دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هاجم عشرات من المحتجين الغاضبين بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد وللمسلمين، مبنى السفارة الألمانية في العاصمة السودانية الخرطوم الجمعة، حيث أضرموا النار في المبنى، بحسب ما أكد شهود عيان لـCNN، بعد سماح السلطات الألمانية بإعادة نشر الصور المسيئة للنبي، التي أثارت غضباً واسعاً في مختلف الدول الإسلامية، قبل عدة سنوات.
واحتشد الآلاف من السودانيين أمام السفارة الألمانية في الخرطوم، بعد صلاة الجمعة، حيث تمكن عدد قليل من المحتجين من اقتحام مبنى السفارة، في الوقت الذي قامت فيه الخارجية السودانية باستدعاء السفير الألماني والقائم بالأعمال الأمريكي، احتجاجاً على الفيلم الذي تم بثه عبر شبكة الإنترنت مؤخراً.
وقال الصحفي إسماعيل كمال لـCNN من موقع السفارة الألمانية، إن المبنى لم يكن به أحد من أفراد طاقم السفارة وقت تعرضه للهجوم، مشيراً إلى أن قوات الأمن تمكنت من إبعاد المتظاهرين عن مبنى السفارة.
وفي وقت لاحق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن جموع المصلين بمساجد ولاية الخرطوم، سيروا عقب صلاة الجمعة، "مسيرة هادرة، إلي السفارتين الألمانية والأمريكية، احتجاجاً علي الفيلم المسيء للرسول (ص) حيث عبروا عن غضبهم واستنكارهم ورفضهم للإساءة لسيد المرسلين."
وأضافت أن جموع المصلين احتشدوا في مسجد الخرطوم الكبير، حيث تحركت الجموع صوب السفارة الألمانية بالخرطوم، وقامت قوات الشرطة بالتصدي لهم، وندد المحتجون بالمساس بمشاعر المسلمين، وطالبوا الحكومة بقطع علاقتها مع ألمانيا، وقفل السفارة وطرد السفير من البلاد، ثم اتجه المصلون نحو السفارة البريطانية، ومنها صوب السفارة الأمريكية.
وأشارت "سونا" إلى أن وزارة الخارجية استدعت الجمعة، كلاً من القائم بالأعمال الأمريكي، والسفير الألماني بالخرطوم، وأبلغتهما احتجاج السودان على الفيلم المسيء للإسلام، والرسول الكريم، وعبرت عن احتجاج السودان الشديد لهذا المسلك، وأكدت الخارجية أن "المساس بالرسول الكريم هو خط أحمر للسودان، ولكل العالم الإسلامي."
وقال وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، في تصريحات صحفية إنه "غير مقبول مطلقاً بأن حرية التعبير هي السبب في هذا الأمر"، وزاد قائلاً إن "التعبير في تقديرنا له حدود، وعندما تمس مقدساتنا ورموزنا الإسلامية، هذا أمر غير مقبول، وسيؤثر على التواصل والعلاقات بين الشعوب."
وأشار إلى أنه أبلغ السفير الألماني أن إعادة حملة الرسوم الكاريكاتيرية ضد الإسلام، تدل على أنها "حملة منظمة ضد الإسلام"، وأبدينا احتجاجنا الصارخ والشديد تجاه مثل هذه الممارسات "غير مقبولة."
وشدد المسؤول السوداني على أن "حماية السفارات والمنشآت والبعثات الدبلوماسية المقيمة في السودان، هي مسئولية الحكومة، مثلما يتطلب أيضاً أن توفر الحماية لبعثاتنا الدبلوماسية في تلك الدول"، مشيراً إلى أن "الدستور يكفل حق التعبير السلمي للمواطنين، ضد الإساءات ضد الإسلام والرسول الكريم."
وقال رحمة الله: "إننا كحكومة ندعو دوماً إلى التعبير السلمي، ولا نؤيد العنف والمساس بالأجانب"، وأضاف قائلاً: "إننا سنحمى البعثات، وفق الالتزامات الدولية."
وأشار إلى أن السودان يطالب بمراعاة عدم المساس بالمعتقدات الإسلامية، "حتى لا يؤثر ذلك في العلاقات بين دولنا وحكومات هذه الدول"، مبيناً أن القائم بالأعمال الأمريكي، والسفير الألماني، "أبديا أسفهما واعتذارهما لهذا المسلك، واحترامهما للدين الإسلامي" بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية.
وفي برلين، أكد بيان للخارجية الألمانية، تلقته CNN، أنه تم إخلاء طاقم السفارة في الخرطوم قبل قليل من اندلاع الاحتجاجات، وأن جميع أفراد الطاقم في مكان آمن.
وذكرت الخارجية الألمانية أنه تم استدعاء السفير السوداني في برلين إلى مقر الوزارة، حيث تمت معه مناقشة تطورات الأوضاع في الخرطوم.