاعية تنظم مسألة الإفادة من قدرات المقاومة للدفاع عن لبنان ووضع آلية لإصدار القرار باستعمال هذه القدرة بما يتلاءم مع خطط الجيش واحتياجاته الدفاعية والمصلحة الوطنية حصرا."

وانتقد سليمان الخروقات الجوية الإسرائيلية، لكن دعا في الوقت نفسه إلى "ضرورة تجنيب المناطق اللبنانية سقوط القذائف كما حصل اليوم في عمق منطقة مشاريع القاع، حيث سقط عدد من القذائف، والناتج عن الأعمال العسكرية الدائرة على الجانب المتاخم للحدود اللبنانية السورية."

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، قد أقر ليل الخميس بوقوف حزبه وراء عملية إطلاق طائرة تعمل دون طيار فوق إسرائيل قبل أيام، وقال إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، كما رفض تهديدات مجموعات من الجيش السوري الحر ونفى مقتل عناصر من حزبه في سوريا، مؤكداً أنه لن يخفي مشاركته في القتال بسوريا "إذا تطلبت المسؤولية ذلك."

وقال نصر الله إن الطائرة التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية "هي من صناعة إيرانية وتجميع شباب من لبنان،" مضيفاً أنها المرة التي يصار فيها إلى إعلان امتلاك قدرة جوية من هذا النوع، معتبرا العملية "نوعية" بعد إطلاق الطائرة من منطقة في لبنان باتجاه البحر ومنه إلى جنوبي إسرائيل حيث حلقت الطائرة لعشرات الكيلومترات قبل أن يتم إسقاطها بمنطقة قريبة من مفاعل ديمونة، على حد تعبيره.