القاهرة، مصر (CNN) -- دافع مفتي مصر، الشيخ علي جمعة، عن قراره بزيارة القدس، وقال إنه "ما كان يستطيع رفض دعوة ملك الأردن" لزيارة المدينة بالطريقة الميسرة التي قدمت له، معتبراً أن الزيارة كانت "شخصية وغير رسمية ولم تمثل دار الإفتاء أو الأزهر الشريف،" بينما وصف حزب "الحرية والعدالة" الزيارة بأنها "كارثية،" بينما توجه الداعية الحبيب علي الجفري بالتهنئة للمفتي، بعد أن سبق له القيام بالرحلة نفسها.
وعقد جمعة مؤتمرا صحفيا الخميس، عقب جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية، قال إنه أدى صلاة الظهر في المسجد الأقصى، "ولم يكن علم إسرائيل مرفوعا فوق المسجد وأن الجهات الإسرائيلية لم تختم جواز سفره ولم يكن هناك أي توجه للإسرائيليين في المسجد الأقصى."
وأكد جمعة أن أهل القدس "رحبوا بالزيارة وأنهم يستغيثون بالمسلمين والمسيحيين بالعالم العربي لدعم قضيتهم ماديا ومعنويا."
ومن جانبه، أعلن الأزهر رفضه زيارة المفتي للقدس "تحت الاحتلال،" ولكنه أشار إلى انه "بعد سماع ملابسات الزيارة وأنها لم تكن شخصية ولم يحصل خلالها المفتي على تأشيرة من الجهات الإسرائيلية، يجب ألا يتهم أحد غيره بالخيانة لان دعم القدس واجب شرعي."
كما نقل التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، قال إن الأزهر "لم يستشر قط بشان الزيارة التي قام بها جمعة للقدس" وأنه "فوجئ بتلك الزيارة كما فوجئ بها الجميع."
وأضاف عزب أن الأزهر "لم يوافق مطلقا على زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي وان الأمام الأكبر الدكتور، أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجمع البحوث الإسلامية، دعا إلى اجتماع طارئ للتأكيد بالإجماع على موقفه الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.
أما حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فاعتبر على لسان أسامة ياسين، الأمين العام المساعد: "رفض الحزب بشكل قاطع للزيارة التي قام بها جمعة، مهما كانت المبررات والأسباب،" واعتبر أنها "تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع."
وأشار ياسين في بيان له الخميس إلى أن ما قام به جمعة "لا يقبل تبريره ولا يمكن تمريره بل يجب مساءلته بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذا الموقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه إضرار بالقضية الفلسطينية ولا يخدمها بأي حال من الأحوال."
أما الشيخ الحبيب علي الجفري، الذي سبق له القيام بالزيارة نفسها منذ أيام وأثار عاصفة من ردود الفعل، فقد وجه التهنئة لجمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قائلاً: "الإمام العلّامة علي جمعة على منبر المسجد الأقصى الشريف في زيارته المباركة للأقصى."
واعتبر الجفري أن الزيارة كانت "عملا بسنة النبي" محمد "ونصرة لمسراه المبارك عجّل الله بتحريره وأيقظ الأمة من غفلتها عنه ورزقني الشهادة في ساحته،" على حد تعبيره.
وكانت زيارة جمعة قد جرت الأربعاء، برفقة وفد أردني، وسط جدل واسع في الأوساط الإسلامية حول "شرعيتها" بظل السيطرة الإسرائيلية على الموقع، ما دفع برجال دين إلى الدعوة لعزل المفتي.
وقال بيان صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الأردن، إن الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية، قام برفقة الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية، بزيارة المسجد الأقصى الأربعاء "تلبية لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا."
وأثارت زيارة جمعة هذه موجة من الغضب في أوساط بعض التيارات الدينية المصرية، حيث قال الداعية صفوت حجازي، أمين عام رابطة "علماء أهل السنة" والمقرب من الجماعة الإسلامية، إن الزيارة هي "تطبيع صريح"، مؤكداً رفضه الشديد لها.
وقال حجازي، في اتصال مع CNN بالعربية: "أرفض الزيارة وأطالب برحيل المفتي عن منصبه، فتصرفه هذا غير مقبول، وهو شخصية من بقايا النظام السابق،" في مصر.
وكانت قضية زيارة المسجد الأقصى تحت السيطرة الإسرائيلية محور العديد من الفتاوى الفقهية، كان أبرزها فتوى التحريم الصادرة عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد ظل "التحريم" صامدا لسنوات، قبل أن يتعرض مؤخراً إلى تحديات تشكك بصحته.