إسلام أباد، باكستان (CNN) -- اعتبر زكريا السادة، شقيق إحدى أرامل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أن إعلان السلطات الباكستانية نيتها محاكمة أسرته الموقوفة لديها منذ مقتله بغارة أمريكية قبل قرابة عام، مجرد مماطلة، وتحدث عن احتجاز العائلة "بظروف صعبة،" كما نفى وجود معلومات أمنية بحوزتهن، ورفض التسريبات حول دور إحداهن بكشف موقع زوجها السري.
وقال السادة، في اتصال مع CNN بالعربية من مكان وجوده في إسلام أباد، بعد تصريحات وزير الداخلية، رحمن مالك، عن نية باكستان ملاحقة العائلة بتهمة تزوير وثائق: "حتى الآن لا يوجد أي تطور بعد تصريح مالك الذي يبدو أنه يريد المماطلة والتسويف."
وأضاف السادة: "لا نعرف ما إذا قاموا (السلطات الباكستانية) برفع دعوى قضائية، فما يفعلونه الآن هو إخفاء قسري والحكومة الباكستانية لم تتواصل معنا ولا مع السفارة اليمنية، لأن الأسرة داخل السجن منذ سنة تقريباً، ولم أتمكن من التواصل معها منذ أكثر من شهرين."
ونفى السادة معرفته بمكان وجود شقيقته أمل، أو سائر أفراد أسرة بن لادن المكونة أيضاً من أرملتين وعدد من الأطفال، ولكنه أكد معرفته بـ"صعوبة ظروفهم" وخاصة على المستوى النفسي، بعد انقطاعه عنهم منذ أكثر من شهرين.
ولدى سؤاله عن مدى استعداد الأسرة للسير بالخيار القضائي إذا سارت به الحكومة الباكستانية قال: "سنقوم بتعيين عدد من المحامين بباكستان، ولكننا لا نعرف حتى الآن مدى جدية قرار الإحالة إلى القضاء، لأنهم تارة يعدوننا بالإفراج عنهم، وتارة أخرى يقولون إنهم يريدون إحالتهم للقضاء."
واستبعد السادة ما تردد عن إمكانية وجود أهداف سياسية تدفع باكستان إلى تأخير قضية "أسرة بن لادن" لأهداف تتصل بالعلاقة مع الولايات المتحدة قائلاً: "لا أعرف ما إذا كان هناك صفقة تتطلع إليها باكستان مع واشنطن، ولكنني أعتقد أنه لن يكون بصالح الولايات المتحدة أن تظهر بمظهر الدولة التي تحتجز الأطفال والنساء وتخفيهم بشكل قسري، فهذا أمر مشين وأعتقد أن الحكومة الباكستانية تتحمل مسؤوليته بمفردها."
ورفض السادة التسريبات الصادرة عن بعض ضباط الجيش الباكستاني حول دور زوجة بن لادن السعودية، خيرية، في كشف مكان وجود الأسرة، واعتبر أن هدفها "إخفاء الموضوع الرئيسي والقضية المركزية" للأسرة.
كما نفى معرفة الزوجات بمعلومات سرية تحاول الاستخبارات العثور عليها قائلاً: "أنا أعرف الأرامل وأؤكد بأنه ليس لديهن معلومات أمنية سرية، وكل ما لديهن بات بحوزة لجنة التحقيق التي أطالبها بنشر ما بحوزتها، علاقة أم حمزة (خيرية) بسائر الزوجات علاقة حميمة وجيدة ولا يصح شيء في موضوع الوشاية."
وشدد السادة على أن سيظل في باكستان حتى تسلم شقيقته، وأضاف: "إذا كانت الحكومة الباكستانية جادة بمحاكمتها مع سائر العائلة فأنا أطالبها بتسليمهم للقضاء وإخضاعهم لمحاكمة علنية، لأننا نرفض المحاكمات السرية."
وكان وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك، قد قال الخميس، إن السلطات في بلاده بدأت إجراءات قانونية لإحالة أرامل بن لادن إلى القضاء بتهمة التزوير، وقال إن تهمة الدخول غير المشروع إلى البلاد والتزوير ستوجه إليهن بعد توقيفهن مع أولاد القيادي الذي قتل في مايو/أيار الماضي، بغارة أمريكية على مجمع كان يختبئ فيه في أبوت أباد.
وقد تحفظت السلطات الباكستانية على أرامل بن لادن الثلاث وثمانية من أبنائه، بعد الغارة الأمريكية، إذ أصيبت أرملة بن لادن اليمنية، أمل، 29 عاما، خلال الغارة، بينما قال مسؤول أمريكي إن الأرملتين الأخريين هما خيرية صابر، والمعروفة أيضا باسم "أم حمزة،" وسهام صابر "أم خالد."