دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تزامناً مع بدء القوات الأمريكية تدريبات ضخمة في مياه الخليج، بمشاركة نحو 30 دولة، صعّد المسؤولون العسكريون في إيران من لهجة التحدي ضد من وصفوهم بـ"الأعداء"، محذرين من "عواقب" الإقدام على شن هجوم على الجمهورية الإسلامية، فيما جدد رئيس أركان القوات المسلحة نفيه لتصريحات سابقة، لقائد الحرس الثوري، أفاد فيها بوجود قوات إيرانية في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن وزير الدفاع، العميد أحمد وحيدي، قوله في كلمة له الجمعة، إنه "إذا بدأ الأعداء حرباً ضد إیران، فلن یكون بأیدیهم إنهاؤها"، وأضاف أن "الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وببركة الدفاع المقدس، ودماء الشهداء، اكتسبت الیوم قوة في المنطقة والعالم، فالجمیع أدرك أنه لا یمكن حل العدید من القضایا بدون الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة."
وفيما اعتبر الوزير الإيراني أن نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، شن حرباً ضد بلاده بـ"ضوء أخضر" من أمريكا، التي أعلنت استعدادها لدعم الحرب، فقد شدد على قوله: "إننا بلغنا الردع الاستراتیجی أمام الأعداء خلال الدفاع المقدس، فبعد ذلك أخذت القوي الكبرى تتحدث باحتیاط حول الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، لأنها تعلم أنه في حال وقوع حرب، فقد تكون (القوى الأخرى) هي البادئة، إلا أنها لن تتمكن من إنهائها."
من جانبه، أكد قائد سلاح البحر الإیراني، الأمیرال حبیب الله سیاري، في تصريحات للصحفيين، على هامش الاستعراض العسكري للقوات المسلحة، بمناسبة انطلاق فعاليات أسبوع "الدفاع المقدس"، أوردتها وكالة الأنباء الرسمية، أن "القوات المسلحة الإیرانیة علي أهبة الاستعداد، ولا أحد یجرؤ على مهاجمة إیران"، مشيراً إلى ما اعتبرها "تهديدات" أمريكية وإسرائيلية ضد بلاده.
وأضاف سياري أن "قدرات القوات المسلحة وعتادها، تدلان على جهوزیة إیران للدفاع عن نفسها جواً وبحراً وأرضاً"، لافتاً إلى تدشين مدمرة جديدة تابعة للقوة البحرية للجيش الإيراني، يُطلق عليها اسم "سهند"، في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري، والتي قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن "بإمكانها منح سلاح البحر الإيراني قوة بالغة"، حيث أنها مصنعة من مواد خاصة لا تكشفها المنظومات الرادارية.
أما قائد القوات "الجوفضائية"، التابعة لحرس الثورة الإسلامية، العميد علي حاجي زادة، فقد أشار أيضاً إلى أنه "قد یكون الكیان الصهیوني بادئاً للحرب ضد إیران، إلا أن إیران هي التي تحدد مستوى الاشتباك، ونهایة الحرب"، مشيراً إلى أن "استعراض المعدات والتجهیزات العسكریة للقوات المسلحة، أثبت أن إیران لدیها الاستعداد التام للدفاع عن نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وإننا لن نسمح لأي دولة بأن تفكر بالهجوم على البلاد."
وفي تعلیق له على المناورات الأمریكیة المشتركة في الخلیج، قال المسؤول في الحرس الثوري إن "هذه المناورات لن تشكل لنا أي تهدید، وإن أی دولة لن تتمكن من القیام بأي خطوة مؤثرة ضد إیران"، لافتاً إلى أنه "إذا العدو حرمنا من مصالحنا فی مضیق هرمز، فإننا أیضاً سنحرمهم"، مستدركاً أنه "فی الظروف الراهنة، لا توجد أي مشكلة، وجمیع الدول تستخدم مضیق هرمز."
ورداً على سؤال بشأن المعلومات الجدیدة حول طائرة الاستطلاع الأمریكیة، التي سقطت في إیران مؤخراً، قال زادة إن "طائرة التجسس، التي هي الآن تحت تصرف قوات الحرس، قد منحتنا معلومات كبیرة، وستكون لها فوائد في المستقبل"، وأضاف موضحاً أنه "من المفید لنا معرفة برامج وأنظمة الغربیین الدفاعیة والهجومیة."
كما كشف المسؤول الإيراني أن منظومة "رعد" الصاروخية، التي تم عرضها لأول مرة في استعراض الجمعة، "أُعدت خصيصاً لمواجهة الطائرات الأمريكية"، مشيراً إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل إلى 50 كيلومتراً، وارتفاعها يصل إلى 70 ألف قدم.
وبشأن الرد الإیرانی فیما إذا شن "الكیان الصهیوني" هجوماً علي بلاده، قال العمید حاجي زادة: "لعل الكیان الصهیوني قادر علي إدارة وبدء الهجوم، إلا أن استمرار الحرب، ومستوى القتال، ونقطة النهایة للاشتباك، نحن نحددها، وفي هذه الحال، لن یبقى شيء من الكیان الصهیوني"، مشدداً على أن "الرد الأولي على أي هجوم إسرائیلي سیكون غیر متوقع، وخارجاً عن تصورات الصهاینة."
إلى ذلك، جدد رئیس هیئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة، اللواء حسن فیروزآبادي، نفيه وجود أي قوات مسلحة إیرانیة في أي دولة، بما فیها سوریا، وذلك بعدما نقلت تقارير إعلامية عن قائد الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إشارته إلى وجود عناصر من القوة العسكرية في سوريا، بغرض تقديم "المشورة."
إلا أن الخارجية الإيرانية سارعت بنفي تلك التصريحات، حيث اتهم المتحدث باسمها، رامين مهمان برست، وسائل الإعلام الغربية بمحاولة تحريف تصريحات المسؤولين الإيرانيين "لأغراض سياسية"، معتبراً أنها تعاملت بصورة انتقائية مع تصريحات جعفري، "وربطتها بشكل خاطئ بالأوضاع في المنطقة"، على حد قوله.
وبدأت عشرات الدول، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مناورات بحرية قابلة سواحل البحرين الجمعة، تتضمن تدريبات عسكرية ضخمة على إزالة الألغام، قد تستمر لأسبوعين، حيث يقول الجيش الأمريكي إن هذه التدريبات "دفاعية" بشكل صارم، فيما يعتبرها البعض أنها بمثابة "استعراض للقوة"، ظل تهديدات إيرانية بزرع ألغام في مضيق هرمز.
وقد روجت الولايات المتحدة لفكرة أن أكثر من 30 دولة تشارك في المناورات، لكن شبكة CNN علمت أنه حتى الآن، فإن ثلثي هذه الدول لا تريد أن تكون مشاركتها علنية، في حين سترسل نحو ست دول فقط سفناً من أجل هذه العملية.