بيروت، لبنان (CNN) -- ندد المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، بما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي أشاد فيه بالمسؤولين السوريين الذي سقطوا بتفجير دمشق الأربعاء، وقال إنهم "رفاق سلاح ودرب،" ودعا المجلس من وصفهم بـ"العقلاء" إلى "إرجاع نصرالله عن غيه."
أما لؤي صافي، عضو المجلس الوطني السوري، فقد أصدر بياناً رد فيها على خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، فاعتبر أنه وجّه "إساءة بالغة للشعب السوري وثورته المباركة،" واعتبر أنه "لا زال يصر على الانحياز إلى سفاح سوريا وأعوانه الذين يخوضون حربا ظالمة ضد الشعب السوري البطل."
وتابع صافي بالقول إن نصرالله: "إذا كان يستشعر بالفضل للمجرمين الذين قضوا نحبهم، كما هو واضح من كلامه، فعليه أن يحترم مشاعر السوريين ويكف عن كيل المديح لقتلتهم، ويدرك أن روح الشعب السوري الملتزم بحرية وكرامة أهله في لبنان وفلسطين هو أساس أي دعم تلقاه أبناء الجنوب."
واعتبر صافي أن نصرالله يخطئ عبر النظر إلى سوريا "على الطريقة الروسية والإيرانية من خلال الجغرافية السياسية، فيتوجه في كلامه عند الحديث عن سوريا إلى زعماء دول الخليج ويتناسى أن الشعب السوري الثائر على الظلم والعدوان هو سيد قراره."
وأضاف متوجهاً إلى نصرالله بالقول: "عليه أن يدرك أن الشعب السوري وأحرار سوريا يخوضون معركة كرامة وتحرير ضد نظام ظالم غاشم مستبد لإقامة دولة الحريات والقانون والخلاص من استباد الأسد وزمرته، وهم لا يفعلون هذا إرضاء لنظام إقليمي أو عالمي كما يدعي."
وختم صافي بيانه بالطلب من "من عقلاء الجنوب اللبناني" إرجاع نصرالله "عن غيه وأن يضعوا حدا لاستخفافه المتكررة بالشعب السوري البطل وتجاهله لحق السوري في الحرية والكرامة الذي يتشدق بأنه يريد تحقيقه للفلسطينيين،" مضيفاً: "حرية الشعب اللبناني والفلسطيني لا تتحصل بتجاهل حقوق الشعب السوري."
وكان نصرالله قد أطل في خطاب الأربعاء، وجه فيه التحية للمسؤولين العسكريين السوريين الذين قتلوا في دمشق، وقال إنهم "رفاق سلاح ودرب،" كما اعتبر أن سوريا مستهدفة بمؤامرات غربية، وهدد إسرائيل بـ"مفاجآت" في حال هاجمت لبنان، وانتقد ضمناً حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وحركة الإخوان المسلمين في مصر بسبب مواقفها من أوضاع المنطقة.
وقال نصرالله، في كلمة ألقاها بذكرى حرب "يوليو/تموز 2006" التي خاضها حزبه مع إسرائيل إن ما يجري في سوريا هو نتيجة لـ"مخططات إسرائيلية وأمريكية" كانت قد فشلت في لبنان وغزة على حد تعبيره، مضيفاً: " العدو رأى أن سوريا معبر للمقاومة وجسر التواصل بين المقاومة وإيران."
وتابع بالقول إن سوريا: "هي أكثر من ذلك بكثير وهي سند حقيقي للمقاومة وعلى المستوى العسكري خاصة."
وأضاف نصرالله، الذي يرتبط بعلاقات تحالف وثيقة مع النظامين السوري والإيراني، أن طهران كانت قد "وضعت إستراتيجية عسكرية حولت سوريا في السنوات العشر الماضية إلى قوة عسكرية تستطيع أن تكون تهديداً لإسرائيل وهذا ما زاد نظرة القلق الإسرائيلي تجاهها.
وقال نصرالله إن دمشق كانت تسلح حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي، واعتبر أن المسؤولين السوريين القتلى الذين وصفهم بـ"الشهداء القادمة" ضالعون بشكل مباشر في ذلك وأضاف: "أهم الصواريخ التي كانت تنزل على حيفا ووسط الكيان الغاصب كانت صواريخ من الصناعة العسكرية السورية أعطيت للمقاومة."
وبحسب نصرالله، فإنه من غير المقبول بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل وجود "جيوش قوية في المنطقة" وعملت بالتالي من أجل ضرب النظام السوري وجيشه.
واعتبر نصرالله أن المحور المتمثل بسوريا وإيران وحزب الله "يدفع ثمن الوقوف إلى جانب فلسطين يتعرض لهجمات قاسية،" وتوجه إلى الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية قائلاً: " على غزة أن تنتبه لنفسها وخياراتها جيدا.. أقول لكم إذا عادت القضية الفلسطينية إلى أحضان النظام العربي ضاعت فلسطين إلى الأبد."
وتابع بالقول: "إسرائيل تخاف اليوم من قطاع غزة وتخاف على تل أبيب من غزة، هذه الصواريخ هل أوصلها النظام السعودي أو المصري إلى غزة؟ هل أوصلتها الأنظمة العربية؟ لا لكنها صواريخ من سوريا وعبر سوريا."
وفي الشأن الإسرائيلي، قال نصرالله إن حزبه "يعرف ماذا تفعل (الحكومة الإسرائيلية) ويعرف الضربة الأولى التي تريد أن تطلقها وفي أي وقت وفي أي مكان،" وشدد على انه "في أي حرب مقبلة نحن نعد العدو بمفاجأة كبيرة."
وغمز نصرالله من قناة جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، على ضوء مواقفها السياسية الأخيرة التي قادتها بعيداً عن التقارب الضمني السابق مع إيران، فقال إن الولايات المتحدة لا يهمها هوية الجهة التي تحكم الدول العربية، بل تهتم بضمان مصالحها، على حد تعبيره.