صنعاء، اليمن (CNN) -- نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة" نفيها لما أورده الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، عن وجود شبكات تجسس إيرانية نشطة في بلاده، ملمحة إلى أن تصريحات المسؤولين اليمنيين في هذا السياق تأتي بهدف "الحصول على المساعدات المادية والسياسية من الغرب."
وبحسب ما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية فقد قال مصدر دبلوماسي مطلع إن تصريحات هادي "ضد إيران،" وذكر أنها "اتهامات لا أساس لها تماما، ولم يتم تقديم أي دليل لإثباتها."
وأضافت الوكالة الإيرانية، متطرقة إلى إشارة هادي حول كشف ست شبكات تجسس تعمل لصالح إيران في اليمن: "هذه الاتهامات لا أساس لها تماما من الصحة، وهي ليست أمرا جديدا، فقد كانت تطرح مثل هذه الاتهامات الواهية أيضا في عهد النظام السابق، وكنا نطالب المسؤولين اليمنيين بالأدلة، إلا أنها لم يتم تقديمها إلى الآن."
وأوضح المصدر أن أيا من المسؤولين اليمنيين "لم يطرح هذا الموضوع في اللقاءات مع مسؤولي وزارة الخارجية،" مضيفا: "الحكومة اليمنية تواجه العديد من المشاكل، ولفت إلى أن المسؤولين اليمنيين يتصورون أن بإمكانهم الحصول على المساعدات المادية والسياسية من الغرب، من خلال توجيههم الاتهامات إلى الدول."
ويتعلق الرد الإيراني بمحاضرة أدلى بها الرئيس اليمني في مركز ودرو ويلسون الدولي بواشنطن، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وناقش خلالها تفاصيل الوضع الداخلي في بلاده.
وبحسب نصر المحاضرة المنقول عبر موقع وكالة الأنباء اليمنية، فقد تحدث هادي عن خطر تنظيم القاعدة في اليمن وعمليات القرصنة البحرية والمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
وقال هادي في المحاضرة إن بلاده تعاني من "تدخلات خارجية معادية" وشرح قائلاً: "من هذه التدخلات الإقليمية المعادية إلى توجه اليمن حاليا التدخلات والأنشطة الإيرانية الموجهة ضد بلادنا في إطار تنامي النشاط الإيراني في المنطقة ومحاولة فرض نفسها بقوة حيث تسعى إلى تعويض خسارتها الإستراتيجية مع تزايد مؤشرات قرب انهيار النظام في سوريا ومحاولتها تعويض تلك الخسارة في اليمن انطلاقا من أهمية موقعها الإستراتيجي."
واتهم هادي إيران بـ"دعم بعض التيارات السياسية والمسلحة وتجنيد شبكات تجسسية، حيث تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتم إحالتها سابقا إلى القضاء ومؤخراً تم الكشف عن شبكة سادسة فضلا عن الدعم القوي للحراك المسلح حيث تقدم الدعم الإعلامي والعسكري والإستخباراتي والمالي لقوى الحراك المسلح في داخل جنوب اليمن وفي الخارج."
كما أشار الرئيس اليمني إلى أن طهران "قامت مؤخرا بتوسيع رقعة أهدافها في بلادنا وحاولت استقطاب الإعلاميين والمعارضين السياسيين، كما حاولت إجهاض التسوية السياسية في اليمن والتي تمت وفقا للمبادرة الخليجية واعتبرتها مؤامرة سعودية أمريكية."
ورأى هادي أن هدف إيران من وراء ذلك هو "إيجاد حالة من الفوضى والعنف وإحداث فراغ أمني وسياسي في اليمن لكي تستفيد من الأوضاع المضطربة في هذا البلد لتمرير أجندتها في المنطقة وسعيا نحو جعل اليمن نقطة انطلاق لممارسة دورها الإقليمي واستهداف دول الخليج العربي بما يتماشى مع أطماعها الإقليمية والتوسعية ومساعيها لزيادة نفوذها في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي مهددة بذلك خطوط الملاحة الدولية والمصالح الغربية في المنطقة."
وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت في يوليو/تموز الماضي عن اعتقال خلية تجسس إيرانية، قيل إنها كانت تعمل منذ سنوات في البلاد، وتقوم بهمام التجسس ليس في اليمن فحسب، بل في دول أخرى واقعة بالقرن الأفريقي.
يشار إلى أن قيادات يمنية مختلفة تتهم إيران بدعم الجماعات المطالبة بالانفصال في الجنوب، كما تعتبر أن طهران متورطة أيضاً في تقديم السلاح والمال للمجموعات الحوثية الشيعية التي خاضت ستة حروب ضد القوات المركزية في محافظة صعدة.
ويرى من يتهمون إيران بالتدخل في شؤون اليمن أن الأخيرة تهدف إلى زيادة التوتر في ذلك البلد من أجل التأثير على الحدود الجنوبية للسعودية، والتي تمدد إليها الصراع مع الحوثيين في المعارك الأخيرة، وذلك إلى جانب الحصول على موطئ قدم في المناطق المطلة على مضيق باب المندب.