دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الوقت الذي نفت فيه الحكومة المصرية وجود أزمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، على خلفية تصريحات القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، محمود غزلان، اتخذت الأزمة بين الدولة الخليجية والجماعة الإسلامية بعداً جديداً خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما سعى أحد نواب مجلس الأمة الكويتي إلى إدخال بلاده على خط الأزمة.
وكشف النائب فيصل الدويسان عن اعتزامه التقدم بطلب لمناقشة ما وصفه "الهجوم" الذي شنته جماعة الإخوان المسلمين في مصر على الإمارات، كما طلب من جماعة الإخوان في الكويت، إظهار التأييد والدعم للإجراءات على قامت بها دولة الإمارات، واستنكار ما جاء على لسان كل من الداعية القطري يوسف القرضاوي، والكويتي طارق سويدان.
وقال النائب الكويتي، في تصريحات أوردتها صحيفة "القبس" الاثنين، إن تحركه هذا يأتي "دعماً للشعب الإماراتي"، كما شدد على ضرورة "إبداء الدعم اللائق للشعب الإماراتي، ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها"، واعتبر أن "حركة الإخوان تجاوزت ما كان يفترض أن يكون، من تعاون بين شعوب الدول العربية"، كما اتهم الجماعة بأنها "تسعى إلى إرهاب دولة الإمارات، لتمرير أجندات مشبوهة."
إلا أن تصريحات الدويسان قوبلت بانتقادات من جانب بعض النواب في مجلس الأمة الكويتي، من بينهم النائب أسامة الشاهين، الذي رد على هذا الطلب بقوله إن "وقوفنا مع الإمارات الشقيقة حتمي في كل قضاياها، ومنها رفض احتلال إيران جزرها الثلاث.. فهل سيقف من قدم طلب مناقشة الهجوم على الإمارات بالقوة نفسها مع رفض احتلال إيران جزرها الثلاث؟"
وفي القاهرة، أكدت مصادر دبلوماسية أنه لا وجود لأزمة بين الحكومة المصرية ودولة الإمارات، وأن تصريحات المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمود غزلان، تجاه الإمارات، تعبر عن رأي جماعته ولا تمثل الحكومة المصرية.
وقالت المصادر، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن "هناك جهوداً دبلوماسية لإزالة هذا التوتر في أسرع وقت ممكن"، واعتبرت أن "مثل هذه التصريحات لن تعكر العلاقة بين مصر والإمارات."
وكانت دولة الإمارات قد دعت، في وقت سابق الأحد، الحكومة المصرية إلى توضيح موقفها بشأن تصريحات منسوبة إلى غزلان، جاء فيها أن دولة الإمارات "لا تجرؤ" على إصدار مذكرة اعتقال بحق القرضاوي، رداً على تهديد للقائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بملاحقة الداعية القطري ذي الأصل المصري، الذي يوصف بأنه "الزعيم الروحي" لجماعة الإخوان في مصر.
وتسارعت أحداث الأزمة الراهنة بعدما أدلى القرضاوي بتصريحات انتقد فيها قيام السلطات الأمنية في إمارة دبي بترحيل عشرات من السوريين، الذين شاركوا في احتجاج ضد أعمال القتل اليومية التي ترتكبها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضة في سوريا.
وقوبلت تلك التصريحات برد فعل قوي من جانب القائد العام لشرطة دبي، الذي شن هجوماً على القرضاوي، عبر صفحته بموقع "تويتر"، وتوعد بإصدار "مذكرة اعتقال" بحق القرضاوي، وأضاف أن "كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة، ووصفها بأقبح الأوصاف.. سألاحقه بحكم العدالة."
ووسط تكهنات باحتمال تفجر أزمة جديدة بين القاهرة وأبوظبي، قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، في صفحته على موقع "توتير"، "أتمنى على الحكومة المصرية الشقيقة أن توضح موقفها من تصريحات المتحدث باسم الإخوان، السيد محمود غزلان، المستهجنة تجاه الإمارات."
كما أوردت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" أن وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور محمد قرقاش، التقى وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة السبت، وطالبه بإيضاحات حول تصريحات الناطق باسم جماعة الإخوان تجاه دولة الإمارات.
يُذكر أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، كان قد ندد هو الآخر بتصريحات غزلان تجاه دولة الإمارات، ووصفها بأنها تصريحات غير مسؤولة، وتفتقد إلى الحكمة، وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة.