دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الناشط الحقوقي السعودي، وليد أبوالخير، إنه قابل حمزة كاشغري، المتهم بكتابة آراء اعتُبرت "مسيئة" للنبي محمد، قبل أيام من نشره لها على صفحته بموقع "تويتر،" نظراً لمعرفته السابقة به ضمن تنظيم محلي للإخوان المسلمين، محذراً من أن قضيته باتت "تستغل حالياً لقمع أجواء الحرية في مدينة جدة."
وقال أبوالخير، في اتصال مع CNN بالعربية السبت إنه نصح كاشغري، الموقوف حالياً لدى السلطات السعودية، بعدم التصادم مع المجتمع من خلال طروحاته.
وأوضح قائلاً: "أنا وحمزة أصدقاء منذ زمن وكنا معاً في تنظيم الإخوان المسلمين وقد جاء إلى منزلي قبل أسبوع من تغريداته وتناقشنا في أمور على صلة بنظرته إلى الله والنبي والدين.
وأضاف أبوالخير: "نصحته بعدم التصادم مع الناس ومع المجتمع المحافظ لأن ذلك لن ينتج عنه إلا الضرر له وتشويه الحقائق."
وأكد أبوالخير أنه قال لكاشغري بأن حريته الشخصية "لا يجب أن تُمس،" ولكنه شدد في الوقت نفسه على رفضه بأن "يجعل معتقداته محل صراع مع المجتمع،" وأضاف: "نصحته في هذا الإطار، ولكنني لم أقابله بعد ذلك إلى أن نشر تغريداته."
وحذر أبوالخير من وجود قوى متشددة في مدينة جدة السعودية تسعى لاستغلال قضية كاشغري من أجل فرض حالة من التشدد تنهي أجواء الحرية النسبية السائدة فيها.
وقال: "الوضع الحالي وما نتج عن حادثة كاشغري انعكس سلبياً في المدينة إذ تقوم جماعات متشددة بقمع الحريات النسبية التي كنا نتمتع بها بالمدينة عبر الأندية والديوانيات وقد قامت تلك المجموعات بمنع انعقاد عدد من الديوانيات والمطلوب هو ألا تستغل هذه القضية لقمع أجواء الحرية بجدة وفرض المزيد من التشدد."
وكشف أبوالخير نيته تنظيم ديوانية في منزله بجدة الثلاثاء المقبل تحت شعار "حرية التعبير."
ولم تتمكن CNN من الاتصال بالمحامي عبدالرحمن اللاحم، الذي تطوع للدفاع عن كاشغري، ولكن بمتابعة "تغريداته" على صفحته في تويتر أشار اللاحم، الذي سبق له المرافعة في عدة قضايا أثارت الرأي العام، إن الملف يجب أن يدخل ضمن قضايا الإعلام لأنه يتعلق بمواد نشرت في محتوى ورقي أو إلكتروني وبالتالي النظر فيها يكون باللجان الإعلامية بوزارة الإعلام.
ورفض اللاحم في "تغريداته" على تويتر الحكم مسبقاً على كاشغري، واعتبر أنه حالياً "متهم" وبذلك "يمتلك كل الحقوق التي جاءت بالأنظمة وعلى رأسها، حقه بالدفاع و الاستعانة بمحام."
واستغرب انتقادات البعض له لتطوعه في الدفاع عن كاشغري قائلاً إن وزارة العدل السعودية سبق لها أن وكلت محامين للترافع عن الموقفين بقضايا إرهاب، وبالتالي فمن الضروري الحفاظ على حقوق الجميع.
وخاض اللاحم في نقاش قانوني حول رأيه بالقضية، فاعتبر أن ملاحقة كاشغري يجب أن تكون أمام لجان وزارة الإعلام باعتبار أن ما أدلى به يندرج في إطار "النشر" وليس "الإنتاج،" محذراً من "الضرر" الذي قال إنه "سوف يلحق بالإسلام من تصعيد قضية حمزة من قبل التيار الإسلامي الحركي لن يقل عما أحدثته أحداث سبتمبر بالإسلام."
وكان كاشغري قد كتب تعليقات على صفحته الشخصية في تويتر، تناول فيها الذكرى الأخيرة لمولد النبي محمد، موجهاً كلامه إليه، بالقول: "في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند، وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر."
وسرعان ما انهالت الردود على ما كتبه كاشغري، واتسع نطاق القضية بشكل واسع، ما دفع الصحفي السعودي إلى التراجع وإعلان "التوبة" قبل أن يفر إلى ماليزيا التي أوقفته وسلمته للسلطات السعودية بوقف لاحق، وسط غضب منظمات إنسانية وحقوقية.