القاهرة، مصر (CNN)-- أكد الحكم المصري السابق أحمد الجارحي، الذي أعلن نيته في الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى الصيف المقبل، إنه سيعلن عن برنامجه الانتخابي بعد إغلاق باب تقديم أوراق الترشيح، وسيحمل اسم "نهضة مصر."

وقال الجارحي في مقابلة مع CNN بالعربية، إنه ابتعد عن العمل السياسي في ظل النظام السابق، لأن ممارسته في السابق كان مرتبط بتحقيق المنافع الشخصية والنفاق، ولكن الصورة بعد الثورة اختلفت .

وأكد الجارحي، أن الرئيس القادم لمصر لابد وأن يكون شابا، وإن لم يحدث ذلك فهذا سيثبت أن مصر لم تتغير، وأن اختيار رئيس طاعن في السن سيكون إعادة إنتاج للنظام القديم الذي جرف البلد وقسمها، وإنه يراهن على وعي الشباب في معركته الانتخابية .

وتاليا نص المقابلة:

متى فكرت في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة؟

خلال الشهور الأخيرة شعرت أن هناك رغبة للدفع بالشباب لسدة الحكم، وطموحي أخذني لأبعد نقطة وأفضل شيء، لأني لا أنظر تحت قدمي، والبلد مليئة بالمحبطين، ولم تكن هناك رغبة حقيقة للمشاركة في الحياة السياسية في الماضي، لأن لها ثمن أخلاقي، فاختار أغلب الناس السلبية والامتناع عن العمل السياسي، ولكن الآن الظروف اختلفت، وإن لم يتقدم مرشح شاب لانتخابات الرئاسة فإن مصر ستثبت إنها لم تتغير .

لماذا قررت الترشح لانتخابات الرئاسة؟

لأني أكره الفساد والتسيب الذي سيطر على مصر في العقود الأخيرة، وأقدر قيمة الوقت والعمل، وأرفض أن تمد مصر ليدها لغيرها حتى يكون قرارها من عقلها وسيادتها، وأريد أن أرى مصر أفضل مما هي عليه، بعد أن أبعد النظام السابق الجميع عن المشاركة السياسية، وكنت أتحين الفرصة للمشاركة، كما أن أغلب دول العالم نبذت فكرت الرئيس الطاعن في السن، وهذا حدث في العالم العربي وليس في العالم المتقدم فقط، فلماذا تصر مصر على وجود رئيس كبير السن، وأنا من جيل الوسط، فقررت الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة .

ولكن البعض مستغرب من فكرة ترشح حكم كرة القدم لانتخابات الرئاسة؟

النظام السابق كرس لفكرة أن كل شخص عليه أن يتنافس في مجاله فقط، وكان في ذلك قتل للطموح سواء للرياضيين أو غيرهم، وكان يجرى تخريب للعقول المصرية، والسياسة ليست مقصورة على فئة بعينها أو حكرا عليها، بدليل انتخابات النقابات المهنية في مصر، والفارق بين الحكم والحاكم حرف "الألف" فقط، وكلهما يبحث عن العدل .

على ماذا تستند في ترشحك وأنت بلا تاريخ سياسي؟

أفخر أني أنتمي لعائلة من أكبر العائلات المصرية، ولها تاريخ سياسي طويل على مدار سنوات طويلة، في نفس الوقت فلن أخوض انتخابات برلمانية حتى أستند على تاريخ عائلتي، ولكن أقدم نفسي لجميع المصريين، كما أرفض أن أقدم نفسي عن حزب سياسي أو فئة بعينها، وأفضل عدم انتمائي لأي حزب حتى أكون للجميع، وأراهن على وعي الشباب.

كيف ترى فرصك في الانتخابات في ظل المرشحين المحتملين؟

أنا متفائل بطبعي، وألمس أن الشارع المصري غير مقتنع بالمرشحين المحتملين للرئاسة مع كامل احترامي لهم جميعا، ولا أدعي أني قادر على منافستهم في مكانتهم السياسية، ولكن منصب رئيس الجمهورية لا يتطلب رجلا قادم من كوكب أخر، ولكنه يحتاج لرجل يتابع كل شيء ولا يعتمد على التقارير، وهو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه الرئيس السابق، ولو تم انتخاب رئيس كبير في السن فسيكون إعادة إنتاج للنظام السابق .

ألا ترى إنك تأخرت في الإعلان عن نية الترشح ؟

القرار ليس متأخرا كما يرى البعض، والتوقيت الحالي مناسبا وتكفيني الفترة المتبقية على إجراء الانتخابات لعمل الانتشار داخل المجتمع .

هل انتهيت من برنامجك الانتخابي؟

برنامجي الانتخابي سأقدمه للرأي العام بعد غلق باب الترشيح، وقد بدأت بالفعل في إعداده ولست في عجلة من أمري، لأن البرنامج الانتخابي لابد وأن يخضع للعلم، ومعي مجموعة من المستشارين الشباب ونتدارس البرنامج الذي سيحمل اسم "نهضة مصر."

على ماذا ستركز في برنامجك الانتخابي؟

سأركز على ترسيخ فكرة الانتماء وإعادة مصر لأهلها بعد أن سرقت منهم، وتعظيم مستوى المعيشة للمصريين، خاصة وأن موارد البلد تكفي .

كيف ترى المشهد السياسي بعد انتخابات مجلس الشعب؟

قبل عام من الآن كان المشهد ضبابيا وفيه انتهازية واضحة، وبعد الثورة حاول البعض القفز عليها والحصول على مصالح شخصية، ولكنها مرحلة مؤقتة، وسيحدث وفاق وطني خلال الفترة القليلة المقبلة لصالح مصر .

ما رأيك في صعود الإسلاميين لتصدر المشهد السياسي؟

نجاح تيار الإسلام السياسي في الانتخابات البرلمانية طبيعي ومتوقع، لأن الشعب المصري متدين بطبعه، وصعود تيار الإسلام السياسي لا يجب أن يخيف أحد، وغير المسلمين يجب أن يسعدوا بنتيجة الانتخابات البرلمانية لأنهم سيجدون ما لم يجدوه لدى غيرهم، لأن الإسلام دين العدل .

ولكن البعض متخوف من المتشددين؟

التشدد موجود في كل مكان وزمان، ولا داعي للخوف لأن التيارات السياسية الإسلامية الموجودة غير متشددة كما يتصور البعض، وحتى المتشدد عندما يصل إلى سدة الحكم تتغير نظرته وطريقة عمله .

هل كان لك نشاط سياسي في السابق؟

لم يكن النشاط السياسي محببا إلى نفسي في السابق، لأن ممارسة السياسة في النظام السابق كانت مرتبطة بتحقيق منافع شخصية، بالإضافة إلى كثير من النفاق، واللعبة السياسية لم تكن بالقدر الكافي من الشفافية، لذا فقد كنت محجما عن المشاركة فيه، ولكن الآن الصورة اختلفت.

هل ترى أن الثورة وصلت إلى الشارع الرياضي؟

بكل أسف الثورة وقفت على أعتاب الرياضة المصرية ولم تدخلها حتى الآن، كما أن أمام الدولة أولويات ليس منها الرياضة في الوقت الراهن، ولكن لابد وأن تصل الثورة إلى جميع مجالات الدولة.