عمان، الأردن (CNN) -- نفت الحكومة الأردنية أن تكون زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع وفد مرافق إلى البلاد مرتبطة بأية متغيرات إقليمية في المنطقة، مشيرة إلى أن مناقشة إعادة فتح مكاتب حماس "غير مطروح الآن. "
والتقى العاهل الأردني عبد الله الثاني، مشعل، في العاصمة عمّان الخميس، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أشهر للبلاد، بحثا فيها العلاقات الأردنية الفلسطينية والتطورات الإقليمية بحسب بيان صدر عن الديوان الملكي.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لمشعل منذ بداية العام الجاري بعد قطيعة استمرت 13 عاما.
وشدد الملك الأردني، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي، على أن الأردن يكرس طاقاته من أجل "تكثيف العمل لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التي يعتبرها القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة."
بينما أكد مشعل من جهته على عمق العلاقات التي تجمع الأردن والشعب الفلسطيني، قائلا إن" الأردن وجلالة الملك في قلوبنا وعلى رؤوسنا دائما"، وشدد " نحن يا جلالة الملك في خدمة الأردن في كل القضايا، مجددا رفض حماس لكل مشاريع الوطن البديل."
وتزامنت الزيارة وسط تحليلات مراقبين بأن زيارة مشعل جاءت بناء على دعوة أردنية لتأسيس حالة من الانفراج السياسي مع التيارات الإسلامية داخل البلاد وخارجها، بما في ذلك إجراء تفاهمات مع إخوان الأردن فيما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات.
إلا أن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، سميح المعايطة، نفى لـCNN بالعربية، أن تندرج الزيارة في سياق تلك التحليلات.
وأشار إلى أن حالة الانفراج بدأت منذ بداية العام خلال زيارة مشعل مطلع العام.
وقال المعايطة: "من حيث المبدأ فإن الأردن حريص على التواصل مع الساحة الفلسطينية بشكل كامل، ولا علاقة للانفتاح بالمتغيرات الإقليمية.. أما بالنسبة لإعادة فتح مكاتب حماس فالأمر غير مطروح الآن والكلام عن علاقات سياسية اليوم."
وفي رده على تحليلات المراقبين حول توجه الدولة الأردنية للانفتاح على التيارات الإسلامية وطلب تعديل قانون الانتخاب قال: "أعتقد أن التحليلات التي تربط بين ذلك كله مبالغ فيها ولا نحتاج لوسطاء للتواصل مع أي طرف في الداخل والتنظيم الإسلامي لدينا جزء من الدولة الأردنية."
وفيما أكد المعايطة أن الصلاحيات الدستورية للعاهل الأردني تجسدت بدعوته لعقد دورة استثنائية وطلب تعديل قانون الانتخاب ، أضاف بالقول :" لا يوجد حديث عن تفاهمات بل إن هناك رغبة ملكية بخلق أجواء مريحة للمشاركة في الانتخابات من كل القوى السياسية ."
أما حول التقارير الإعلامية حول تردد قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى الأردن، أكد المعايطة أن الكثير من القيادات تتردد على البلاد منذ زمن وأن زياراتهم ووجود لقاءات "لا يعني أن هناك تنسيق ما."
من جهته، لا يتفق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان مع نفي وجود توجه للدولة الأردنية للانفتاح على التيارات الإسلامية في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس وإخوان الأردن.
وأضاف أبو رمان لـCNN بالعربية بالقول، إنه لا يمكن الفصل بين المتغيرات في المنطقة بين صعود الإسلاميين في مصر وزيارة مشعل إلى الأردن وكذلك استجابة مركز القرار في البلاد بتعديل قانون الانتخاب.
وقال: "إن كان الربط غير مباشر، فثمة مصالح مشتركة بين حماس وإخوان الأردن وبين حماس والدولة الأردنية.. وحماس من زيارتها السابقة طلبت الموافقة على زيارات أخرى وألا تكون زيارتها السابقة يتيمة لكن الاستجابة الأردنية جاءت سريعة."
ووصف أبو رمان استخدام العاهل الأردني صلاحياته الدستورية بتوجيه الحكومة لتعديل القانون، "بنصف استدارة رسمية عن الاتجاه السابق الذي ساد البلاد باتجاه التشدد والانغلاق على القوى السياسية والإسلاميين."
أما حول التسريبات المتعلقة بسعي حماس لإقناع إخوان الأردن للمشاركة في الانتخابات، أشار أبو رمان إلى أن توصية حماس في انتخابات 2010 كانت لجهة المشاركة دون أن يستبعد دعوة حماس مجددا لإخوان الأردن بالمشاركة.
إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من حركة حماس أن زيارة مشعل للبلاد ستستمر لأيام، مرجحة مشاركته في تشييع جثمان القيادي في حماس كمال غناجة الذي اغتيل في دمشق، ومن المقرر أن يصل جثمانه العاصمة عمان لدفنه هناك.