صنعاء، اليمن (CNN)--غادر نائب وزير الطاقة الإيراني مسعود حسيني، مبعوث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى بلاده دون مقابلته وتسليمه الرسالة التي حملها من رئيسه.

وتناقلت الأوساط الإعلامية والسياسية عن مصادر يمنية قولها إن الرئيس اليمني رفض استقبال حسيني احتجاجا على التدخلات الإيرانية في بلاده.

وبحسب وكالة  الأنباء اليمنية "سبأ"، فإن حسيني غادر صنعاء الثلاثاء، دون أن تذكر إذا كان قد التقى الرئيس هادي.

ونقلت الوكالة عن حسيني قوله: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما ما تريد وترغب بالعزة والرفعة والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، ونرى أنه من الضروري بذل قصارى جهدنا لتطوير وتعزيز العلاقات وتحقيق التطور والتقدم لهذا البلد."

واكتفى حسيني بالإشارة إلى أن الهدف من زيارته لليمن هو تسليم رسالة إلى الرئيس اليمني من نظيره الإيراني تتضمن دعوة رسمية للمشاركة في قمة عدم الانحياز التي ستعقد في إيران في أغسطس/آب الحالي.

وكان موقع صحيفة "26 سبتمبر"، التابع لوزارة الدفاع اليمنية، قد أشار الجمعة إلى قرب وصول مبعوث إيراني، مبينا أن الزائر سيسلم القيادة السياسية رسالة من الرئيس الإيراني تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وتأتي زيارة المبعوث الإيراني بعد أيام من إعلان السلطات اليمنية عن اعتقال خلية تجسس إيرانية، قيل إنها كانت تعمل منذ سنوات في البلاد، وتقوم بهمام التجسس ليس في اليمن فحسب، بل في دول أخرى واقعة بالقرن الأفريقي.

وسبق وأكد مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية لـ CNN بالعربية القبض على الشبكة، موضحاً أن عددا من الأعضاء يمنيون، دون أن يفصح عن عددهم وكيفية القبض عليهم.

وكان الرئيس اليمني قد اشار خلال زيارته إلى الكلية الحربية ولقائه بأفرادها إلى تلك القضية بالقول: "نأمل من أشقائنا في إيران عدم التدخل في شؤون اليمن، ومراعاة الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها البلاد."

 وتابع هادي بالقول: "إن اليمن لم يتدخل يوما في شؤون أي دولة قريبة أو بعيدة، ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية، اتركوا اليمن وشأنه، وإلى هنا وكفى."

يشار إلى أن قيادات يمنية مختلفة تتهم إيران بدعم الجماعات المطالبة بالانفصال في الجنوب، كما تعتبر أن طهران متورطة أيضاً في تقديم السلاح والمال للمجموعات الحوثية الشيعية التي خاضت ستة حروب ضد القوات المركزية في محافظة صعدة.

ويرى من يتهمون إيران بالتدخل في شؤون اليمن أن الأخيرة تهدف إلى زيادة التوتر في ذلك البلد من أجل التأثير على الحدود الجنوبية للسعودية، والتي تمدد إليها الصراع مع الحوثيين في المعارك الأخيرة، وذلك إلى جانب الحصول على موطئ قدم في المناطق المطلة على مضيق باب المندب.