عمان، الأردن (CNN) -- توجه الآلاف من معلمي الأردن إلى صناديق الاقتراع صباح الخميس، لانتخاب هيئات الفروع لنقابة المعلمين، ضمن المرحلة الأولى للانتخابات التي تشهدها المملكة الأردنية للمرة الأولى في تاريخها.
وتجاوزت نسبة الاقتراع 65 في المائة، حتى عصر الخميس، وقبل ثلاث ساعات فقط من إغلاق الصناديق، بحسب تصريحات وزارة التربية والتعليم الأردنية، التي أدلت بها لـ CNN بالعربية.
ويتنافس 801 معلم ومعلمة على 286 مقعداً للمجلس المركزي للنقابة، من بينهم 348 يتوزعون على 29 قائمة انتخابية، وفقاً لنظام انتخابي مختلط يعتمد القائمة المفتوحة على مستوى المديريات التعليمية، والقائمة المغلقة على مستوى المحافظات.
وجاءت الانتخابات التي يشارك بها 105 آلاف معلم ومعلمة، بعد عقود من المطالبات بتأسيس نقابة لأكبر قطاع مهني في البلاد، فيما خاض قطاع المعلمين معركة سياسية مع الحكومات المتعاقبة خلال عامين لتأسيس النقابة.
وتشهد الانتخابات بحسب مراقبين، صراعاً خفياً بين التيارات السياسية الرئيسية، كالتيار الإسلامي، الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات القومية واليسارية، وسط تنافس حاد بين القوائم.
وتوافد الآلاف من المعلمين على مراكز الاقتراع في المحافظات بما في ذلك العاصمة عمان، حيث تخلل عملية الاقتراع حالة من الإرباك والفوضى، على خلفية شكاوى تتعلق بقلة مراكز الاقتراع ومغادرة معلمين قبل إتمام الاقتراع.
وأعرب ناخبون خلال جولة ميدانية لـ CNN بالعربية في بعض مدارس العاصمة عمان، عن استيائهم من بطء العملية الانتخابية، فيما اتهم البعض وزارة التربية والتعليم بعرقلة العملية.
وتستكمل عملية انتخاب نقيب المعلمين وأعضاء مجلس النقابة في الثالث عشر من أبريل/ نيسان المقبل.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أيمن بركات، في تصريح للموقع أن عملية الاقتراع تسير دون أي إشكاليات، وأن وزير التربية والتعليم قام بجولة تفقدية لعدد من المراكز.
ونفى بركات حدوث أي عرقلة للعملية الانتخابية، مشيراً إلى أن كل الناخبين سيتمكنون من الاقتراع قبل موعد الإغلاق.
وبين بركات، أن نسبة الاقتراع تجاوزت 65 في المائة حتى الساعة الثانية في التوقيت المحلي، من مساء الخميس، أي قبل ثلاث ساعات من موعد انتهاء عمليات الاقتراع.
وحول احتمالية تمديد مدة الاقتراع إلى ما بعد الخامسة، أكد بركات التزام الوزارة بالمدة، دون إجراء أي تمديد، وأن عملية إغلاق الصناديق سيتبعها مباشرة عمليات الفرز، مرجحاً أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات في وقت متأخر عشية الجمعة.
أما رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة المعلمين، الدكتور هاني الجراح، فرفض الحديث عن بطء عملية الاقتراع، قائلاً لـ CNN بالعربية، إن بعض المعلمين "لم يحتملوا الانتظار لمدة 20 دقيقة لإتمام عملية الاقتراع، وهو معيار موجود في كل دول العالم."
وأشار الجراح إلى أن غالبية المعلمين فضلوا الاقتراع خلال الساعات الأولى من بدء العملية، وأن الأصل هو الالتزام بالمدة الزمنية للاقتراع. لافتاً، إلى ترشح 130 معلمة من أصل 801 من المرشحين.
وفي العاصمة عمان، تتنافس أربع قوائم رئيسية تمثل تيارات سياسية مختلفة، هي اللجنة الوطنية المحسوبة على التيار القومي، والتجمع الوطني (محسوب على جماعة الإخوان المسلمين)، إضافة إلى قوائم مستقلة، كلجنة معلمي عمان الحرة، وقائمة معلمي العاصمة.
من جانبه، قال ممثل حملة لجنة معلمي عمان الحرة علاء أبو طربوش، في تصريحات للموقع، إن الشفافية عالية في عملية الاقتراع، منتقداً في الوقت ذاته ما أسماه "بعض الفوضى" التي شابت عملية الاقتراع.
واعتبر أبو طربوش أن بعض معايير النزاهة غابت عن عملية الاقتراع، من بينها عدم ضمان الخلوة لبعض الناخبين.
ووسط حدة التنافس بين مرشحي القوائم، قال أبو طربوش إن الانقسام السياسي في الساحة السياسية والحزبية، انعكس على العملية الانتخابية، وسط تخوفات بعض قطاعات المعلمين من صعود التيار الإسلامي للنقابة.
ورفض أبو طربوش الحديث عن أي مخاوف من صعود التيار الإسلامي للنقابة، قائلاً "إن صناديق الاقتراع هي التي ستحسم النتيجة وعلى الجميع أن يحترم الاختيار."
وانتقد تخصيص ما يزيد على 350 ناخباً لكل صندوق اقتراع، مشيراً إلى أن بعض الصناديق ضمت أسماء نحو 600 اسم ناخب، ما سبب حالة من الإرباك والتأخير.
ورغم أن القطاع النسائي في سلك التعليم يصل إلى ما نسبته 55 في المائة، إلا أن عدد المرشحات في الانتخابات يقل عن المرشحين الذكور، بحسب مراقبين.
إلى ذلك، ينقسم معلمو الأردن حيال تسييس نقابة المعلمين مستقبلاً على غرار بعض النقابات المهنية الأخرى في البلاد، بين مؤيد ومعارض، ويرفض المعلم عامر السليحات، تسييس النقابة، داعياً إلى ضرورة تقيدها بالجانب المهني وتطوير التعليم في البلاد.
وقال لـ CNN بالعربية، إن قطاعاً واسعاً من المعلمين انتخبوا على أساس "مهني"، وليس على أساس عشائري أو "حزبي".
يذكر أن منتصف فبراير/ شباط الماضي، شهد أوسع إضراب مهني في تاريخ البلاد أيضاً، نفذه معلمو الأردن، انتهى بموافقة الحكومة، على رفع العلاوة المهنية للمعلمين، إضافة إلى حراك عام امتد لعامين قبل الموافقة على تأسيس نقابة.
وكانت إرادة ملكية قد صدرت بالموافقة على قانون لنقابة لمعلمي الأردن، في أيلول/ سبتمبر /2011، استجابة لحراك شعبي مطلبي.