دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هيمنت الأحداث الدامية في سوريا، والقصف الذي تتعرض له مدينة حمص من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد، على تغطيات وافتتاحيات الصحف العربية الصادرة الخميس، والتي عكست نظرة متشائمة للأوضاع في سوريا، ومستقبل هذه الدولة العربية.
سوريا في العيادة الدولية
وتحت عنوان "سوريا في العيادة الدولية" كتبت صحيفة "الحياة" في افتتاحيتها تقول "لا يستطيع احد قبول هذه المشاهد. إنها قاسية. مروعة. مستفزة. قتلتنا مشاهد الجنازات وهي تنجب المزيد من الجنازات. قتلتنا صور جثث الأطفال. وصور مدنيين ممددين في الشارع والقناص يطارد من يحاول الاقتراب. أنهكتنا صور البيوت المحروقة. والجدران المبقورة. ودموع الثكالى. لسوريا رصيد تاريخي في قلب كل عربي. لهذا يشعر انه ينزف معها. ويموت معها."
وأضافت الصحيفة في المقال الافتتاحي الذي كتبه غسان شربل "لا يستطيع احد قبول المَشاهد الوافدة من حمص. والزبداني. وحماة. وإدلب. وغيرها. ليس فقط بسبب قسوتها. بل أيضا لأنها تَعِدُ بما هو أدهى. طريقة قتل مواطن تنذر احياناً باحتمال قتل وطن. مقتل قرية ينذر دائماً بمقتل بلاد."
وتابعت الصحيفة بالقول "لا شيء يمكن أن يبرر هذه القسوة اللامحدودة. نعرف أن عناصر من الجيش انشقت وسمت نفسها الجيش السوري الحر. ونعرف أن معارضين لجأوا إلى حمل السلاح. لكن وجود هؤلاء أو أولئك في هذه المدينة أو تلك القرية لا يبرر أبداً تعميم التهمة وتعميم القسوة. ثم إنه لا يشكل حلاًّ. ويزيد من التفاف الناس حول المسلحين بينهم."
ورأت الصحيفة أن سوريا "خسرت حربها الإعلامية منذ بدء الاحتجاجات. رسخت الحلقات السابقة من الربيع العربي ميل الناس إلى التعاطف مع كل احتجاج يطالب بالحرية والكرامة. لم يستطع الإعلام السوري تقديم رواية مقنعة تنافس الميل البديهي إلى التعاطف مع المحتجين. حتى الذين كانوا يبحثون لسوريا عن تبريرات أو أسباب تخفيفية أضعف فقر الرواية الرسمية موقفهم."
وختمت الصحيفة بالقول "خلال شهور من الاحتجاجات خسرت سوريا تباعاً أطواق الأمان الإقليمية والدولية. خسرت قبل ذلك صمامات أمان أساءت تقدير أهميتها. تقول التجارب إن الإقامة في العيادة الدولية مكلفة للدولة والنظام. وإن كبار الأطباء ليسوا ملزمين في النهاية بأخذ موافقة المريض على استخدام الدواء المر أو إجراء جراحة قاسية."
السابقة الليبية تتكرر سوريا؟
أما صحيفة "القدس العربي،" فكتب مقالها الافتتاحي رئيس تحريرها عبدالباري عطوان تحت عنوان "السابقة الليبية تتكرر سوريا؟" يقول "كنا نخشى أن يستخدم النظام السوري الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج كرخصة لتصعيد عملياته العسكرية ضد المدنيين، وبعض الوحدات التابعة للجيش السوري الحر، ويبدو، ومن خلال متابعة الأحداث في مدينة حمص وضواحيها أن ما كنا نخشى منه قد وقع."
وأضاف الكاتب قائلا "المتحدثون باسم النظام يبررون أعمال القتل هذه بأنها تأتي كرد على هجمات للجيش السوري الحر ووحداته، ومحاولة لفرض هيبة الدولة وسلطتها على المناطق التي باتت خارج سيطرتها، مثلما حدث في الزبداني وحرستا ودوما ومناطق أخرى في ريف دمشق، ولكن هيبة الدولة لا يجب إن تستعاد أو تترسخ على حساب الأبرياء."
