بيروت، لبنان (CNN) -- عاد الوضع الأمني للتوتر في شمالي لبنان الأحد، على خلفية مقتل رجل دين سني قرب حاجز للجيش، وسارع عدد من الشبان إلى إقفال الشوارع في المنطقة التي شهدت مقتل أكثر من عشرة أشخاص خلال معارك بين مسلحين علويين وسنة، وقد أكد الجيش فتح تحقيق في الحادث، بعدما حملت قيادات محلية مسوؤلية ما جرى.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية أنه أثناء توجه الوفود للمشاركة في اعتصام يقيمه "تيار المستقبل" المعارض، والنائب خالد الضاهر في حلبا، "حصل إشكال مع الشيخ أحمد عبد الواحد من بلدة البيرة، أدى إلى إصابة الشيخ الذي ما لبث أن توفي متأثرا بجروحه إثر نقله إلى مستشفى رحال في عكار."
وأضافت الوكالة أن الشيخ كان بطريقه إلى الاعتصام "بمواكبة مسلحة،" مشيرة إلى أنه لدى امتناع الموكب عن التوقف على الحاجز، "أطلق النار عليه ما أدى إلى وفاة الشيخ عبد الواحد إضافة إلى مرافقه،" كما أشارت إلى قطع طرقات في بعض مناطق عكار وسط حال من القلق والتوتر في صفوف الأهالي.
كما قطع أهالي منطقة البداوي الطريق الدولية بين لبنان وسوريا بالإطارات المشتعلة، ومستوعبات النفايات، بينما قام أهالي منطقة القبة في طرابلس، كبرى مدن الشمال، بقطع الطرقات في منطقتهم.
وشن النائب خالد الضاهر هجوماً شديد اللهجة على قيادة الجيش والحكومة ورئيسها "لأنهم لا يقومون بدورهم بحماية لبنان بل يمارسون انتقائية ويعاملون اللبنانيين كأنهم مع فريق ضد فريق آخر."
وقال الضاهر إنه لم يكن يتوقع إطلاق النار من الجيش، وطالب بفتح تحقيق عاجل بالحادثة وإنزال أشد العقوبات بالفاعلين، متهماً من أطلق النار بأنه وجه البندقية إلى عنق الشيخ القتيل، ولم يطلق الرصاص بشكل تحذيري في الهواء.
أما رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، فقد تابع مع وزيري الدفاع، فايز غصن، والداخلية، مروان شربل، ومع القيادات الأمنية تفاصيل الحادث، وطلب تشكيل لجنة تحقيق.
أما قيادة الجيش، فقد أصدرت بياناً وصفت فيه ما جرى بأنه "حادث مؤسف،" وأعربت عن "أسفها الشديد لسقوط الضحيتين،" وأكدت أنها بادرت على الفور إلى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص.
كما أصدر مفتي لبنان، الشيخ محمد رشيد قباني، بياناً نعى فيه الشيخ عبدالواحد، وطالب بالتحقيق في قضيته، كما أعلن إقفال دار الفتوى والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية في العاصمة بيروت وسائر دور الإفتاء والأوقاف الإسلامية والمؤسسات التابعة لها في جميع المناطق اللبنانية لمدة ثلاثة أيام حدادا.