دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استعرضت الصحف العربية الصادرة الاثنين، أبرز الملفات على الساحة العربية، وكتب عدد منها عن الأزمة السورية التي باتت غاية في التعقيد، بعد تراجع دمشق عن وعودها بسحب قواتها من المدن، والسماح لخطة سلام دولية بالمضي قدما.
أقوياء وضعفاء في أزمة سوريا
وفي افتتاحيتها تخت عنوان "أقوياء وضعفاء،" كتبت صحيفة الحياة تقول "في المثلث الذي يضم كوفي أنان والنظام السوري والمعارضة السورية تبدو الصورة بالغة التعقيد وغير ناضجة. كل طرف يطالب طرفاً آخر بما لا يستطيع تقديمه أو يرفض تقديمه. كأننا أمام وضع لم يوفر بعد شروط الانطلاق في وساطة. هذا الوضع يثير المخاوف من أن نكون أمام المزيد من مشاهد القتل والكوارث."
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها غسان شربل أن "كل طرف يبدو قوياً وضعيفاً في آن. يمكن القول إن أنان قوي لأنه يحمل تكليفاً من الشرعية الدولية. ولأن غالبية الدول في العالم العربي والعالم ترفض استمرار المشاهد المروعة في سورية وتدين ما يرتكبه جيش النظام."
وتابع الكاتب "النظام السوري يبدو قوياً وضعيفاً في الوقت نفسه. قوي لأن سنة من عمر الأزمة أظهرت على نحو قاطع عدم وجود أي رغبة فعلية في تدخل عسكري خارجي لإسقاط النظام. باراك أوباما ليس راغباً على الإطلاق في التورط في حرب جديدة. الأطلسي سارع إلى الإفصاح أنه ليس في وارد تكرار السيناريو الليبي. تركيا المجاورة تطلق التحذيرات لكنها في الواقع غير مستعدة للمجازفة في غياب قرار دولي شديد الوضوح."
ومضت الصحيفة تقول إن "المعارضة السورية تبدو ضعيفة وقوية. ضعيفة لأنها لم تستطع التسبب في انشقاقات جوهرية في آلة النظام العسكرية أو آلته الدبلوماسية. ولأنها لم تستطع حتى الساعة إشعال دمشق بالاحتجاجات على رغم مؤشرات ظهرت أخيراً. ولأنها على رغم ما حققته في إسطنبول لا تزال تعاني ارتباكاً في أدائها. لكن المعارضة تبدو قوية من جهة أخرى."
سرور: يا نتحبس كلنا يا نخرج كلنا
ومن مصر، نشرت صحيفة "المصري اليوم" تقريرا حول محاكمة "موقعة الجمل" قالت فيه "شهدت محكمة جنايات الجيزة، أمس، حالة فوضى ومشادات كلامية عنيفة بين المستشار مصطفى عبدالله، رئيس المحكمة، والمحامين بسبب تكدس القاعة وعدم تنظيم جلوس المحامين والإعلاميين، أثناء محاكمة المتهمين فى قضية التحريض على قتل المتظاهرين السلميين بميدان التحرير، المعروفة إعلامياً بموقعة الجمل."
وأضافت الصحيفة "قررت المحكمة التأجيل إلى جلسة اليوم (الاثنين)، وقال إيهاب العمدة، أحد المتهمين، عقب بدء الجلسة: يا نتحبس كلنا يا نخرج كلنا. وطالب المحكمة بإخلاء سبيل جميع المتهمين المحبوسين على ذمة القضية، ومساواتهم بالمفرج عنهم. وقال الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق: أيوه لازم كلنا نتساوى.. يا نتحبس كلنا يا نخرج كلنا."
وتابعت الصحيفة "طرق بعض المحامين بشدة على مقاعد القاعة، وهتفوا بصوت عال وهم يصفقون باطل.. باطل وعايزين قاضي عادل، واضطر رئيس المحكمة لرفع الجلسة ليستمر الهتاف لأكثر من ساعة متواصلة."
إسرائيل تمهد للحرب ضد إيران
تحت هذه العنوان كتبت صحيفة "القدس العربي" افتتاحيتها وقالت إن "إسرائيل تمهد تدريجيا لشن هجوم لتدمير المنشآت النووية، وربما البنى التحتية الإيرانية أيضا، فأمس الأول قللت تقارير إستراتيجية من حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية وحصرتها في حوالي 300 شخص في حال انفجار الحرب، واليوم يخرج علينا أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي بتهديد جديد عندما يؤكد أن العام الحالي هو عام مواجهة البرنامج النووي الإيراني."
وأضافت الصحيفة "ربما يعتقد الكثيرون أن هذه التهديدات الإسرائيلية التي يتناوب عليها رئيس الوزراء تارة ووزير الدفاع تارة أخرى، هي من قبيل الحرب النفسية، لإرهاب السلطات الإيرانية ودفعها إلى تقديم التنازلات المطلوبة، والتخلي عن طموحاتها النووية، سلمية كانت أم عسكرية، خاصة أن مفاوضاتها مع الدول الغربية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة."
لكن الصحيفة أردفت بالقول "لا نستبعد نظرية الحرب النفسية هذه، ولكن من الواضح أن الإسرائيليين يضمرون شرا لإيران والمنطقة بأسرها في الوقت نفسه، فعندما يستبعد باراك نجاعة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على إيران من أمريكا وأوروبا، ويقول إن إسرائيل لن تتنازل عن قراراتها السيادية مثل شن الحرب على إيران، حتى لأقرب أصدقائها، فان علينا إن نتوقع هجوما على إيران قبل نهاية هذا العام."
سلاح القذافي يفجّر الساحل ويهدّده بالتفتيت
وفي ملف حول الأزمة في الساحل الأفريقي كتبت صحيفة "الخبر" الجزائرية تقول "انتقلت حركة تمرّد توارف مالي في الشمال على نظام باماكو، في غضون أيام، إلى بؤرة توتر واسعة، كانت لها رجّات داخلية عنيفة وصلت إلى حد الانقلاب على الرئيس توماني توري، وظهور جماعتين مسلحتين متشددتين تسيطران على الشمال، مسنودتين بالسلاح الذي تدفق على منطقة الساحل والقادم من ليبيا، فانتقل الوضع في هذه المنطقة الهشة من محاربة فلول القاعدة إلى مسرح مفتوح على الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية، ما يجر المنطقة نحو كل الاحتمالات."
وأضافت القول: "تبدو الحلول لتطورات الوضع في شمال مالي أعقد بكثير من مجرد حل سياسي أو عسكري، وضع تشارك فيه 'حركة تحرير الأزواد' وجماعات إرهابية، ويسود فيه فراغ دستوري انزلق بالبلاد نحو سيناريوهات مجهولة، لكن 'التحول المفاجئ' في خارطة الأحداث في شمال مالي، يطرح أكثر من سؤال."
وزادت "إن كانت جذور صراع 'الأزواد' في شمال مالي تعود إلى خمسين سنة كاملة، فإن لتفجر الأوضاع واختلاط مطالب 'الانفصال' بمشروع إقامة 'الإمارة الإسلامية' تفسره معطيات موضوعية، كسرت صمت المنطقة وأحالت طبيعتها إلى واجهة الأحداث. لم يكن سهلا توقع تبعات سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي أقام 'نصف إمبراطوريته' حول مسألة 'الزعامة' التي وهبها إياه التوارف أكثر من الليبيين أنفسهم، لذلك يمكن اليوم القول بوضوح إن القذافي كان يمسك بقنبلة التوارف بين يديه."