القاهرة، مصر (CNN)-- قرر النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، وضع أسماء تسعة من "أقباط المهجر"، إضافة إلى القس الأمريكي تيري جونز، على قوائم ترقب الوصول، في الوقت الذي دعت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" إلى تنظيم مظاهرات بمختلف أنحاء البلاد الجمعة، احتجاجاً على قيام مجموعة من الأقباط المقيمين في الولايات المتحدة بإنتاج فيلم يتضمن "إساءة" للنبي محمد.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن النائب العام المساعد والمتحدث باسم النيابة العامة، المستشار عادل السعيد، قوله إن القرار يتضمن وضع كل من القس مرقص عزيز وشهرته "الأب يوتا"، وعصمت زقلمة، وموريس صادق، ونبيل بسادة، وإيهاب بعقوب، وجاء عطا الله، وناهد متولي، وإيليا باسيلي، وعادل رياض، بقوائم ترقب الوصول.
كما تضمن قرار النائب العام تكليف نيابة أمن الدولة بالتحقيق في البلاغات المتعلقة بـ"ازدراء الدين الإسلامي"، والتي تقدم بها عدد من المحامين إلى النائب العام، بشأن ما نشر على موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب" لفيلم سينمائي تضمن "مشاهد مسيئة للذات الإلهية، وللدين الإسلامي، وللرسول عليه الصلاة والسلام، ولسلطات الدولة المصرية."
وأشار السعيد، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، إلى أن بعض الأقباط المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، اشتركوا مع مجموعة من الممثلين الأجانب، في إنتاج هذا الفيلم، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أنه "تم على الفور تكليف فريق من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا بسرعة التحقيق في تلك البلاغات، وما تنطوي عليه من مشاهد تشكل جرائم ازدراء للدين الإسلامي، والترويج لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة، وتحقير وازدراء الأديان السماوية والطوائف المنتمية إليها، والإضرار بالوحدة الوطنية، وتكدير السلم العام."
وكان المحاميان السيد حامد، وناهد العسقلاني، عضوا لجنة الحريات بنقابة المحامين، قد تقدما ببلاغ إلى النائب العام، اتهما فيه بعض الأقباط الذين وردت أسماؤهم بقوائم ترقب الوصول بـ"الخيانة العظمى، والسعي لتقسيم مصر"، بعد قيامهم بإنتاج وعرض "فيلم سينمائي يسيء إلى رسول الله، مما كان له أثر سيء في نفوس جميع المسلمين في العالم."
إلى ذلك، طلبت الحكومة المصرية، في اجتماعها الأربعاء برئاسة الدكتور هشام قنديل، الإدارة الأمريكية بـ"اتخاذ موقف حازم من منتجي الفيلم المسيء للرسول (محمد) صلي الله عليه وسلم، وذلك في إطار المواثيق الدولية، التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن، على أساس العرق أو اللون أو الدين."
ووصفت الحكومة المصرية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، الفيلم بأنه "منتهى التدني الأخلاقي، والتصرف الخارج عن كل القيم والأعراف الإنسانية، في احترام ديانات وعقائد الآخرين، ويؤكد تفاهة وانحطاط أخلاق صانعيه."
وفي السياق ذاته، أدان مجلس الشورى المصري، خلال جلسته الأربعاء أيضاً، "أسلوب أقباط المهجر، الذي يستهدف الوقيعة والتفريق بين أبناء الوطن الواحد"، وأكد أعضاء المجلس "بالإجماع"، أن "التطاول على الإسلام، وعلى الرسول الكريم، يتنافى مع ما تنادي به كافة الأديان السماوية، ويؤدى إلي صدام الحضارات."
من جانب آخر، دعت جماعة الإخوان المسلمين، على لسان أمينها العام الدكتور محمود حسين، في بيان تلقته CNN بالعربية، إلى تنظيم "وقفات احتجاجية سلمية، لاستنكار الإساءة إلى المعتقدات الدينية، والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد صلاة الجمعة القادمة (14 سبتمبر/ أيلول الجاري) أمام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر."
كما دعت الجماعة، التي اعتلت مقاليد السلطة في مصر، في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، كل القوى الوطنية، إلى المشاركة في هذه الوقفات الاحتجاجية.
يُذكر أن مئات المحتجين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية في القاهرة الثلاثاء، تزامنت مع الذكرى الـ11 لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث قام عدد من المحتجين بتسلق أسوار السفارة، كما قاموا بإنزال العلم الأمريكي وتمزيقه وإشعال النار فيه، قبل أن يقوموا برفع أعلام سوداء، عادةً ما تستخدمها جماعات أصولية متطرفة، داخل مقر السفارة.(مزيد من التفاصيل)