دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجه دبلوماسي سعودي، اختطفه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في اليمن، قبل نحو أربعة شهور، مناشدته الثانية إلى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، للعمل على إطلاق سراحه، من خلال الاستجابة للمطالب التي عرضها التنظيم، بالإفراج عن عدد من النساء المحتجزات في سجون المملكة.
وبثت مواقع على الانترنت تسجيل فيديو، يحمل شعار "الملاحم"، أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بعنوان "المناشدة الثانية لنائب القنصل السعودي بعدن عبد الله محمد خليفة الخالدي"، حيث عرف الدبلوماسي السعودي عن نفسه في بداية التسجيل، ولم يتسن لـCNN التأكد من صحة التسجيل.
ويبدو أن التسجيل تم تصويره حديثاً، حيث يحمل تاريخ "شعبان 1433"، وهو الشهر الحالي بالتقويم الهجري، كما أشار الخالدي إلى قرب حلول شهر رمضان والعيد، داعياً "خادم الحرمين"، ووزيري الخارجية الأمير سعود الفيصل، والداخلية الجديد الأمير محمد بن نايف، إلى العمل على سرعة إطلاق سراحه قبل حلول رمضان.
وتوجه الدبلوماسي السعودي بسؤال إلى حكومة بلاده، قائلاً: "لماذا رفضتم طلب التنظيم بإطلاق سراح النسوة من السجن؟"
وتابع قائلاً: "أنا مصيري مربوط بالحريم.. أطلقوا سراح ها الحريم يُطلق سراحي.. لا تتركوني لمصيري.. مصيري مجهول طالما النساء موجودات في السجن."
كما أعرب الخالدي عن مخاوفه من أن يتم تجاهل قضيته من قبل الحكومة، بقوله: "إذا الحكومة نستني أو تخلت عني"، موجهاً مناشدة أخرى إلى الشعب السعودي، من "أقصاه إلى أقصاه"، وأهل "نجد"، وكذلك قبيلة "بني خالد"، التي ينتمي إليها، قائلاً: "لا تنسون ولدكم.. ولا تقولون إن مطالب التنظيم صعبة."
وشدد الدبلوماسي السعودي على أن النساء المحتجزات في سجون المملكة "لا ذنب لهن إلا أن زوجها أو أخوها في تنظيم القاعدة"، مشيراً إلى إصدار العاهل السعودي عفواً ملكياً عن فتاة "شيعية" من أهل "العوامية" في القطيف، بعدما أُثيرت ضجة إعلامية حول قضيتها، رغم صدور حكم شرعي بمعاقبتها بالسجن والجلد، بعد إدانتها بارتكاب جريمة "الزنا."
واعتبر الدبلوماسي السعودي أن النساء المحتجزات في سجون المملكة "أولى" بالعفو الملكي، باعتبار أنهن "من أهل السنة والجماعة."
وكان الخالدي قد وجه مناشدته الأولى إلى العاهل السعودي أواخر مايو/ أيار الماضي، لإطلاق سراحه مقابل "إخراج الأخوات المسجونات في سجون المباحث العامة، وتحقيق باقي المطالب التي تقدم بها التنظيم،" على حد قوله.
وفي أبريل/ نيسان الماضي كشفت السلطات السعودية عن تلقي سفارة المملكة في اليمن اتصالات هاتفية من قبل أحد العناصر، التي يُعتقد بانتمائها لتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، أعلن فيها مسؤولية التنظيم عن اختطاف الخالدي.(المزيد)
وهدد القيادي بالقاعدة، بحسب ما ورد في الاتصالات الهاتفية التي كشفت الرياض عن بعض محتوياتها، بإعدام نائب الدبلوماسي السعودي "المختطف"، إذا لم يتم الاستجابة لمطالب التنظيم، كما هدد بشن مزيد من الهجمات على المصالح السعودية، واغتيال أفراد من الأسرة المالكة.
تزامن الكشف عن التسجيل الجديد للدبلوماسي السعودي مع تأكيد السلطات الرسمية في اليمن أن العاهل السعودي تعهد بإعادة فتح أبواب سفارة المملكة في صنعاء، والتي تم إغلاقها في أعقاب اختطاف نائب القنصل السعودي العام في محافظة عدن، جنوبي البلاد، في 28 مارس/ آذار الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أجرى اتصالاً هاتفياً بالملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الأحد، وطلب إليه مراجعه موضوع إغلاق السفارة، باعتبار ذلك يمثل أهمية قصوى، مشيراً إلى انتظار الآلاف من طالبي التأشيرات من أجل الحج والعمرة، وتأشيرات العمال والطلبة.