دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن وزير الدفاع السوداني، عبدالرحيم محمد حسين، أن قوات بلاده استعادت السيطرة على منطقة هجليج النفطية من قوات جنوب السودان بعد "معارك ضارية" تركت "خسائر فادحة في قوات العدو" على حد تعبيره، مشيراً إلى أن الجيش "جاهز لإكمال المهمة حتى نهايتها."
وقال حسين، في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي: "لقد تقدمت قواتنا المسلحة الباسلة برفقة قوات نظامية أخرى ومجموعات المجاهدين واضعين نصب أعينهم رد التعدي السافر لجنوب السودان."
وقال حسين إن قواته "جاهزة لإكمال المهمة إلى نهايتها،" دون أن يوضح طبيعة تلك المهام، ولكنه شن هجوماً قاسياً على حكومة جنوب السودان التي قال إنها "أرهقت" شعبها.
وبحسب الوزير السوداني، فقد دخلت القوات المسلحة التابعة للخرطوم إلى هجليج "بتمام الساعة 2:20 ظهر اليوم وأدت في المدينة ومنشآتها صلاة الجمعة والشكر،" مشيراً إلى أن المعارك التي انتهت بالسيطرة على الموقع "استمرت لمدة أسبوع."
ولفت حسين إلى أن القوات المسلحة السودانية "ستواصل مسيرتها بقوة وعزم وتتابع فلول العمالة أينما كانوا وأينما ذهبوا" وختم كلمته بالقول: "الله أكبر والعزة للسودان ولأمة الإسلام."
وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت الجمعة أنها ستسحب قواتها من المنطقة خلال ثلاثة أيام، وفقاً لما قاله الناطق باسمها، برنابا ماريال.
ويأتي الإعلان السوداني بعد ساعات من رد جنوب السودان على إعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، الحرب عليها، وتهديده بالإطاحة بالحركة الشعبية، السلطة الحاكمة في الدولة الوليدة، بإبداء استعدادها للمواجهة، فيما اعتبرت تصريحاته الأخيرة بأنها تخطيط "لإبادة جماعية."
وأكد فيليب أقوير، المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان، لـCNN بالعربية عبر الهاتف من جوبا، استعداد حكومته للقتال لحماية شعبها، قائلاً: "حاربنا لمدة 22 عاماً.. لا يمكن لأي قوة في الخرطوم أن تعيد حركة التحرير للوراء."
وكان الرئيس السوداني قد تعهد، الخميس، بتلقين الحركة الشعبية، التي وصفها بـ"الحشرة، "درساً بالقوة"، بعد سيطرة قواتها على منطقة "هجليج" النفطية.
وبدوره، اتهم جنوب السودان البشير بالتخطيط لحملة "إبادة"، ولفت أقوير إلى مقتل أكثر من مليوني شخص إبان الحرب الأهلية التي خاضها الطرفان لعقدين من الزمن.
وحول وصف البشير للحركة الشعبية الحاكمة في الدولة الجارة بـ"الحشرة"، ذّكر أقوير الرئيس السوداني "بمصير الحكام الديكتاتوريين، ومنهم العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، عندما وصف المعارضة بالجرذان."
وكان البشير قد ذكر، وأمام حشود ضخمة بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان: "من يمد يده على السودان سنقطعها، ولن نفرط في شبر من بلدنا"، مؤكداً أن معركة الحسم ستكون في "هجليج" وأنها تخضع لسيادة السودان. (التفاصيل)
ومن جانبها، تزعم دولة جنوب السودان بأحقيتها في المنطقة النفطية، التي سيطرت عليها الأسبوع الماضي، مما دفع البرلمان السوداني بوصفها بأنها "عدو."
وميدانياً، أكد الناطق العسكري تكبيد القوات السودانية خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات خلال المعارك العنيفة التي دارت بينهما، لافتاً إلى دحر الجيش السوداني أثناء محاولته استرداد المنطقة مساء الخميس.
وكانت وسائل إعلام رسمية سودانية قد أشارت إلى استعادة الجيش السوداني حقل بامبو النفطي الواقع على بعد سبعة كيلومترات من منطقة هجليج، في حين أشارت مصادر عسكرية بالخرطوم للموقع إلى معركة فاصلة دائرة بين الجانبين الخميس.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصف المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، برنستون ليمان، الوضع بأنه أصبح "أزمة بالغة الخطورة" تنذر بصراع أوسع بين البلدين، ودعا الطرفين إلى وقف العدائيات تمهيداً للعودة إلى التفاوض، وجدد حرص بلاده على عدم عودة البلدين إلى مربع الحرب.
وأضاف ليمان بقوله: "المشاعر محتدمة للغاية، والخطابات القوية في الخرطوم تثير المخاوف وهذا بحد ذاته أمر مثير للقلق."
وتزامنت مخاوف المبعوث الأمريكي مع إعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، الخميس، الحرب على دولة جنوب السودان، وتعهد بتلقين الجارة "درسا أخيرا بالقوة" بعد سيطرة قواتها على منطقة "هجليج" النفطية الاسبوع الماضي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد طالب، الخميس، حكومتي الخرطوم وجوبا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعودة للمفاوضات.
ودعا المسؤول الأممي جنوب السودان إلى سحب قواتها فورا من هجليج، ووصف سيطرتها على المنطقة بأنه "يعد تعديا على سيادة السودان وعملا غير قانوني بشكل واضح"، كما دعا حكومة السودان إلى التوقف فورا عن قصف أراضي جنوب السودان وسحب قواتها من المناطق المتنازع عليها، خاصة في منطقة أبيي".
ومن جانبه دعا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، الطرفين للوقف الكامل، والفوري، وغير المشروط لكافة أشكال القتال، وانسحاب قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان من هجليج، ووقف عمليات القصف الجوي التي تنفذها القوات المسلحة السودانية، ووضع حد لحوادث العنف عبر الحدود.