بيروت، لبنان (CNN) -- شنت قيادات سياسية معارضة في لبنان هجوماً عنيفاً على المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تجاه القضايا السورية والملفات الداخلية، ورفضوا نفي الحزب لعلاقته بالمجموعات العشائرية الشيعية التي نشطت مؤخراً.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن النائب المعارض، نديم الجميل، في حديث لقناة "MTV" المحلية، أن حزب الله يغطي ما يحصل "رغم قول أمينه العام أن الوضع أصبح خارج السيطرة، فالسلاح الذي رأيناه هو سلاحه الموضوع بتصرف عائلة المقداد" في إشارة إلى الأسرة التي أعلنت مسؤوليتها عن أعمال الخطف.
وقال: "كنا نعتقد أن السيد حسن نصرالله مسؤول. فمن إذن يمنع القوى الامنية من دخول الضاحية والمربع الأمني وجلب المطلوبين من المحكمة الدولية أو المطلوبين للتحقيق في محاولة إغتيال النائب بطرس حرب؟ كما أن كلامه بأن لا علاقة لحزب الله بكل هذا العرض المسلح كلام غير صحيح وغير مقبول."
وأضاف الجميل، وهو أحد أبرز القيادات الشابة في الساحة المسيحية اللبنانية: "كل المآسي التي يعاني منها لبنان هي بسبب سلاح حزب الله، من الجمود الذي يصيب الاقتصاد، إلى مشاكل أزمة الكهرباء، إلى الضمان، والاستشفاء، إلى إدخال بضائع بكميات من دون تسديد الجمرك، كل ذلك لأن سلاح الحزب هو لمواجهة المسؤولين."
وحول عملية اعتقال الوزير والنائب السابق، ميشال سماحة، بتهمة التحضير لموجة تفجيرات في لبنان قال الجميل أن المهم هو "أن فرع المعلومات (جهاز أمني لبناني) تجرأ على اقتحام منزل رمز (الرئيس السوري) بشار الأسد في لبنان. واترك للقضاء متابعة التحقيقات، فهو المسؤول الوحيد عن الإدانة أم لا."
من جانبه، قال سمير جمجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي ينتمي بدوره لتحالف "14 آذار" المعارض للحكومة الحالية ولسلاح حزب الله وسوريا، إن مواقف نصرالله "مردودة" ودعا إلى إعلان حال طوارئ تجنباً لـ"اندثار الدولة."
وحول خطاب نصرالله قال جعجع "تمنيت لو حافظ (نصرالله) على وقاره بدل من محاولة تسويق نظرية لا يمكن أن تتسوق نظرا للوقائع التي تجري على الأرض" وقال: "ما من شك أن من يظهرون عبر شاشات التلفزيون هم أفراد من آل المقداد، إلا أنهم أيضا أفراد لهم علاقة ب"حزب الله."
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد تحدث الجمعة، بمناسبة "يوم القدس" فهدد بتحويل حياة ملايين الإسرائيليين "إلى جحيم" في حال حصول هجوم على لبنان، كما حذر من مغبة تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران قائلاً إن رد الأخيرة سيكون "صاعقاً وعظيماً،" وانتقد تعليق عضوية سوريا بمنظمة التعاون الإسلامي، كما هاجم السعودية بتهمة تمويل قنوات قال إنها "تكفر المسلمين."
وفي الشأن اللبناني الداخلي، تجنب نصرالله الإشارة بأي صورة إلى قضية النائب والوزير السابق، ميشال سماحة، أحد أبرز حلفاء النظام السوري في بيروت، والموقوف بتهمة التحضير لتفجيرات تثير النزاعات الطائفية بطلب من دمشق، أما بالنسبة لحملة الخطف التي نفذتها مجموعات عشائرية شيعية خلال الأيام الماضية وقال إن الأمور "خرجت عن السيطرة،" حتى بالنسبة لحزبه الممسك بالوضع في المناطق الشيعية.