الجزائر (CNN) -- ترشحت أسماء بن قادة، طليقة الداعية المصري المعروف، يوسف القرضاوي، ضمن حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، على رأس قائمة ولاية العاصمة الخاصة للانتخابات التشريعية المقبلة في العاشر من مايو/ أيار المقبل، وهي المفاجأة التي أحدثت ضجة في الحزب العتيد، الذي تخلى عن أسماء كبيرة في قوائمه.
وقد استغرب الوزير السابق، محمد صغير قارة، للطريقة التي اختيرت على أساسها أسماء بن قادة للترشح في الحزب. خاصة وأن ذلك يأتي في وقت تخلى فيه رئيس المجلس الشعبي الوطني الحالي (البرلمان،) عبد العزيز زياري، عن الترشح في آخر لحظة، وهذا إلى جانب عدة أسماء مؤثرة في الساحة السياسية الجزائرية.
وقد جاءت أسماء بن قادة ضمن الأربع الأوائل في القائمة التي أعلن عنها مساء الاثنين لتمثيل حزب جبهة التحرير في الجزائر العاصمة، حيث جاء على رأس القائمة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، محمد العربي ولد خليفة، أما المرتبة الثانية فعادت للنائب صلاح الدين بورزاق، الطبيب المختص في أمراض القلب.
وفي المرتبة الثالثة برز اسم وحيد بوعبد الله، المدير السابق لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، ولكن المفاجأة الكبرى تمثلت في احتلال طليقة القرضاوي للمرتبة الرابعة.
وقد بدت بن قادة واعية بالحملة السياسية والصراع البرلماني الذي ينتظر طريقها في المستقبل مع الحزب العتيد في البلاد، قائلة، في حديث خاص لـ CNN بالعربية: "يهمني كثيراً خدمة بلدي، وترشحي للانتخابات البرلمانية نابع عن قناعة مفادها توصيل رأي المواطن إلى السلطة."
وقد تسبب نشر قائمة الترشيح بإثارة غضب كبير بين قيادات الحزب وأعضاء مكتبه السياسي، كما تفاجأ بالقائمة الوزير السابق للسياحة محمد الصغير قارة، الذي قال في تصريح لـCNN بالعربية، إن بعض الأسماء "ليس لها علاقة بجبهة التحرير الوطني."
وأضاف الوزير السابق: "أحترم كثيراً السيدة أسماء قادة، لكنها ليست مناضلة في الحزب، وأنا أتساءل عن المعايير التي استخدمها الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، في اختيار المرشحين."
وكرد فعل حيال هذه الانتقادات التي وجهت في حقها، قالت بن قادة، والتي رفض طلبها بالترشح في مسقط رأسها بمدينة "غليزان" (تبعد عن الجزائر العاصمة بـ300 كلم غرباً) لتجد نفسها في الصف الرابع على رأس القائمة بالعاصمة، إنها غير مهتمة بما يقال حولها.
وأضافت: "لا يهمني ما يقال، لأن من اختارني ورشحني لأكون ضمن قائمة حزب جبهة التحرير يعرفني جيداً، ويعرف قدراتي، لهذا لست قلقة بالمرة، وواثقة من تشريف ثقة كل من رشحني لهذا المنصب."
ومن جهة أخرى، فقد حفلت كافة التشكيلات الانتخابية الجزائرية، حتى ضمن ممثلي التيار الإسلامي، بمفاجآت كبيرة، خاصة بالنسبة للعنصر النسوي.
فبالنسبة "للتكتل الإسلامي،" المشكل من ثلاث حركات هي "حمس" و"النهضة" و"الإصلاح الوطني" فقد ضمت قوائمه نعيمة ماجر، الوجه الإعلامي البارز وشقيقة نجم كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر، محتلة المرتبة الثالثة، عقب كل من وزير الأشغال العمومية عمار غول، والثاني في الترتيب عبد الحليم عبد الوهاب.
كما عرف حزب المعارضة، جبهة القوى الاشتراكية، تنصيب المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي، لخوض غمار التشريعيات في العاصمة.
أما رئيس "جبهة العدالة والتنمية،" الشيخ عبد الله جاب الله، فقد صنع الاستثناء بإقحام زوجته في المرتبة الرابعة، بعد كل من المحامي عمار خبابة، ويليه شمس الدين حكيمي، ثم توفيق جوادي في المرتبة الثالثة، وبتصدر الشيخة فاطمة إسماعيل جاب الله ممثلات النساء في القائمة، يكون الشيخ جاب الله قد جسد ما راج عنه، بفرض "رابطة الدم" في اختيار مرشحيه بدرجة قربهم من عائلته أو مقربيه في الحزب.