القاهرة، مصر (CNN)-- بدأت التكهنات تدور حول خليفة البابا شنودة، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي وافته المنية مساء السبت، عن عمر يناهز 89 عاماً، فبينما طرحت وسائل إعلام مصرية عدداً من الأسماء، أكدت مصادر كنسية أن اختيار خليفة البابا الراحل "أمر سابق لأوانه."
ورغم أن تلك التقارير تضمنت أسماء قساوسة لامعين في الكنيسة القبطية، من بينهم الأنبا بسنتي، والأنبا بيشوى، والأنبا موسي، فقد أكدت المصادر لـCNN بالعربية، أن ما يتردد في هذا الإطار لا يخرج عن كونه "تكهنات"، حيث تعتبر اللائحة الكنسية للأرثوذكس هي الفيصل في اختيار خليفة البابا.
كما استبعدت مصادر قبطية فضلت عدم ذكر اسمها، الأسماء المطروحة حالياً، وقالت إن الأنبا بسنتي بعيد عن هذا الأمر نهائياً، كما أكدت نفس المصادر أيضاً أن الأنبا بيشوى لا يحظى هو الآخر بتأييد كبير داخل الكنيسة.
وقال القمص ساويرس إنه من السابق لأوانه معرفة الشخصية المرشحة لخلافة البابا شنودة حالياً، حيث سيتم إجراء مراسم الجنازة الثلاثاء المقبل، يتبعه تشكيل لجنة من المجمع المقدس والمجلس الملي، لاستقبال طلبات المرشحين.
وأضاف أن المرشح لمنصب البابا يجب أن يكون راهباً، وألا يقل عمره عن 40 عاماً، ويكون قد أمضى 15 عاماً في الرهبنة، ولا يقل عدد المرشحين عن 5 ولا يزيد عن 7 مرشحين.
وأضاف ساويرس أنه طبقاً للائحة عام 1975، فإنه سيتم انتخاب ثلاثة أشخاص من المرشحين، يتم إجراء قرعة بينهم، من خلال طفل صغير، لاختيار خليفة البابا.
من جانبه، أوضح القمص عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، أن كل الأسماء المطروحة حالياً لا تخرج عن كونها تكهنات لدى وسائل الإعلام، ليس لها أي أساس من الصحة، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي ترشيحات حالياً، ولن يتحدث أي من أعضاء الكنيسة حول أي من الأسماء المطروحة، لأسباب تتعلق بعدم ترشح أحد حتى الآن.
وقال إن من سيرشحون سيفكرون جيداً، لأن "قداسة البابا شنودة من الشخصيات التي لا تعوض إلا كل مائة عام"، نافياً إمكانية تدخل السلطة الحاكمة في اختيار خليفة البابا شنودة.
وأشار القمص بسيط إلي وجود لائحة منظمة لاختيار خليفة البابا، من شأنها تجنب أي خلافات، حيث سيصوت على اختيار البابا أكثر من ألفين من الكهنة، وأعضاء المجمع المقدس، والمجلس الملي، ورجال الدين.
ولفت بسيط إلى أن رد فعل الشعب المصري والمسلمين حول وفاة البابا لم يكن متوقع بهذا الشكل، وقال لاحظنا وشاهدنا أن مصابنا هو مصابهم، كما أثنى على قرار المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، بإعطاء الأقباط أجازة لمدة ثلاثة أيام، لإلقاء نظرة الوداع، وهو ما لم يحدث لأي من الأقباط في العصر الحديث.
في الغضون، قرر "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية"، أن يتولى الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة وكنائس شمال أفريقيا، منصب "القائم مقام" البابا وبطريرك الكرازة المرقسية، لمدة شهرين، لحين إجراء الانتخابات لشغل المنصب الذي خلا بوفاة البابا شنودة.
وذكر موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، أن قرار المجمع المقدس، في اجتماعه مساء السبت، باختيار الأنبا باخوميوس لتولي منصب "قائم مقام" البابا، جاء بعد اعتذار الأنبا ميخائيل، أسقف أسيوط، وأكبر الأساقفة سناً، عن المنصب "لظروف صحية."
وتوافد آلاف الأقباط علي الكاتدرائية المرقسية في العباسية الأحد، لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا، الذي وضع في كامل هيئته الكهنوتية على كرسي "القديس مار مرقس"، وأقيم أول قداس بوجود الجثمان ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، بحضور معظم أساقفة المجمع المقدس، ويستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية ليومين.