نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- انتهى الاجتماع الطارئ المغلق في مجلس الأمن لمناقشة الوضع في غزة دون التوصل إلى نتيجة، ودافعت واشنطن عن موقف إسرائيل التي قال ممثلها إنها "لن تلعب الروليت الروسية" بأرواح مواطنيها، بينما اعتبر المراقب الفلسطيني، رياض منصور، أن ما يجري يتزامن مع السعي لنيل صفة دولة غير عضو.

وجاء الاجتماع الطارئ بناء على طلب عربي، وكان منصور قد سلم رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، السفير الهندي هارديب بوري، رسالة خطية يطلب فيها اهتمام المجتمع الدولي بالوضع المستجد في غزة، وذلك "وذلك بهدف تفادي مزيد من التدهور وعدم الاستقرار على الأرض."

ونقل موقع الأمم المتحدة أن منصور عقد مؤتمراً صحفياً قال فيه إن إسرائيل "تصعّد حملتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة،" مضيفا: "العدوان الإسرائيلي يتزامن مع جهودنا في الجمعية العامة من أجل تغيير وضع فلسطين لتصبح دولة مراقبة."

واتهم منصور الجانب الإسرائيلي بـ"ارتكاب القتل خارج نطاق القضاء من خلال ضربات عسكرية مستهدفة، مما تسبب في دمار وخسائر في الأرواح،" كما حذر من إمكانية تطور العملية لتتحول إلى اجتياح بري واصفاً الوضع بأنه "متفجر."

أما السفير الإسرائيلي، رون بروسر، فقال إنه ما من دولة في العالم تقبل بـ"استهداف المدنيين فيها بشكل يومي" مضيفاً أن إسرائيل "لن تلعب الروليت الروسية بأرواح مواطنيها" واعتبر أن هدف العملية العسكرية الإسرائيلية هو "دفاعي" يرمي إلى "إبعاد التهديد الاستراتيجي الذي يترصد بالمواطنين."

واتهم بروسر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتحويل قطاع غزة إلى "ملجأ للمنظمات الإرهابية الدولية" وأضاف: "نجتمع الليلة بينما يواصل الوفد الفلسطيني مسعاه للحصول على صفة الدولة، هذه الدولة التي يتصورونها تضم غزة، أي حركة حماس. القيادة الفلسطينية تسير في طريق لا يؤدي إلا إلى المزيد من الصراع والعنف وعدم الاستقرار."

ودعا السفير الإسرائيلي مجلس الأمن إلى "اتخاذ الخيار الصحيح" عبر "إدانة حماس والإرهاب وعمليات إطلاق الصواريخ التي تشل حياة الكثير من المدنيين الإسرائيليين."

من جانبها، قالت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، سوزان رايس، إن الرئيس باراك أوباما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأبلغه "تفهمه ودعمه لحق إسرائيل بالدفاع المشروع عن نفسها" بوجه الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة.

وأضافت رايس أن أوباما حض نتنياهو على "بذل كل الجهود من أجل تجنب إلحاق خسائر في صفوف المدنيين" واتفق معه على ضرورة أن تقوم حركة حماس بـ"وقف الهجمات على إسرائيل.

كما اتصل أوباما - وفقاً لرايس - بالرئيس المصري، محمد مرسي، بسبب "الدور الحساس الذي تلعبه مصر في الاستقرار الإقليمي" مشيرة إلى أن الرئيسين "توافقا على أن مصلحة الجميع تقتضي عدم تصعيد الوضع."

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن مرسي تلقى أيضاً اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عبر فيه الأخير عن دعمه القوي "للدور القيادي" الذي تلعبه مصر من أجل إعادة الهدوء إلى المنطقة.