CNN CNN

ميقاتي علق استقالته والمعارضة تحشد لتشييع الحسن

الاثنين، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

بيروت، لبنان (CNN) -- دعا رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الدين الحريري، إلى "أوسع مشاركة" في تشييع اللواء وسام الحسن، التي اغتيل في بيروت الجمعة، بينما شنت المعارضة اللبنانية هجوماً قاسياً على مواقف رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، مكررة اتهام النظام السوري بالوقوف خلف العملية.

وقال الحريري، في كلمة مقتضبة وجهها للبنانيين: "وسام الحسن فعلا وسام وهو وسام على صدرنا جميعا وعلى صدر الكورة وطرابلس التي لم تخنه والتي تعرف من خانها ويحمل مسؤولية دمه."

وتوجه الحريري بالدعوة إلى "كل اللبنانيين لأوسع مشاركة غدا (الأحد) مضيفاً: "أنتم أبطال التحرك السلمي والتحرك المدني الديمقراطي، فافتحوا الطرقات لكي يصل كل اللبنانيين إلى ساحة الشهداء، غدا هو يوم الصدق مع لبنان ومع النفس، وبوقفتكم غدا في ساحة الشهداء (وسط بيروت) تقولون إن الكذب لن ينتصر على الصدق."

وكان رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي قد قال السبت إنه علق قرار استقالة حكومته بانتظار مشاورات يجريها الرئيس ميشال سليمان مع كبار المسؤولين السياسيين، وذلك على خلفية اغتيال رئيس جهاز شعبة المعلومات، العميد وسام الحسن.

ولم يستبعد ميقاتي الربط بين مقتل الحسن وجهوده في كشف مخطط لإحداث تفجيرات بلبنان بتورط سوري، بينما دعت المعارضة لتحويل تشييعه الأحد إلى "يوم غضب" ضد الرئيس السوري، بشار الأسد.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن ميقاتي قوله، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء إنه "لا يمكن فصل جريمة الأمس (اغتيال الحسن) عن السياق الذي كشف عن سلسلة من التفجيرات التي حصلت في الفترة الماضية. لهذا انعقد مجلس الوزراء للنظر في هذه الجريمة."

وأشار ميقاتي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، كاشفاً عن قيامه بإبلاغ سليمان بـ"عدم التمسك برئاسة الوزراء" مضيفاً أن الرئيس اللبناني "رفض، ودعا إلى عدم إدخال لبنان في الفراغ."

وبحسب ميقاتي، فإن قضية الحسن ستحال إلى المجلس العدلي "للكشف عن المجرمين وسوقهم إلى العدالة،" وأضاف: "هل قدر نجيب ميقاتي أن يكون دائما في الأوقات الصعبة؟ أنا لست متمسكا بهذه الحكومة ولا بالمنصب، ودعيت إلى تشكيل حكومة وفاق وطني. وأنا أقول اليوم يجب تأليف هذه الحكومة. أنا استغني عن هذا المنصب من أجل أهلي."

وتابع بالقول: "أمام إصراري على عدم تمسكي بهذا المنصب، طلب مني فخامة الرئيس الانتظار للتشاور مع أركان هيئة الحوار الوطني (التي تضم أبرز الشخصيات السياسية وقادة الأحزاب) وعلقت أي قرار إلى حين رد رئيس الجمهورية مع تمسكي وإصراري على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني."

وكان سليمان قد أعلن الجمعة أنه سيباشر بإجراء مشاورات جديدة مع أقطاب هيئة الحوار لعقد جلسة للحوار وفي أسرع وقت ممكن، للتأكيد على وحدة اللبنانيين في رفض الفتنة."

ورد مصطفى علوش، القيادي في تيار المستقبل المعارض، الذي يقوده الحريري، بالقول إن ما أدلى به ميقاتي: "مجرد لعب على الألفاظ والكلمات والمواقف ومحاولة لتحريك المشاعر كي تتحرك بعض الأطراف في المجتمع الدولي وتطلب منه البقاء في منصبه وتقول له أنه ضمانة للاستقرار وما شابه."

وتابع علوش، في اتصال مع CNN بالعربي: "الواقع أن على من يشعر بالفشل والتقصير والوقوع في الخطأ الأخلاقي أن يتقدم باستقالته، أما إذا كان مقتنعاً بالفعل بأنه ضرورة وطنية فهذه مشكلة كبيرة."

ونفى علوش، وجود ارتباط بين تشييع اللواء الحسن، الذي كان يعتبر من المقربين من الحريري، والاعتصام الذي بدأ قرب مقر الحكومة اللبنانية.

وأوضح بالقول: "التشييع مرتبط بجنازة اللواء الحسن وتكريم ذكراه، أما الاعتصام فهو موقف سياسي منفصل يدعو إلى استقالة الحكومة ومحاسبتها، ولا يوجد في الوقت الحالي خطط طويلة الأمد مرتبطة بالاعتصام، ولكن قد دفن الشهيد قد تصدر قرارات واضحة حول إمكانية التصعيد عبر الاعتصام أو سواه من وسائل التعبير التي يكفلها الدستور."

وحول ما تردد عن وجود معلومات أولية حول التحقيقات الجارية بقضية الاغتيال قال علوش: "المعلومات التي قد توفر أكبر الإمكانيات للتوصل إلى خيوط في التحقيق هي من خلال كاميرات المراقبة في موقع الاغتيال، وقد تتوفر خيوط أخرى، ولكن يبقى التساؤل حول إمكانية أن توصل المحققين إلى الجناة."

ورداً على سؤال حول المواقف السورية المستغربة لاتهام دمشق باغتيال الحسن قال علوش: "استغرب استغراب النظام السوري لأنه اتهم نفسه بنفسه عبر قضية ميشال سماحة، التي لم يمر عليها أكثر من ستة أسابيع، ولو أننا لم نوجه أصابع الاتهام إلى سوريا لكان على الأسد نفسه أن يقف ليقول: أنا استغرب عدم اتهامي بقتل الحسن."

وحول عدم استبعاد ميقاتي ارتباط اغتيال الحسن بقضية سماحة قال: "اليوم يحاول ميقاتي بعد بوادر الاتهام المباشر الذي لا يمكن رده ضد سوريا، ومع اقتراب سقوط هذا النظام، البحث لنفسه عن مخرج من الموقع الذي وضع نفسه فيه أو وضعته فيه أطراف أخرى."

واستمر التوتر الأمني في العديد من المناطق اللبنانية، إذ وقع إطلاق نار وإقفال طرقات في طرابلس، وجرى قطع الطريق إلى ساحة عبد الحميد كرامي في المدينة وكذلك في ساحة التل، وعمد الجيش إلى تنفيذ عملية انتشار واسعة في صيدا، وقام بفتح الطرقات المغلقة بالمدينة.

وجرى طريق الكرنتينا عند مدخل بيروت بالإطارات المشتعلة، وانطلقت تظاهرة في وادي خالد احتجاجا على اغتيال الحسن، كما جرى قطع الطريق السريع الرابط بين بيروت والجنوب.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.