دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وزير الداخلية البلغاري، تسفتان تسفتانوف، إن الأجهزة الأمنية المحلية تعمل على مدار الساعة، في محاولة منها للتعرف على هوية الانتحاري الذي قام بتفجير نفسه في حافلة تقل سياحاً من إسرائيل، ما أدى لمقتل خمسة منهم قبل أيام.
وقال الوزير إن الشرطة تحاول جمع معلومات حول تحركات المشتبه به، الذي كان يحمل رخصة قيادة مزورة من ولاية ميتشيغن الأمريكية، كما يحاولون تحليل طبيعة القنبلة المستخدمة.
وأضاف الوزير، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي: "نحاول في هذه اللحظة تحديد هوية المهاجم الانتحاري ومتابعة كل دقيقة وكل ساعة أمضاها في الأراضي البلغارية."
وتشير المعلومات إلى أن الانتحاري هو شخص أجنبي، دخل بلغاريا بجواز سفر اتضح أنه مزيف، وقد أمضى في بلغاريا أربعة أيام قبل أن يقوم بتنفيذ هجومه.
وذكر تسفتانوف أن أدلة الـDNA هي التي ترجح فرضية وجود الانتحاري، ولكنه لم يستبعد في الوقت عينه وجود مهاجم آخر في العملية.
وقال الوزير البلغاري إن المعلومات الصحفية التي ربطت ما بين المشتبه به وبين معتقل غوانتانامو الأمريكي المخصص للموقوفين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان "غير صحيحة،" كما نفى صحة ما تردد عن تلقي المطار لتحذيرات من احتمال وقوع هجوم.
وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع أن سلطات بلاده تمكنت من إحباط 20 محاولة لاستهداف إسرائيليين أو يهود في مختلف أنحاء العالم، منذ مطلع العام الماضي، في الوقت الذي جدد فيه اتهامه للحكومة الإيرانية بالضلوع في التفجير الذي استهدف حافلة كانت تقل عدداً من الإسرائيليين في منتجع "بورغاس" في بلغاريا، أواخر الأسبوع الماضي.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الجمعة، عن "مصدر أمني كبير" قوله: "إننا نشهد موجة من الاعتداءات الإرهابية، لا يُعرف متى تنتهي"، في إطار تعليقه على الهجوم الذي شهده المنتجع السياحي الأربعاء الماضي، وأسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل، بينهم خمسة إسرائيليين، وجرح ما يزيد على 35 آخرين، تم نقلهم إلى الدولة العبرية في وقت سابق الخميس.
وكانت الحكومة الإيرانية قد سارعت إلى نفي الاتهامات التي وجهها إليها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية بالضلوع في تفجير "بورغاس"، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، رفضه وبشدة "مزاعم واتهامات مسؤولي الكيان الصهيوني، بضلوع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی تفجیر حافلة الركاب، التی كانت تقل یهوداً فی بلغاریا."
وأضاف المتحدث الإيراني أن "الكیان الصهیوني، بصفته زعیم الإرهاب الحكومي والمنظم، فإن أیادیه ملطخة بدماء أناس أبریاء فی لبنان وفلسطین وسائر الدول"، وتابع أن "الكیان الصهیوني، الذي أدى دوراً مباشراً في اغتیال علماء بلادنا النوویین، یقوم بتوجیه اتهامات واهیة للدول الأخرى، للهروب من اطلاع العالم على طبیعته الإرهابیة."
وأضاف مهمانبرست أن "الكیان الصهیوني مستعد حتى لمتابعة سیناریوهاته السیاسیة، عبر تعریض حیاة أفراد داخل أو خارج الأرض المحتلة للخطر"، واصفاً بلاده بأنها "الضحیة الأكبر للإرهاب، وتعتبر تعریض حیاة الأفراد الأبریاء للخطر نهجاً خاطئاً."
إلى ذلك، نفى السفير الإيراني لدى لبنان، غضنفر ركن آبادي، "نفياً قاطعاً" الاتهامات التي وجهها من وصفه بـ"العدو الصهيوني" إلى إيران، بالوقوف وراء انفجار بورغاس، ونقلت قناة "المنار"، التابعة لـ"حزب الله" اللبناني قوله: "لقد تعودنا على هذه الاتهامات، ونحن منذ انتصار الثورة الإسلامیة في إیران، وإلى یومنا، أصبحنا مستهدفین، لأننا قلنا لا لإسرائیل، ولا للولایات المتحدة الأمريكیة."
ورداً على التهديدات الإسرائيلية الصادرة ضد إيران، نقلت الوكالة الإيرانية عن ركن آبادي قوله إن "الأعداء الصهاینة لیسوا في ظروف تسمح لهم بشن أي حرب ضد أي بلد في المنطقة"، معتبراً أن "إصرار المسؤولین الصهاینة على الجلوس على طاولة المفاوضات، خیر دلیل عن أنهم عاجزون عن توجیه أي ضربة لنا."
وتجري في إسرائيل الجمعة مراسم تشييع جثامين أربعة من الإسرائيليين الخمسة، الذين قتلوا في الهجوم الذي استهدف حافلتهم بمنتجع بورغاس في بلغاريا الأربعاء، ولم يتم الإعلان بعد عن موعد تشييع الضحية الخامسة، كما أشارت الإذاعة إلى أن 36 جريحاً، سقطوا نتيجة الهجوم، تم نقلهم إلى إسرائيل في وقت سابق الخميس، وصفت حالات ثلاثة منهم بالخطيرة.