مدينة غزة (CNN)-- انطلقت في القاهرة الاثنين، جولة جديدة من المباحثات التي يجريها الجانب المصري مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، على حدة، لمناقشة المزيد من البنود الخاصة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة.

وكشف بيان صدر عن مكتب القيادي بحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيس الحكومة "المقالة"، التي تسيطر على القطاع الفلسطيني، أن المناقشات سوف تتطرق إلى بنود فتح المعابر الحدودية أمام حركة الأشخاص والبضائع، وتخفيف الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على غزة.

من جانبه، قال سفير مصر لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، ياسر عثمان، إن مشاورات بحث آليات تنفيذ بنود التهدئة، بدأت في القاهرة الاثنين، مؤكداً أن هذه المشاورات تأتي بعد الانتهاء من مرحلة وقف إطلاق النار، كما شدد على استمرار دور مصر في ضمان الالتزام بتنفيذ ما جاء في الاتفاق.

وأضاف عثمان، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنه جرى أمس (الأحد) تنفيذ جزء مما جاء في اتفاق التهدئة، وهو ما يتعلق بإدخال تسهيلات على عمل الصيادين، مشيراً إلى أنه جرى توسيع منطقة الصيد البحري من ثلاثة أميال إلى ستة أميال.

وأوضح أن مشاورات اليوم ستتناول المرحلة الثانية بعد وقف إطلاق النار، والخاصة بإدخال تسهيلات على المعابر، في إطار السياسة العامة للتخفيف من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

يُذكر أن بيان سابق صدر عن مكتب هنية الأحد، أكد موافقة السلطات الإسرائيلية على تخفيف بعض القيود التي كانت تفرضها على الصيادين الفلسطينيين، مما يسمح لهم بالدخول إلى البحر لمسافة ستة أميال بحرية، بدلاً من المسافة التي كانت محددة في السابق، والتي لم تكن تتجاوز ثلاثة أميال.

وفيما استؤنفت جولة جديدة من المباحثات الخاصة باتفاق التهدئة في القاهرة الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه انتهى من التحقيق في حادث مقتل رجل عربي، بعد إصابته بنيران وحدة عسكرية إسرائيلية، في إحدى القرى المحاذية للحدود مع قطاع غزة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن التحقيقات أظهرت أن الرجل "اقتحم" أحد البيوت في قرية "سديه أفراهام"، ضمن المجلس الإقليمي "أشكول"، بهدف السرقة، وطعن امرأة من سكان المنزل بسكين، مما أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة.

وأضاف الراديو الإسرائيلي أن قوة عسكرية أطلقت النار على الرجل، بعد أن حاول الفرار، ظناً منها بأنه "مخرب" تسلل من قطاع غزة.

وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الأسبوع الماضي، بعد سلسلة غارات جوية شنتها الطائرات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، خلفت مئات القتلى والجرحى، وقالت إسرائيل إن الهدف من هذه الهجمات هو وقف الهجمات الصاروخية التي تنطلق من غزة، باتجاه الدولة العبرية.

وساعدت مصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق التهدئة، في الوقت الذي كان الجيش الإسرائيلي يقوم فيه بحشد قواته على حدود غزة، وسط تهديدات متزايدة بشن عملية برية واسعة داخل القطاع.

وأسفرت المواجهات، التي استمرت ثمانية أيام، عن سقوط نحو 160 قتيلاً فلسطينياً، بينهم عدد كبير من المدنيين، مقابل ستة قتلى من الجانب الإسرائيلي، بينهم مدنيون وجنود.