دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يستبعد رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إمكانية أن تتدخل قوات تركية في شمالي سوريا لخلق منطقة عازلة في حال تزايد الخطر الذي يهدد الأمن التركي جراء سيطرة مجموعات من حزب العمال الكردستاني على مناطق سورية، الأمر الذي استنكرته أحزاب كردية، معتبرة أنه لا يحق له التحدث عن مصير الأكراد بذلك البلد.
ولم يؤكد أردوغان إمكانية إقدام تركيا على هذه الخطوة، واكتفى بالقول إن المسؤولين "يدرسون الخيارات."
وأضاف رئيس الوزراء التركي، في مقابلة تلفزيوينة: "من غير الممكن أن نسمح لجماعة إرهابية بأن تتمركز في شمالي سوريا وأن تهدد بلدنا.. كل هذه الأمور تدخل ضمن الخيارات الأخرى (التي ندرسها) مثل إقامة منطقة آمنة أو منطقة عازلة أو تشييد مخيمات كتلك الموجودة حالياً."
وتابع بالقول: "وزير خارجيتنا وقواتنا المسلحة وأجهزة استخباراتنا تعمل على الموضوع، والخيارات والخطوات التي سنحتاج إلى القيام بها سنقدم عليها عندما يحين وقتها."
ونقلت وكالة "حهان" التركية عن أردوغان قوله إنه سيوفد وزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، الأسبوع المقبل إلى إقليم شمال العراق، وذلك لدراسة وتقييم التطوّرات الأخيرة في سوريا والمنطقة عامة مع المسؤولين هناك.
من جانبها نقلت وكالة كردستان للأنباء، عن سكرتير الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا، رفضه لتصريحات أردوغان، قائلاً إنه "لا يحق لأردوغان التحدث عن مصير الأكراد كقومية في هذا البلد."
وقال طاهر سفوك، وهو أيضاً عضو بالمجلس الوطني الكردي السوري، إن تصريحات أردوغان بشأن أوضاع الأكراد في سوريا "مرفوضة وتعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية والشعب الكردي في هذا البلد،" وأضاف: "لن نتساهل إزاء تدخلات من هذا القبيل، لأننا كالشعب الكردي نعيش على أرضنا ووطننا."
وتابع بالقول "لا يحق له (أردوغان) التحدث عن أوضاع الأكراد وقضيته في سوريا وتركيا، فكيف له أن يحدد مصيرنا، كما لا يحق له التدخل في المناطق العربية (بسوريا) أيضاً، لأن الشعب الكردي والشعوب الأخرى في سوريا هم المسؤولون عن تحديد حاضر ومستقبل بلادهم".
وبشان الأوضاع الحالية في الاقليم الكردي بسوريا، أوضح سفوك ان "الأوضاع في المناطق الكردية مستقرة، وخاصة في حدود مدينة القامشلي، وعلى الرغم من انتشار قوات نظام الأسد في تلك المناطق، إلا أنها لم تقدم على أي أعمال عنف ضد المواطنين، كما لم تنفذ القوات الكردية أية عمليات من شأنها تأزيم الوضع."
وكان ناشطون أكراد قد أكدوا منذ السبت أن مجموعات كردية مسلحة تعمل تحت لواء ما يطلق عليه "الجيش الكردي الحر" قامت بالسيطرة على مدينتي عامودا وكوباني، وأرغمت القوات الموالية للحكومة على الانسحاب منها، وذلك في مناطق تقع شرقي البلاد، على مقربة من الحدود التركية.
ويعتقد أن هذه المجموعات على صلة بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، المقرب من حزب العمال الذي تنظر إليه تركيا على أنه منظمة إرهابية تخوض الحرب ضدها منذ عقود، كما تصنفه الولايات المتحدة أيضاً على قائمة المنظمات الإرهابية.
وحرصت صفحة "اتحاد تنسيقيات شباب الكورد" على نشر تصريح للإعلامي الكردي، مكسيم العيسى، جاء فيه: "لجان الحماية الشعبية والقوات الكردية السورية التي تقارع العناصر الأمنية في المدن الكردية هدفها حماية المؤسسات في تلك المناطق و تأمين نوع من الحماية الذاتية لسكان تلك المناطق والحفاظ على السلم الأهلي بين كافة مكونات المتجمع السوري وليس كما يروج له بأن كرد سوريا يستعدون للانفصال" على حد تعبيره.