عمان، اﻷردن (CNN)-- كشفت مصادر التيار السلفي الجهادي في الأردن، لـCNN بالعربية الأحد، أن المجموعة المسلحة التي حاولت التسلل إلى الحدود السورية السبت، تنتمي إلى التيار، إلا أن هذه المصادر أكدت أن هؤلاء المسلحين حاولوا دخول الأراضي السورية "بصفة فردية"، وليست تنظيمية باسم التيار.
جاءت تأكيدات هذه المصادر عقب تصريحات حكومية بإلقاء القبض على مجموعة مسلحة في إحدى المناطق الحدودية داخل الأراضي الأردنية، المحاذية للحدود السورية السبت، بعد تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الأردنية والعناصر المسلحة.
وتفاوتت المعلومات المسربة في حينها حول هوية المسلحين وعددهم، في الوقت الذي أعلن فيه التيار في وقت سابق، عن دعوته للجهاد في سوريا، ضد نظام بشار الأسد.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة، لـCNN بالعربية، إن المجموعة المسلحة ما تزال تخضع للتحقيق عبر الأجهزة المختصة، مشيراً إلى أن أسباب أمنية تحول دون الكشف عن هوية المتسللين.
في المقابل، قال القيادي في التيار السلفي الجهادي، الدكتور سعد الحنيطي، إنه تم التحقق من هوية المجموعة، حيث ينتمي أفرادها إلى التيار ، فيما قدر بأن عددهم نحو 5 أفراد.
وأضاف الحنيطي، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن التيار على علم بخروج أعداد من أفراد التيار للجهاد في سوريا، لكن "دون صفة تنظيمية تتبناها قيادة التنظيم"، على حد قوله.
كما وصف الحنيطي ما يتردد عن وجود ما يزيد عن 100 من أفراد التيار السلفي يقاتلون في الأراضي السورية، بأنها "تقديرات وتحليلات" لبعض قيادات التيار، مشيراً إلى أنه لا يوجد متحدث رسمي باسم التيار.
وأكد تبني التيار "فكر الجهاد في سوريا، وفي أي بلد يعاني فيه المسلمون من الاضطهاد"، وقال إن "خروج شباب إلى سوريا أمر الكل يعرفه، وهو خروج بشكل فردي، لكن التيار على علم به.. ونحن لا نتبنى ذهابهم، رغم تبني مبدأ الجهاد في سوريا."
ونفت مصادر رسمية حدوث اشتباكات حدودية بين أفراد القوات المسلحة الأردنية وقوات من الجيش النظامي السوري، فيما تشهد الحدود "إطلاق نار" بين الحين والآخر، وصفتها قيادة الجيش الأردني "بالرماية" خلال عمليات دخول اللاجئين إلى الأراضي الأردنية.
إلى ذلك، حذر التيار السلفي الجهادي من سيطرة ما أسموه "المد الرافضي"، في إشارة إلى فئة من الطائفة الشيعية في إيران، مع "ما يدعى حزب الله في لبنان، والنظام السوري النصيري، وما يسمى بجيش المهدي."
وجدد التيار دعوته للجهاد في سوريا، خلال مهرجان خاص أقامه مساء السبت، لتأبين أحد أفراد التيار قُتل في الأراضي السورية، وسمي المهرجان "عرس الشهيد منتصر البيروتي عاشق الحور."
وأشار التيار إلى أن البيروتي هو طالب على مقاعد الدراسة الجامعية في جامعة اليرموك الأردنية، قدم من مدينة رام الله الفلسطينية، وقد "استشهد" خلال معارك مع الجيش النظامي السوري، قبل أيام في مدينة حلب.
وهاجم التيار، خلال المهرجان، التيارات القومية واليسارية السياسية، كما هاجم التيار السلفي التقليدي، الذي يقوده الشيخ علي الحلبي.
وحذر القيادي في التيار، أبو محمد الطحاوي، خلال المهرجان الذي أقيم في قلب مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، شمال العاصمة عمان، من وصول "المد الإيراني" إلى الدول العربية، و"إقامة حسينيات، بدلاً من مساجد الطائفة السنية."
ووصف الطحاوي تلك التيارات، بمن فيها حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، بـ"المرتزقة واللا دينية"، قائلاً إنه "مهد الطريق للعدو الصهيوني باجتياح بيروت عام 1982"، وأنه "أسهم في وقوع مجازر صبرا وشاتيلا."
كما اعتبر الطحاوي أن كل الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين، "هي كالسوار حول المعصم"، وهي خط الدفاع الأول عن "اليهود"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "ما يجري في سوريا هي معركة بين الطائفة السنية والرافضة.. النظام السوري أوغل في الدماء الفلسطينية، قبل أن يوغل في الدماء السورية، وهو ليس نظام ممانعة ولا مقاومة".. مشدداً على تمسك التيار بالجهاد ضد النظام السوري.
وتابع في هذا الصدد قائلاً: "نحن سنقف سداً منيعاً أمام الرافضة، وأمام المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.. هناك مصلحة مشتركة لأمريكا وإسرائيل وإيران في بقاء النظام السوري، وزواله يعني فقدان حليف استراتيجي"، بحسب قوله.