بكين، الصين (CNN)-- عادت مركبة الفضاء الصينية "شنتشو-9" إلى الأرض الجمعة، وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء، نجحوا في تسطير صفحة جديدة في تاريخ الصين باستكشاف الفضاء، بعدما تمكنوا من إنهاء أول مهمة "التحام مأهول"، بالمختبر الفضائي "تيانقونغ-1"، المعروف باسم "القصر السماوي"، والذي جرى إطلاقه للفضاء في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وفور وصول الكبسولة المخصصة للعودة إلى الأرض، وعلى متنها الرواد الثلاثة، في منطقة "منغوليا الداخلية"، التي تتمتع بحكم ذاتي، في شمال الصين، أبلغ الرواد الثلاثة مركز التحكم بأنهم بخير، فيما سارعت الفرق الطبية وفرق الإنقاذ والطوارئ إلى إخراجهم من الكبسولة، والتأكد من وضعهم الصحي.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن قائد طاقم رواد الفضاء بالمركبة "شنتشو-9"، جينغ هاي بينغ، كان أول من خرج من كبسولة العودة، تلاه ليو وانغ، ثم ليو يانغ، أول رائدة فضاء صينية في البلاد، ومن المقرر أن يتم نقل الرواد الثلاثة إلى العاصمة بكين، عقب إجراء الفحوص الطبية في مروحيات إسعاف بموقع الهبوط.
وكان قائد برنامج الفضاء المأهول الصيني، تشانغ وان تشوان، قد أعلن أن مهمة الالتحام الفضائي المأهول للصين بين المركبة "شنتشو-9"، ووحدة المختبر الفضائي "تيانقونغ-1"، انتهت بنجاح، وأضاف أن المركبة انفصلت بنجاح عن المختبر، وهبطت في الموقع المخطط له مسبقاً.
يُذكر أن مختبر "تيانقونغ-1" قد أطلق للفضاء في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، في عملية طويلة المدى في الفضاء، في انتظار محاولات الالتحام من المركبتين "شنتشو -9"، و"شنتشو-10"، بعد الانتهاء من أول مهمة التحام فضائي في الصين مع المركبة الفضائية غير المأهولة "شنتشو-8"، بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتبلغ زنة وحدة المختبر الفضائي 8.5 طناً، وهي جزء من تجربة لاختبار المناورات الفضائية وقدرات الالتحام، الضرورية للمنصة الفضائية المأهولة.
يُشار إلى أن الصين تولي اهتماماً كبيراً ببرنامجها الفضائي، وتنظر إليه باعتباره وسيلة لإضفاء الصبغة الشرعية على مزاعمها بشأن كونها واحدة من دول العالم الرائدة في المجال العلمي، حيث سبق لها أن أرسلت رواد فضاء خلال الأعوام الماضية.
وتُعد الصين، منذ العام 2003، الدولة الثالثة على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا، في إرسال "إنسان" إلى الفضاء الخارجي.