واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لشبكة CNN الجمعة، أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، تعتزم إبلاغ الكونغرس، في وقت لاحق من مساء اليوم، بنيتها إصدار قرار برفع اسم منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، من قائمة المنظمات الإرهابية، والتي أدرجت عليها قبل نحو 15 عاماً.
ومن المتوقع أن يعقب هذه الخطوة، صدور قرار رسمي من وزارة الخارجية برفع اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية في الخارج، خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بعد الانتهاء من نقل قيادات وأعضاء المنظمة المناهضة لنظام طهران، من معسكر "أشرف" في العراق، إلى معسكر "ليبرتي"، قرب العاصمة العراقية بغداد، والذي كان في السابق قاعدة للجيش الأمريكي.
وأدرجت واشنطن منظمة "مجاهدي خلق" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997، بعد أنباء عن تورط المنظمة بمقتل ستة أمريكيين في إيران، خلال عقد السبعينيات، بالإضافة إلى محاولتها تنفيذ هجوم على البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة عام 1992، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر، منذ عام 2004، أي بعد عام من غزو العراق، أعضاء المنظمة المقيمين بالعراق "غير مقاتلين"، و"أشخاص يخضعون للحماية"، بموجب اتفاقيات جنيف.
ووقعت الحكومة العراقية والأمم المتحدة مذكرة تفاهم، أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تنص على نقل معسكر "أشرف"، الذي يعرف حالياً بـ"معسكر العراق الجديد"، إلى موقع انتقالي مؤقت، بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جهود إعادة توطينهم خارج العراق.
جاء توقيع تلك المذكرة بعدما حددت الحكومة العراقية نهاية العام الماضي كموعد نهائي لإغلاق معسكر "أشرف"، غير أن رئيس الوزراء، نوري المالكي، أعلن موافقة حكومته على تمديد بقاء بعض عناصر منظمة مجاهدي خلق في البلاد لستة أشهر، ضمن خطة للأمم المتحدة.
وشهد معسكر "أشرف" مواجهات دامية بين عناصر من الجيش العراقي ومسلحين من المقيمين في المعسكر، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، أسفرت عن سقوط نحو 38 قتيلاً، وأكثر من 300 جريح، واتهمت منظمة "مجاهدي خلق" الجانب العراقي بالبدء بالهجوم.
وفي أعقاب تلك المواجهات، أكدت بغداد على ضرورة مغادرة الجماعة الإيرانية الأراضي العراقية "باستخدام جميع السبل، بما في ذلك الوسائل السياسية والدبلوماسية، وبالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية."
وتبدل الموقف العراقي الرسمي حيال "مجاهدي خلق" بعد الغزو الأمريكي، حيث كان نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، يستضيف عناصر الجماعة الإيرانية المعارضة، ولكن بعد الغزو تشكلت حكومة عراقية بمعظمها من شخصيات شيعية مقربة من طهران، التي ترغب بإغلاق المعسكر الواقع على مقربة من حدودها.