عمان، الأردن(CNN)-- دعا مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ريتشارد فولك، إلى ممارسة مزيد من الضغوطات على الأمم المتحدة من المجتمع الدولي، للتأثير على سلوك إسرائيل "الميداني" حيال تعاملها مع الفلسطينيين.
وكشف فولك خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة عمان صباح الأثنين، في ختام جولة بعثته الى المنطقة، عن الخطوط الرئيسية لتقرير البعثة الذي سيصار الى رفعه الى منظمة الأمم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، واصفا " خروقات إسرائيل بالممنهجة" تجاه الفلسطينيين.
ودعا فولك السلطات الاسرائيلية للإفراج فورا عن المعتقل الفلسطيني خضر عدنان، محملا إياها مسؤولية تدهور وضعه الصحي.
وقال فولك، "إن إسرائيل ما تزال لا تعترف بحقوق الفلسطينيين في حق تقرير المصير، والتقرير يخلص إلى استمرار تسجيل الانتهاكات على مستوى التوسع الاستيطاني في الاراضي المحتلة، بما فيها أراضي الضفة الغربية، وعلى مستوى "الاعتقالات التعسفية" ومعاملة المعتقلين في السجون الاسرائيلية."
وشملت جولة البعثة زيارة كل من مصر، والضفة الغربية، والأردن، فيما لم تنجح المحاولات لإجراء زيارات لكل من لبنان، لرفض الحكومة طلبه، إضافة الى سورية التي تحول الأوضاع فيها من الوصول إليها.
وقال فولك، "إن" المجتمع الدولي أخفق في حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وهناك شعورعام لدى اللاجئين الفلسطينين في دول اللجوء بأن النزاع "قد طال."
ولفت فولك إلى تعذره من زيارة قطاع غزة عبر الاراضي المصرية بسبب خطورة الرحلة.
كما أشار الى أن السلطات الاسرائيلية تمنعه من الدخول الى إسرائيل منذ طردها له عام 2008، لإتمام رصد التقرير.
وفي السياق، حمل فولك في حديثه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أوضاع قطاع غزة التي ما تزال تصنف على انها تحت الاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف.
كما حمل إسرائيل مسؤولية تدهور الحالة الصحية للمعتقل الفلسطيني خضر عدنان الذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ أكثر من 65 يوما.
ورصد التقرير وفقا لفولك، حالة عدنان التي اعتبرها نموذجا للانتهاكات الاسرائيلية في "الاعتقال التعسفي " للفلسطينيين دون محاكمة، قائلا :" إن معاملة عدنان تمت بشكل مزري ومهين، عدا عما تعرض له من إساءة في الافعال والاقوال واعتقاله أمام أبنائه من منزله، ودون أن يثبت للآن اشتباهه بمشاركته بأي أعمال عنف."
ووصف فولك معاملة سلطات الاحتلال الاسرائيلية للمعتقلين الفلسطينيين، "بالخروقات الصارخة لحقوق الانسان التي ترتقي إلى جرائم الحرب،" مشددا على ضرورة مساءلة المسؤوليين الإسرائيليين، بدءا من منفذي عمليات الاعتقال الاداري للفلسطينيين وحتى "أكبر القيادات الإسرائيلية "، بحسب قوله.
ودعا فولك إلى توفير الحماية للأسير عدنان، وإطلاق سراحه مباشرة، حتى في حال امتلاك إسرائيل لأدلة ضده.
ولفت فولك إلى وجود ما يزيد عن 300 معتقل فلسطيني دون "اتهامات" لدى اسرائيل، إضافة الى نحو 4400 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى طلبه للمعلومات الكاملة عنهم لإدراجها في التقرير المزمع رفعه الى المنظمة في يونيو/ حزيران المقبل.
في سياق متصل، انتقد فولك رفض الحكومة اللبنانية السماح لبعثته بزيارة لبنان لرصد حالة حقوق الانسان في مخيمات اللجوء الفلسطينية، وقال:" إن الحكومة اللبنانية لا تود الكشف بشكل صريح عن ظروف اللاجئين لديها."
وبين فولك أن الحكومة البنانية رفضت الموافقة على طلبه، بحجة عدم اختصاص عمل البعثة الدولية بالفلسطينيين خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وحول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الاردن، أشار فولك إلى إجراء لقاءات عديدة مع مجموعات بؤرية من اللاجئيين في مخيمي "ألوحدات وجرش" في الاردن، واصفا إن حالة حقوق الانسان لهم أفضل من غيرها من الدول التي يتواجد فيها لاجئين.
وأكد فولك، أن خلاصة اللقاءات مع اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والاردن، تمحورت حول تمسكهم بحق تقرير المصير وحق العودة.
وأشاد فولك بدعم جامعة الدول العربية وأمينها العام الجديد للبعثه التي التقت به في القاهرة، و"إصرارها على مساعدة المنظمة الدولية لتضمان وحقيق الحقوق الفلسطينية."
إلى ذلك، اعتبر فولك أن المجتمع الدولي بكل مؤسساته قد "أخفق" في حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ، مشيرا إلى أن "خطأ" واضحا يرتكب في تطبيق القانون الدولي.
وقال:" إن المنظمة استطاعت رفع حالة الوعي بحقوق الفلسطينيين لكنها لم تستطع التأثير في السلوك الميداني لاسرائيل، ومثال على ذلك تقرير غولدستون الذي لم تنفذ توصياته."
ولم يخف فولك ما وصفه بالدعم "غير المسبوق" الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل خاصة عند اتخاذ القرارات الدولية.
وأجرى فولك لقاءات مع مسؤوليين ومنظمات مجتمع مدني ولاجئين خلال جولته لإعداد التقرير.