CNN CNN

تحليل: هل يسعى متشددون لإمارة إسلامية بسيناء؟

الاثنين، 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، آخر تحديث 10:51 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- ما تزال الصورة ضبابية فيما يتعلق بالوضع الأمني بمحافظة شمال سيناء، بعد مقتل ثلاثة من عناصر الأمن، بهجوم نفذه مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون لتيارات إسلامية متشددة، تتعقبهم القوات الأمنية ضمن حملة واسعة منذ أغسطس/آب الماضي.

وبينما رجحت مصادر لـCNN بالعربية، بأن يكون الهدف من الهجوم هو الضغط على الحكومة من أجل إسقاط أحكام غيابية وتسوية قضايا أمنية، فإن محللين يؤكدون أن هدف الهجوم يتمثل في سعي عناصر متطرفة لتخفيف قبضة الأمن على المحافظة، وتكوين "خلايا جهادية،" للسيطرة على المنطقة.

وكان وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي زار مدينة العريش يوم الأحد، لمتابعة الموقف الأمني هناك، والوقوف على آخر التطورات، كما أصدر وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، قراراً بإقالة مدير أمن شمال سيناء، وتعيين نائبه سميح أحمد بشادي بدلاً منه.

وقال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، إن "استمرار عمليات الهجوم المسلح على العناصر الأمنية بمحافظة شمال بسيناء يهدف لتحويلها إلى منطقة غير مستقرة، من عدة أطراف لها مصالح في هذا الاتجاه منها عناصر  جهادية وتكفيرية لديها فكر إيديولوجي في تحويل سيناء لما يسمى بإمارة إسلامية."

ولم يستغرب بخيت أن "تكون إسرائيل وحماس قريبتان عن ما يحدث بشمال سيناء،" إذ تسعى حماس "لابتزاز جميع الأطراف ليكون لها دور مؤثر في سيناء من اجل الضغط لتنفيذ مطالبها،" وخاصة تلك التي تتعلق بفتح معبر رفح، كما "تترقب الدولة العبرية الفرصة للادعاء بتهديد أمنها على الحدود الفاصلة مع مصر."

وأوضح الخبير العسكري لـCNN  بالعربية، أن "منطقة شمال سيناء صحراوية ومترامية الأطراف وبها مناطق اختباء يسهل معها زرع خلابة إرهابية،" مرجحا أن "تأخذ العمليات الأمنية هناك وقتا كبيرا."

وأشار إلى أن "الهجمات التي يقومون بها صغيرة، ولكن تأثيرها كبير لم يحدث على ارض سيناء من قبل."

ولفت بخيت إلى أن "القضاء على العناصر الإرهابية بسيناء يلزمه إطلاق حرية أجهزة الأمن في التعامل مع هؤلاء، وزيادة أعداد القوات المسلحة في المناطق الحدودية (ج) و (ب) لضبط وتأمين سيناء وهي أمور تحتاج إلى تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل."

وأوضح أن "رفض المسؤولين تعديل الاتفاقية سببه وجود حرج للإدارة المصرية بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، إذ أن تعديلها يأتي بإثبات حسن نية تامين حدود الأخر."

أما الخبير الأمني فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، فيرى أن "حادث سيناء لن يكون الأخير، إذا لم يتم العمل على إيجاد منظومة متكاملة للقضاء على الأفكار المتشددة التي تعتنقها بعض الخلايا، سيما وأن العمليات العسكرية في سيناء لن تساعد وحدها على استتباب الأمن."

وحذر من إمكانية امتداد تلك الهجمات إلى خارج سيناء، مشيرا إلى توتر العلاقات، بين مصر وإسرائيل، ومعتبرا أن "الدولة العبرية تسعى إلى إثارة الفوضى داخل مصر."

واستبعد أن يكون تولى الرئيس مرسي السلطة ساعد في تردى الوضع بسيناء، مؤكدا أن "هذا الأمر كان يحدث على أوقات متباعدة بتفجيرات طابا، ودهب، وعبد المنعم رياض، والأزهر وغيرها."

من جهته، استبعد الشيخ محمد سليمان العواودة منسق رابطة قبائل وسط سيناء، أن "يكون هدف منفذي الهجوم إقامة إمارة إسلامية،" مرجحا أن "يكون هدفهم الضغط على الحكومة من اجل تسوية قضايا وإسقاط أحكام غيابية كان يلفقها رجال مبارك لأبناء المحافظة."

وأضاف أن "الثقة منعدمة مع الحكومة في هذا الأمر،" مرجحا أن تستمر الهجمات بسيناء، في ظل غياب الأمن وعدم وضوح السياسة العليا للدولة اتجاه تنمية المنطقة.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.