دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمحورت تغطيات الصحف العربية الصادرة الاثنين، على الشأن السوري وما أشيع عن ارتكاب القوات النظامية لمجزرة في حي هنانو بمدينة حلب، وعلى الأحداث في العراق حيث تفجيرات الأحد التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
وقالت صحيفة الحياة، في تغطيتها للشأن السوري، تحت عنوان "إعدامات ميدانية وقصف جوي لأحياء حلب": شهدت مدينة حلب اعنف المعارك وقصفاً جوياً للإحياء السكنية. وأعدمت القوات النظامية العشرات في المدينة، كما أفاد اتحاد التنسيقيات.
وأضافت الصحيفة: "قال نشطاء من المعارضة السورية في حلب، إن طائرات حربية قصفت حيّاً سكنياً في المدينة، ما اصفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بعد يوم من سيطرة مقاتلي المعارضة على ثكنة ومواقع عسكرية في حي هنانو وضواحيه."
وفي موازاة ذلك، تحدث اتحاد التنسيقيات عن 115 قتيلاً في حلب وحدها، 45 منهم أُعدموا ميدانياً، بينما أفاد معارضون عن إسقاط طائرة مقاتلة في إدلب، حسب الصحيفة.
وقال ناشطون من المعارضة إن "قصفاً جوياً دمر مبنى سكنياً في حي هنانو شرق حلب. ولم يتضح على الفور عدد القتلى، إلا أنه يجري انتشال الجثث والمصابين من تحت الأنقاض."
وأضافت الصحيفة": "نفذت قوات النظام إعدامات ميدانية في منطقة الأعظمية في حلب، بعد سيطرة الجيش السوري الحر على ثكنة هنانو، وقال ناشطون إنهم عثروا على 17 جثة لأشخاص أعدموا ميدانياً في حي جادة الخندق."
وفي الشأن السوري أيضا، كتبت صحيفة "المستقبل" اللبنانية في افتتاحيتها تقول: "كلمااقترب موعد سقوط الطاغية الدمشقي ارتفع منسوب هلوساته وتهديداته ضد لبنان والسياديين والاستقلاليين الأحرار من قوى 14 آذار وعموم أهل عكار والبقاع الشمالي الأباة."
وأضافت: "كلما زادت الحلقة إقفالاً حول ذلك الطاغية، وزاد مأزق داعميه ومسانديه ومستخدميه، زاد حزب الله وتيرة تصعيده وافتراءاته واتهاماته الممجوجة والممَلة والمكررة ومن دون أي دليل أو إثبات.. يعطي حليفه الدمشقي جرعة من التغطية، رغم أنه يعرف، أن شيئاً لم يعد يغطيه أو يعينه أو ينفعه. ورغم أنه يعرف أن الدنيا المأخوذة غلاباً عنده وعند الطاغية السفّاح لم تعد ميّالة إليهما."
وتابعت الصحيفة: "من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومواقفه الضميرية الوطنية الجليلة والصافية والنظيفة، إلى تقارير كل الأجهزة الأمنية الرسمية، الإعلام وأهله وعيونه المفتّحة، إلى غير ذلك من شواهد تؤكد مرة تلو مرة، أن الاتهامات السورية باطلة وساقطة من أولها إلى آخرها."
وختمت بالقول: "مع ذلك تستمر سياسة العنزة الطائرة وتستمر المكابرة، ويستمر التخوين ويستمر الفتك بمقومات استقرار لبنان وسلامة اللبنانيين. ويستمر التآمر المفضوح على القوى السيادية والحرّة، فقط لأنها قالت وتقول وستبقى تقول بأنها مع الحرية ضد الاستبداد ومع الحق ضد الظلم، ومع شعب سوريا ضد الطاغية السفّاح، ومع لبنان أولاً وأخيراً ضد مشاريع الهيمنة ومد النفوذ الإيراني."
وفي شأن آخر، وتحت عنوان "يوم دام في العراق،" كتبت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها تقول: "العنف الدامي الذي شهدته المدن العراقية يوم أمس والذي ذهب ضحيته أكثر من 71 قتيلاً ومئات الجرحى بقدر ما يعكس فشل وعقم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وتتخذها الحكومة العراقية لحماية المواطنين العراقيين بقدر ما يعكس حالة الأزمة والشلل السياسي الذي يعصف بالعراق دولة وحكومة ومؤسسات."
وأضافت الصحيفة: "من الواضح تماماً أن من استهدف أمن العراقيين أمس وفي اليوم الذي حكم فيه القضاء العراقي على نائب الرئيس طارق الهاشمي بالإعدام غيابيا على خلفية اتهامه بالتورط في الإرهاب أراد من خلال هذا التوقيت ضرب وحدة الشعب العراقي وإثارة الفتنة الطائفية بين أبنائه فالمتتبع لخريطة المدن التي شهدتها التفجيرات الإرهابية يدرك تماماً الرسالة التي أراد المنفذون إيصالها."
وقالت: "لقد ثبت مرة أخرى أن حالة الانقسام السياسي العمودي الذي تشهده البلاد وفشل قادة الكتل السياسية العراقية في الخروج من عنق الزجاجة الذي دخلوه بسبب انقساماتهم وصراعاتهم يوفر الأرضية الخصبة لنمو التطرف والإرهاب الذي يهدد وحدة العراق وتماسكه ومستقبله."
وخلصت الصحيفة إلى القول إن "مسؤولية حماية الأمن في البلاد وحماية أرواح وحياة المواطنين العراقيين تقع على عاتق الحكومة العراقية وعلى عاتق جميع القوى السياسية المكونة لهذه الحكومة التي عليها أن تحمل عصاها وترحل بعد أن فشلت المرة تلو الأخرى في تحقيق هذا المطلب."
وعن التفجيرات في العراق أيضا، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" عن عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع شوان محمد طه قوله إن "المشكلة التي نواجهها في العراق هي أنه لا أحدا من بين القادة العسكريين أو السياسيين المسؤولين عن الأمن يعترف بالتقصير."
وأضاف "أن الجميع يرمي المسؤولية على عناصر القاعدة أو البعثيين أو التكفيريين وكأنه يطالبهم بعدم القيام بذلك في المستقبل بينما تكمن مهمة هؤلاء في كيفية وضع الخطط الكفيلة بمواجهة العدو."
وأضاف: أن "الوضع الأمني يزداد سوءا وأن هناك تراكمات كثيرة تقف خلف ذلك من أبرزها عدم وضوح وتحديد المسؤولية سوى أن هناك خلية أزمة هي التي ترسم الإستراتيجية لكن مشكلة هذه الإستراتيجية الأمنية عندنا هي أنها تعتمد على القوة وذلك من خلال كثرة السيطرات والمداهمات والاعتقالات لا على القدرة والتي تتمثل في كيفية تفعيل الجانب الاستخباري."