(شاهد الصور)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- باتت الهواتف الذكية وتطبيقاتها منصة جديدة لهواة الفن والمحترفين للتعبير عن فنهم بواسائل مختلفة، وأصبح كثير من الفنانين يستغنون عن كاميراتهم عالية التقنية، ويستبدلونها بهاتف "أي فون"، ومن ثم استخدام تطبيقاته في تعديل الصور وإدخال تأثيرات فنية عليها دون معاناة، وقد زاد الاعتراف بهذه الأعمال مؤخراً، كشكل من أشكال الإعلام الجديد.

واحدة من هؤلاء الفنانين هي المصورة الفوتوغرافية كرين ديفين، التي تتواجد في جلسات التصوير الجماعية، حيث يلتقط المصورون المحترفون صورهم للعارضات، فإضافة إلى كونها المصورة الوحيدة وسط مجموعة من المصورين الرجال، تكون هي أيضاً الوحيدة التي لا تحمل كاميرا عالية الدقة، وتكتفي بحمل جهاز "أي فون"، ما يدفع البعض للسخرية منها.

وتقول كرين ديفين تعليقاً على ذلك: "في الحقيقة فإن جهاز "أي فون" يعمل بصورة جيدة معي، فأنا استخدم هاتف "أي فون"، في التصوير وتكوين الصورة، وتعديلها."

وتكشف سلسلة صور ديفين العارية عن قدرة النساء على تصوير النساء بنظرة مختلفة عن الرجال، المسيطرين على مجال التصوير، وهذه السلسلة ليست فقط مجموعة صور تم التقاطها بدقة عالية بواسطة "أي فون"، وإنما أيضاً وسيلة جديدة لمنافسة الطرق التقليدية في التصوير.

وقد فازت أعمال ديفين بجائزتين، ضمن مسابقة "أيفونوغرافي" الدولية للتصوير الفوتوغرافي، كما فازت بالمركز الأول عن فئة الفنون الجميلة العارية، ضمن جائزة لوسي الدولية للتصوير الفوتوغرافي.

واكتشفت ديفين، منذ عام ونصف العام تقريباً، قدرة "أي فيون" كأداة للتصوير الفوتوغرافي، وقررت استخدامه، وقامت بتحميل أكثر من 50 تطبيقاً، وابتعدت عن الكاميرا التقليدية الضخمة، التي اعتادت استخدامها منذ فترة، والتي كانت لا تقدر بثمن على مدى العقود الأربعة الماضية.

أما بالنسبة للفنان ديفيد سوام، الذي أبدع كثيراً في مجالات فنية مختلفة مثل التصوير الرقمي والطباعة والرسم والفوتوشوب، فقد أصبح "أي فون"، بالنسبة له وسيلة خلاقة للتعبير. ويقول سوام: "استخدام "أي فون" لا يعني عدم احترام الأدوات الفنية التقليدية أو الاستغناء عنها، وإنما هي وسيلة جديدة، لفكرة خلاقة وإبرازها ومشاركتها مع الناس."

ويختبر ديفيد رامس، المصور السابق في مجلة "بلاي بوي"، حالياً المشاركة في استخدام وسائل الإعلام المختلطة، وأشار إلى أنه يضع الصور التي يلتقطها بواسطة كاميراته "النيكون"، على هاتفه "أي فون"، ويستخدم التطبيقات والفلاتر لضبط الصور.

وعلق رامس قائلاً:"أحياناً كثيرة يفضل العملاء الصور التي يتم تعديلها بواسطة تطبيقات "أي فون"، أكثر من الصور عالية الدقة، فاستخدام التطبيقات بالنسبة لي كالرسم، فهناك تأثيرات وتغييرات كثيرة تحدثها الفلاتر."

وأكد الفنانون الثلاثة أنه بعيداً عن الصور ذات الدقة المنخفضة التي ينتجها "أي فون"، والتي يمكن قبولها، فقد أتيحت لهم فرصة الارتجال، وبات بإمكانهم التقاط أي صورة سريعاً، وتركيبها وتعديلها، وإخراج صورة جديدة، وذلك خلال فترة وجيزة.

وباتت الهواتف الذكية والتطبيقات، أيضاً منصة جيدة للمبدعين، الذين لم تتح لهم فرصة الاحتراف بسبب نقص التدريب والتمويل، فقد أطلقت داريا بوليشيتي وشريكها نيت بارك، موقع iphoneart.com ، عام 2010 للمبدعين من مستخدمي "أي فون"، في التصوير لتحميل صورهم، ومشاركة التقنيات المستخدمة مع بعضهم البعض.