البحرين، المنامة (CNN) -- أصدرت محكمة الاستئناف العليا في البحرين الخميس أحكاماً مخففة على 20 شخص من الكادر الطبي، فخفضت العقوبة عليهم من السجن لفترة 15 سنة، إلى أحكام تتراوح بين البراءة أو السجن لفترات مختلفة، يقتصر بعضها على شهر واحد، بينما يصل بعضها الآخر لخمس سنوات.

وأشار القاضي في حكمه إلى تعديل الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية على علي العكري من السجن 15 سنة إلى السجن لخمس سنوات، إلى جانب ثلاث سنوات لإبراهيم الدمستاني وسنة لغسان ضيف وسعيد السماهيجي ، وستة أشهر لمحمود أصغر ٦ شهور، وشهر لباسم ضيف.

كما عدلت أحكام سجن نادر الديواني وعبدالخالق العريبي من 15 سنة إلى شهر واحد فقط، إلى جانب شهرين لضياء أبودريس شهرين، وقضت ببراءة ندى ضيف ورولا الصفار وسبعة آخرين من الكادر الطبي .

وحسب الحكم فان جميع المتهمين أنهوا فترة الحكم أثناء التوقيف، باستثناء العكري والدمستاني، وسوف يستأنف الحكم أمام قاضي التمييز خلال شهر واحد.

وقال محمد التاجر، محامي العكري وضيف لـ CNN بالعربية: "توقعنا أن تكون الأحكام مخففة أو براءة لعدم ثبات التهم، كما توقعنا أن يكون هناك أكباش فداء، وهم عدد من الأطباء الذين حكموا بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، وسوف نتقدم لمحكمة التمييز بطلب مستعجل لوقف تنفيذ الأحكام عليهم فورا، كما نطالب بعودة الأطباء الآخرين إلى أعمالهم لبراءتهم وتعويضهم عن فترة السجن والتعذيب ونفى وجود مذكرات قبض من قبل النيابة."

وكانت 14 تهمة موجهة للكادر الطبي خلال المحاكم العسكرية هي حيازة ذخائر وسلاحين "كلاشينكوف" من دون ترخيص، حيازة أسلحة بيضاء دون مسوغ لحملهما. واحتلال مبنى مستشفى السلمانية والاستعانة بمجموعات تحمل أسلحة نارية و بيضاء للتحكم في المبنى.

وذلك إلى جانب "الترويج لقلب وتغيير النظام السياسي بالقوة و بوسائل غير مشروعة، والاستيلاء بغير حق على أدوية و معدات طبية تابعة لوزارة الصحة لتنفيذ غرض إرهابي. و حجز بالقوة وتهديد موظف عمومي من أفراد الشرطة والامتناع عن معالجة بعض المرضى" إلى جانب عدد من التهم الأخرى.

من جانبه، أعرب مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بالولايات المتحدة، عن "خيبة أمله" من الأحكام الصادر صد الكادر الطبي، وقال إنه "يأمل أن تلغي محكمة النقض التهم وتحكم ببراءة الأطباء."

وقال بوسنر: "نعتقد أن هناك حاجة للحوار على مسارين، الأول هو أن تواصل الحكومة العمل مع الجمعيات السياسية المعارضة للتفاوض حول مستقبل البلاد السياسي،و الثاني هو الحاجة لحوار حول القضايا المهمة عمليا لجميع البحرينيين و التي من شأنها أن تجعل جميع الناس في البحرين يشعرون بان لديهم مصلحة في مستقبل البلاد."

وتابع بالقول: "ندعو الحكومة و الآخرين في المجتمع للبحث عن نهج خلاق و شامل للحوار والتفاوض.  بطبيعة الحال سوف تستغرق هذه العملية بعض الوقت."

وقال المسؤول الأمريكي، في مؤتمر صحفي عقده بالسفارة الأمريكية بالمنامة، إن خروج البحرين من الأزمة يأتي من خلال الحوار الجاد، موضحا بأنه أجرى حوارات مع ممثلي الحكومة بما فيهم المهتمين بتطبيق توصيات "لجنة بسيوني" وكذلك المعارضة السياسية، وتركزت المناقشات في تنفيذ توصيات اللجنة وتعهدات البحرين الدولية.
وأضاف بوسنر أن المنامة أقرت بتنفيذ عدد من تلك التوصيات، وأشارت إلى وجود أخرى في طريقها للتنفيذ، وقال إن الوفد الأمريكي "طلب من الحكومة السماح للمتظاهرين التعبير عن أنفسهم بحرية بشكل سلمي وإعادة جميع  المفصولين إلى أعمالهم."
 
وفيما يتعلق بالأطباء قال بوسنر: "كانت الأحكام مخيبة للآمال بالنسبة لنا، نأمل أن يحكم القضاء (النقض) بشطب التهم وإعادتهم إلى أعمالهم، كما نأمل أن يُسمح لمؤسسات المجتمع المدني العمل بحرية خصوصا في مجال حقوق الإنسان والتعبير عن الرأي."

وأكد المسؤول الأمريكي رفض بلاده للعنف في الشارع واستخدام القنابل الحارقة والحجارة والمسامير ضد الشرطة، كما رفض بالمقابل استخدام الشركة "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين، ورأى أن المملكة الخليجية "تمر بمرحلة حرجة بوجود ضغوط من كل صوب،" ودها للحوار الوطني وتفادي الانقسام الطائفي.