وتابع يقول "الأزمة في سوريا تتفاقم، والحلول السياسية التي من المفترض أن تتقدم على الحلول الأمنية باتت ابعد من أي وقت مضى، بسبب حالة الاستقطاب الدولي حول سورية، وتصارع القوى العظمى فيما بينها حول اقتسام مناطق النفوذ، واستخدامها، أي الأزمة السورية، ذريعة في هذا المضمار."
وفي مقارنة مع الوضع في ليبيا قال "نتذكر هنا كيف أدى تقدم الدبابات التابعة للعقيد معمر القذافي باتجاه مدينة بنغازي لارتكاب مجزرة ضد المحتجين الليبيين فيها، وتصفية وحدات الجيش الليبي المنشقة بقيادة اللواء عبد الفتاح يونس وزير الداخلية السابق في نظام القذافي.. لإعطاء الرئيس الفرنسي ساركوزي ومسؤولين غربيين آخرين، علاوة على السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية السابق، الضوء الأخضر لطائرات فرنسية وأخرى بريطانية للتدخل عسكريا وقصف رتل دبابات القذافي وتدميرها."
وخلص الكاتب إلى القول "إن سوريا ليست مثل ليبيا، حيث تختلف الظروف والمعادلات الدولية، فليبيا كانت معزولة بدون أي أصدقاء، أما سوريا فتنتمي إلى مجموعة إقليمية قوية تتزعمها إيران، وتضم حزب الله اللبناني وقسما كبيرا من العراقيين، وتسندها قوتان عظميان هما الصين وروسيا، ولذلك لا نعتقد أن مهمة التحالف الجديد ضدها ستكون سهلة."
علماء مسلمون يفتون بالجهاد في سوريا ضد نظام الأسد
من جهتها، قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن عددا من أشهر الدعاة والشخصيات المروج لهم إعلاميا أفتى عدد بواجب الجهاد في سوريا، حيث وقع كل من التونسي راشد الغنوشي واليمني عبد المجيد الزنداني والليبي علي الصلابي والسعودي عائض القرني ومفتي مصر الشيخ علي جمعة، بالإضافة إلى يوسف القرضاوي بوجوب دعم الجيش السوري الحر 'والوقوف ضد الجيش السوري النظامي ولو أدى ذلك إلى التضحية بالنفس."
وأضافت الصحيفة "تأتي هذه الفتوى في الوقت الذي يستمر فيه الجدل السياسي حول سبل إيجاد مخرج للأزمة السورية، ففي حين تسعى روسيا إلى الإشراف على حوار بين المعارضة والسلطة السورية، وفقا لما أكده وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف أمس بخصوص الضمانات التي تلقاها من الرئيس السوري بشار الأسد حول تكليف نائبه فاروق الشرع بالتحضير لمفاوضات مع المعارضة."
تحديد "الجناة" في مجزرة ستاد بورسعيد
وفي الشأن المصري، كتبت صحيفة الأهرام تقول "توصلت التحقيقات التي تجريها النيابة العامة حول مجزرة ستاد بورسعيد إلى قائمة من الأسماء للمجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة البشعة التي هزت العالم كله وليس مصر وحدها."
وأضافت الصحيفة "عثر الفريق المحقق على شرائط تكشف فيها هؤلاء القتلة من البلطجية وهم يقودون الجماهير البورسعيدية للفتك بجماهير الأهلي. وقد أطلعت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب إدارة النادي الأهلي بسير التحقيقات التي ستكشف عن أسرار خطيرة تهز الأمن العام."
وتابعت الصحيفة تقول "أطلعت لجنة تقصي الحقائق إدارة الأهلي على أنها وضعت يدها على الجناة الأصليين وأن ما حدث نتيجة مشاركة ما بين لفيف من البلطجية وبعض رابطة التراس مصراوي بعد اتفاقهم على قتل جماهير الأهلي، وطالبت اللجنة من إدارة النادي إعداد قائمة بأسماء المصابين لحضورهم إلى مجلس الشعب للاستماع لشهادتهم بخصوص ما حدث، وقدمت إدارة الأهلي ملفا كاملا من الصور والفيديوهات والمستندات لتدعيم الموقف حتى يتم الوصول للجناة الحقيقيين."