الجزائر (CNN)-- أعلنت جماعة مسلحة تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الخميس، عن تمديد المهلة الممنوحة للسلطات الجزائرية لإطلاق سراح عدد من معتقليها، لمدة ثلاثة أيام أخرى، قبل تنفيذ الإعدام بحق أحد الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين لديها، منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وذكر تنظيم القاعدة، في بيان أورده موقع "صحراء ميديا" الموريتاني، أن حركة "التوحيد والجهاد"، التي تتمركز في شمال مالي، استجابت لطلب قادة التنظيم بتمديد المهلة التي حددتها الحركة، والتي انتهت الثلاثاء، لإعدام الدبلوماسي الجزائري، الطاهر تواتي، لمنح الحكومة الجزائرية فرصة أخيرة لتنفيذ مطالب الحركة.
وذكر التنظيم، الذي يتزعمه "الإرهابي" أبو مصعب عبد الودود، في تسجيل فيديو، وعلى لسان الأمير الجديد لإمارة الصحراء في التنظيم، "نبيل أبو علقمة"، واسمه الحقيقي نبيل مخلوفي، أن "جماعة التوحيد والجهاد وافقت على طلب من تنظيم القاعدة، ومنحت السلطات الجزائرية مهلة إضافية لا تتجاوز 3 أيام."
وأشار البيان المصور، الذي لم يتسنى لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيته، إلى أن المهلة الإضافية تبدأ الأربعاء 29 أغسطس/ آب الجاري، وتنتهي الجمعة 31 من الشهر نفسه.
وأضاف أبو علقمة أن "مبادرة القاعدة جاءت تقديراً لموقف الشعب الجزائري، وتوسيعاً لدائرة الحلول التفاوضية مع السلطات الجزائرية، ولإعطاء عائلة الأسير الطاهر تواتي فرصة انتزاع حقه في الحياة."
كما أشار البيان إلى "تفاجئ الحركة من تراجع موقف السلطات الجزائرية، بعدما وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة، بحيث اتفق الطرفان على تحديد موعد لمبادلة أعضاء القاعدة المعتقلين، بالدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين في غاو."
ووصف خال الدبلوماسي المختطف، في تصريحات لـCNN بالعربية، حال شقيقته، والدة تواتي، بأنها "تحترق في كل ثانية، منتظرة نبأ نجاة فلذة كبدها"، مشيراً أيضاً إلى أن زوجته "لا يمكن تخيل مأساتها، حيث أنها "لم تشاهد زوجها منذ أكثر من ستة أشهر، قبل أن تختطفه الجماعة الإرهابية."
وناشدت أسرة تواتي، على لسان خاله أحمد، السلطات الجزائرية بالتدخل للإفراج عنه، قائلاً: "إذا كانت السلطات الجزائرية ترى في الطاهر أنه مواطن، قبل أن يكون دبلوماسي، فما عليها إلا التحرك لتحريره وإطلاق سراحه، من يد الإجرام الهمجي."
كما ناشدت الأسرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتدخل شخصياً، ليس من أجل الطاهر فقط، وإنما من أجل كل الدبلوماسيين المختطفين بمالي، مشيراً إلى أن "جزائر العزة والكرامة يجب أن تكرسها الدولة بسيادتها وحنكتها، في التعامل مع هذه القضايا، وثقتنا طبعاً كبيرة في الدولة من أجل الوقوف إلى جانب أبنائها."
من جهة أخرى، قال أحد أصدقاء الدبلوماسي المختطف لـCNN بالعربية: "كنا نأمل أن نعرف أن الطاهر، ابن مدينة مسعد (تتبع إدارياً ولاية الجلفة وتبعد عن العاصمة الجزائر بنحو 350 كيلومتر) يشغل منصب نائب قنصل الجزائر بمدينة غاو المالية، بطريقة أخرى غير ذلك الفيديو الشنيع الذي شاهدناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي."
وأضاف صديق الطاهر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قائلاً: "إذا بنا نتحسر عن مصيره، وهو المهدد بالإعدام قبل يوم الجمعة المقبل، لذا نرجو من السلطات الجزائرية الإسراع في اتخاذ كامل التدابير لإطلاق سراح ابن بلدتنا، وصديقي، الذي يكن له الجميع هنا في المدينة التقدير والاحترام، نظراً لأخلاقه العالية."
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من أصدقاء تواتي أطلقوا حملة تضامن كبيرة معه، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، من أجل إنقاذه وإطلاق سراحه، خاصة بعد مشاهدتهم للفيديو الذي بث مؤخراً، حيث ظهر المختطف بلحية كبيرة، ووجه نداء استغاثة للشعب الجزائري، قصد الوقوف معه في هذه المحنة.