بنغازي، ليبيا (CNN)-- كشف مصدر أمني ليبي لـCNN الأحد، أن عدداً من المسؤولين الليبيين عقدوا اجتماعاً مع مسؤولين أمريكيين، قبل ثلاثة أيام من الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي، حيث نقلوا إليهم مخاوف من تهديدات محتملة، بسبب الفيلم المسيء للإسلام.
وقال المصدر، ويُدعى جمال مبروك، وهو عضو في "كتائب 17 فبراير"، إنه ومسؤول عسكري آخر، عقدا اجتماعاً مع مسؤوليين أمريكيين في بنغازي، بغرض مناقشة الأوضاع الاقتصادية والأمنية بالمدينة، حيث أبلغا نظرائهما الأمريكيين بأن المدينة "ليست آمنة بالحد الكافي."
وأشار المصدر نفسه إلى أن هذا التحذير، الذي جاء قبل نحو ثلاثة أيام فقط على الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، وثلاثة أمريكيين آخرين، لم يكن التحذير الأول لهم، مؤكداً أنه تم إبلاغ الجانب الأمريكي بأن "الأوضاع هنا خطيرة، وهذا الأمر يخيفنا."
وعن العملية التي يُعتقد أن مجموعة متشددة، تطلق على نفسها اسم "أنصار الشريعة"، قامت بها، على حد تعبير مصادر أمنية ليبية، أكد أحد الحراس الذين تواجدوا وقت حدوث الهجوم، أنه سمع صراخاً قبل لحظات من بدء إطلاق النار الكثيف ودوي القنابل اليدوية بالمجمع، ليواجه مجموعة من الملثمين الذين هددوه بالقتل إذا ما حاول "حماية الكفار."
وأشار الحارس، الذي رفض الظهور على الكاميرا خشية على سلامته، الى أن الهجوم الذي حصل على مجمع القنصلية الأمريكية كان مفاجئاً، ومن خلال محاور ثلاث مختلفة أحاطت بالمبنى.
المعلومات المتوفرة تشير إلى أن حرس السفير أدخلوه إلى غرفة محكمة، وأغلقوا بابها المحصن بقضبان حديدية، في محاولة لتأمين سلامته، فيما سارعوا للتصدي للهجوم.
وأسفر الهجوم عن مصرع ستيفنز، الذي تدور تساؤلات حول ما حدث له إبان الهجوم، وسط تكتم وزارة الخارجية الأمريكية في الإفصاح عن كيفية وفاته.
وتشير تقارير إعلامية، إلى أن السفير الأمريكي نقل من القنصلية إلى مستشفى وهو فاقد للوعي، وقد غطي جسده بالسحت الناجم عن النيران، وأعلنت وفاته بعدما فشل الأطباء في إنعاشه.
وبحسب مبروك، الذي شاركت كتيبته في عملية إنقاذ موظفين أمريكيين، بعد تعرض القنصلية للهجوم، فإنه عقب مهاجمة مقر القنصلية وإضرام النار به، فر عدد من الأمريكيين إلى "منزل آمن" في منطقة أخرى بالمدينة، إلا أنه تعرض بدوره لهجوم.
السلطات الليبية تعهدت بملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة، إلا أن رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، محمد المقريف، الذي قام بزيارة موقع القنصلية، اعترف بأنها ستكون "مهمة صعبة."
وقال المقريف في تصريح لـCNN: "سنبذل قصارى جهدنا، وسنتمكن من النجاح.. نطلب العون من الله، ونتوقع مساعدة من أصدقائنا."