دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تصدرت الأنباء من سوريا الصفحات الأولى للصحف العربية الصادرة يوم الثلاثاء، والتي اهتمت بنبأ سقوط طائرة حربية سورية، والروايات التي تتحدث عن إسقاطها على يد مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض، والتي اعتبرت مؤشرا على نقطة مفصلية في الصراع الذي تشهده البلاد.
وحول نبأ سقوط الطائرة المقاتلة، كتبت صحيفة "الشرق الأوسط تقريرها من تحت عنوان:"بعد سقوط ميغ 23.. السماء لم تعد آمنة لسلاح الأسد الجوي.. الجيش الحر أكد أنه أسقطها بالرشاش.. والنظام يقول إنه عطل فني."
وقالت الصحيفة: "بينما تضاربت الأنباء أمس حول أسباب سقوط طائرة حربية سوريا من طراز ميغ 23 فوق سماء مدينة الموحسن في محافظة دير الزور، بين قول الجيش الحر إنه من أسقطها باستخدام مدفع رشاش، أو قول وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنها سقطت جراء عطل فني، تظل الحقيقة المؤكدة أن سلاح الجو السوري أصبح غير بعيد عن الخطر."
وأضافت: "كانت لجان التنسيق المحلية المعارضة أول من أعلن الخبر الذي أرفق مباشرة بفيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب على شبكة الإنترنت، أظهر الطائرة تحلق على ارتفاع متوسط تلاه سماع أصوات طلقات نارية قوية، قبل أن تشاهد نار تندلع في الطائرة الحربية مع سحابة دخان تخرج منها. وفي الصورة، يمكن مشاهدة الطائرة وهي تتابع طيرانها، بينما يصرخ صوت الله أكبر! إصابة طيارة ميغ في مدينة الموحسن."
وتابعت الصحيفة السعودية بالقول: "بينما أعلن الجيش الحر تبنيه للعملية، أظهر فيديو آخر تم بثه على موقع يوتيوب في وقت لاحق عملية أسر الطيار الذي ظهر محاطا بعدد من الثوار الذين عرفوا عن أنفسهم على أنّهم أبطال لواء أحفاد محمد، شباب الثورة في أرض الفرات كتيبة عثمان بن عفان."
وفي الشأن السوري أيضا، نشرت صحيفة "الحياة" مقابلة مع الرئيس التركي عبدالله غل، حملت عنوان: "نصحنا الأسد ووجدنا أذناً صماء... ولا يمكننا الانفراد بإقامة منطقة عازلة."
وأكد غل أن "أحداث الأزمة السورية أثبتت أن تطلع الشعب السوري لتغيير جذري لن يكون ممكناً بالطرق السلمية المعتادة، لكنه قال إن سياسة بلاده الخارجية لا تستند إلى تسليح أية جماعة، في إشارة إلى الجيش السوري الح» الذي يقاتل قوات النظام،" وفقا للصحيفة.
وقال غل، إن "أنقرة تحدثت مراراً، وقدمت النصح إلى الرئيس الأسد في شأن ضرورة تطبيق إصلاحات سياسية، لكن هذه التوصيات لقيت أذناً صماء." وشدد على أن "المرحلة الانتقالية في سوريا ليست سهلة،" لكنه رأى أن من "المهم الحفاظ على وحدة التراب السوري وسيادته واستقلاله ووحدته الوطنية."
وحذر الرئيس التركي من أنه في حال استفحال الأزمة السورية "بما يؤثر في أمننا الوطني فسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة،" مشدداً على أنه لا يمكن الانفراد بقرارات إقامة منطقة عازلة أو آمنة، والتي اعتبر أنها تتطلب توافقاً دولياً. وأكد أن "الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وخريطة طريقه،" حسب الصحيفة.
وسألت "الحياة" الرئيس التركي عما إذا كانت بلاده تسعى إلى إقامة منطقة عازلة لحماية السوريين، فردّ بأنه لا يمكن الانفراد بهذه القرارات حول المناطق الآمنة والعازلة، وينبغي توافق دولي بهذا الشأن. وقال: "نحن نتمنى أن يُصار إلى الولوج في مرحلة انتقالية سريعة تضمن تطلعات الشعب السوري، ولكن إذا استفحلت الأمور، وبدأت هجرات جماعية بما يؤثر في أمننا الوطني، فسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة إزاء ذلك."
وفي شأن متصل، كتبت صحيفة "المستقبل" اللبنانية في افتتاحيتها حول اعتقال وزير الإعلام السوري ميشال سماحة، بتهمة إحضار متفجرات من سوريا لزعزعة استقرار لبنان، وقالت: "إن الموقوف ميشال سماحة، الشاهد على عصر شهود الزور، يعيد إنتاج هذا الملف، الذي لم يشهد على شيء، إلاّ على مصنع الأضاليل والأكاذيب والافتراءات التي يجهد بائسو غوبلز النظام السوري في تسويقها."
وأضافت الصحيفة: "يشكّل مخطّط سماحة عيّنة أصليّة عن زور شهود الأسد وبهتانهم، وطريقة عملهم المفضوحة، وقد استبقوا تفجير الشمال بشنّ حرب استباقية تحريضية عبر تصريحات متذاكية ودسّ مناشير مزوّرة المضمون والوقائع، تُهيئ الأرضية لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية."
وتابعت الصحيفة بالقول: "لبنان لم يستفق بعد من هول صدمة ما كان يُحضَّر له من قِبَل المتربّصين شراً به، لو لم يُفتضَح أمرهم، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وتحديداً شعبة المعلومات، والضمير الوطني الحيّ، لبعض المغرّر بهم الذي صحا في الوقت المناسب، وجنّب الشمال ضربة، لو تمّت لا سمح الله، لتغيّر المشهد الوطني في عكار أمس مع زيارة البطريرك بشارة الراعي وتحوّل إلى دموي."
وختمت الصحيفة بالقول: "اللبنانيون يثمّنون عالياً الخطوة الوطنية الشجاعة لميلاد كفوري، ويصل بهم التفكير إلى حد إقامة تمثال له عرفاناً بالجميل، لإنقاذه لبنان من مذبحة، تسيل دماؤها من الشمال بداية، ولا يُعرف أين تنتهي."