الجزائر (CNN)-- قالت عائلة محمد مراح، منفذ "هجمات تولوز" إنها صدمت للقرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية بشأن رفضها استلام جثته من فرنسا، وعدم السماح للعائلة بدفنه في بلده الأم، وعلق والده محمد بن علال قائلاً لـCNN بالعربية إن ابنه الثاني، رشيد، أعلمه بالقرار الذي يعود "لأسباب أمنية."
وقال بن علال، الذي كان يعتزم دفن نجله في بلدية السواقي بولاية المدية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب غرب العاصمة: "لقد أعلمني ابني رشيد عن عدم سماح السلطات الجزائرية باستقبال جثة ابني، وهذا الرفض كما قيل لي يعود لأسباب أمنية"
وواصل والد مراح قائلا :"في الوقت الذي توجهت صبيحة اليوم إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة لاستقبال جثة ابني اتصل بي شقيقه رشيد ليعلمني عن رفض السلطات الجزائرية طلبي بدفن إبني في مقبرة العائلة، وهذا ما حيرني وزاد من حسرتي وأسفي لعدم رؤية ابني يدفن في الجزائر،" على حد تعبيره.
كما لم يشأ بن علال، في حديثه لـCNN بالعربية التعليق على قرار السلطات الجزائرية، بل اكتفى بالقول :"مادمت عائلتي هي جزء من المجتمع الجزائري، والدولة الجزائرية هي الراعية لهذا الشعب فليس لدي تعليق على قرارها."
وأضاف: "أنا كوالد وكمواطن جزائري عليّ قبول الأمر الواقع، والتأكيد بأنني أحترم قرار الدولة بشأن قضيتي، ولكن الشيء الذي يجب أن أشير إليه هو أنني أستنكر جملة وتفصيلا ما فعله ابني محمد مراح في فرنسا، وأؤكد أن محمد قد غرر به.. ابني الآن هو بين يدي الرحمن، فإذا كان قد فعل شرا أدعوا الله أن يعفوا عنه ويسامحه."
وفيما يخص التصريحات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي لوسائل الإعلام قبل يومين واصفا كلام والد محمد مراح بـ"التفاهات" وبأنه "لا يدري ما يقول،" رد بن علال رد بالقول :"قلت من قبل أنني سأتابع السلطات الفرنسية قضائيا بتهمة قتل ابني، وأكدت أنه كان في وسعها أن تحكم عليه حيا وليس أن ترميه بالرصاص، واليوم ليس لي من كلام إلا حسبي الله ونعم الوكيل."
ومن جهته صرح خال محمد مراح، جمال عزيري في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية قائلا :"نحن تحت الصدمة ولم نفهم كيف تحتج الدولة وتقول أنها ترفض استقبال جثة ابن أختي لدواعي أمنية والمحافظة على الأمن العام، بكل صراحة أنا لحد الآن لم أفهم شيء مما يجري.
وفي سياق متصل استنكر الناطق الرسمي بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، في تصريح لـCNN بالعربية، التغطية المفرطة لوسائل الإعلام لقضية دفن محمد مراح في الجزائر، حيث قال "يتعلق الأمر بقضية من المفروض أن تدرس على مستوى عائلته وبخصوصية، بعيدا عن الدعاية غير لائقة."
وكان عزيري قد قال الأربعاء إن باريس "رضخت إلى طلب العائلة بالتوقيع على إذن دفن مراح في الجزائر،" حيث تسلموا من طرف وكيل الجمهورية في "تولوز" الفرنسية طلب الموافقة على نقل الجثة.
وأضاف عزيري آنذاك أن العائلة كانت منقسمة، إذ فضل اخوته في فرنسا دفنه هناك، بينما كان سائر أفراد عائلته قد أصروا على نقله للجزائر.
وكانت الشرطة الفرنسية قد قامت بقتل محمد مراح الخميس بعد حصار دام ثلاثين ساعة في بيته بتولوز (جنوب غرب فرنسا) بعد اتهامه بتنفيذ عدة هجمات، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين، وحاخام يهودي، إضافة إلى ثلاثة أطفال، فضلاً عن جرح اثنين آخرين، وجرى في وقت لاحق توقيف أحد أشقائه أيضاً.