الجزائر (CNN) -- أعلنت السلطات الجزائرية السبت وفاة الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، عن عمر يناهز 38 سنة، وذلك بعد تدهور صحته وإدخاله إلى قسم العناية الفائقة منذ أكثر من أسبوع، ليصبح بذلك ثاني رئيس جزائري سابق توافيه المنية هذا العام بعد أحمد بن بلة.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، نقلاً عن عائلة الرئيس الراحل، أن الأخير كان في بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة.

أما الإذاعة الجزائرية فقالت إن بن جديد من مواليد 14 أبريل/نيسان 1929 بقرية بوثلجة، بولاية عنابة، لأسرة متواضعة. والتحق في وقت مبكر من حياته بالتنظيم السياسي العسكري لجبهة التحرير الوطني، ثم بجيش التحرير حيث عين قائدا لإحدى المناطق.

ومنذ 1958 وحتى 1969 تدرج الفقيد في مناصب عسكرية انتهت بتوليه سنة 1978 تنسيق شؤون الدفاع الوطني.

وعند انعقاد المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني، تم ترشيحه للاضطلاع بمهام أمين عام للحزب ثم رشح للرئاسة الجمهورية. وفي 7 فبراير/شباط 1979، انتخب رئيسا للجمهورية و أعيد انتخابه مرتين عامي 1984 و1988.

وأشارت الوكالة إلى أن بن جديد، ومنذ مطلع 1992 "ابتعد عن الحياة السياسة إلى أن تغمده الله برحمته."

وكانت السنوات الأخيرة من ولاية بن جديد قد شهدت اضطرابات سياسية واقتصادية بعد سعيه لتحرير الاقتصاد في ظل تراجع أسعار النفط التي تشكل مصدر الدخل الأساسي للبلاد، وأدى ذلك إلى حدوث مظاهرات عام 1988 تخللها اضطرابات أدت إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى.

وسعى بن جديد إلى الحد من الاحتقان عبر العمل على برنامج للإصلاح السياسي والتعددية الحزبية، ولكن مشروعه انتهى عام 1991 بعدما تدخلت القوات المسلحة لوقف تداعيات انتخابات عام 1991 التي كانت الكفة فيها تميل لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ما أدى إلى صراع مسلح استمر لعقد من الزمن وحصد عشرات آلاف الأرواح.

ودفعت هذه التطورات المترافقة مع تصاعد دوامة العنف في البلاد بن جديد إلى تقديم استقالته في 11 يناير/كانون الثاني 1992.

يشار إلى أن بن جديد  يعد الرئيس الثالث للجزائر المستقلة وحكمها بعد وفاة الرئيس الثاني هواري بومدين.