دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نفت السفارة الإيرانية بأنقرة قيام طهران بنقل معدات عسكرية إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وقالت السفارة إن الموقف الإيراني يشدد على ضرورة "أخذ المطالب الشعبية بعين الاعتبار،" ويؤمن بـ"الحوار" بين الحكومة والمعارضة، بينما انتقدت أوساط دولية استمرار التعنت الروسي حيال عرض ملف دمشق على مجلس الأمن، متوقعة أن تتراجع موسكو في حال توجه الجامعة العربية لمجلس الأمن.
وكانت السلطات التركية قد أعلنت أنها أوقفت قافلة من أربع شاحنات للاشتباه بقيامها بنقل معدات عسكرية وأسلحة إلى سوريا مصدرها إيران، وقد قال الناطق باسم الخارجية التركية، سلجوق أونال، إن إدارة الجمارك تحقق في حمولة الشاحنات حاليا.
وكانت أنقرة قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها قررت حظر نقل الأسلحة إلى سوريا عبر أراضيها، وذلك ضمن حزمة من العقوبات التي تستخدمها السلطات التركية للضغط على دمشق من أجل وقف التعامل الأمني مع المظاهرات المناهضة لنظامها.
تعنت روسي في مجلس الأمن
قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لـCNN إن مجلس الأمن ما زال غير قادر على التعامل مع الملف السوري بسبب الموقف الروسي المتشدد، والذي سبق له استخدام "الفيتو" لمنع إدانة دمشق.
غير أنهم توقعوا أن تعجز روسيا والصين عن استخدام الفيتو لحماية دمشق إذا قامت الجامعة العربية بنفسها بطلب تدخل مجلس الأمن للتعامل مع الوضع السوري، مشيرين إلى أن موسكو وبكين سبق لهما أن امتنعا عن اللجوء إلى حق النقض في الملف الليبي بعد ورود طلبات التدخل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.
وأضاف الدبلوماسيون الذين تحدثوا إلى CNN أن روسيا تقود عملية الدفاع عن نظام الأسد، رغم أن الصين سبق لها أيضاً استخدام حق الفيتو لحماية الأسد من قرار لم يحمل في طياته أي عقوبات على دمشق في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وتقول روسيا إنها ترفض صدور إدانة من مجلس الأمن ضد سوريا كي لا تفتح طريق التدخل على غرار ما جرى في ليبيا، إذ تصر موسكو على أن حلف شمال الأطلسي "تجاوز القرارات الدولية،" في ذلك البلد، الأمر الذي ترفضه ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة، سوزان رايس، التي قالت إن بعض تستخدم الملف الليبي "بصورة مسيئة بهدف التخلي عن مسؤولياتها حيال سوريا."
وكانت روسيا ترأس مجلس الأمن خلال الشهر المنصرم، وقد سعت بكامل طاقتها للتحكم في جدول أعماله، الأمر الذي دفع بأحد الدبلوماسيين الغربيين إلى وصف تصرفات المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، خلال قيادته للجلسات، بأنها "مثيرة للغضب" و"تنم عن عدم احترام."
وأعاد الدبلوماسي السبب إلى قيام المندوب الروسي بمقاطعة كلمات سائر الممثلين ورفض منحهم حق التحدث، وأضاف: "لم أر في حياتي شيئاً كهذا.. تشوركين بتصرف بدبلوماسية الأحذية،" في تذكير بما قام به الزعيم السوفيتي السابق، نيكيتا خروتشيف، الذي ضرب طاولة الأمم المتحدة بحذائه في خطاب شهير.
وتابع الدبلوماسي قائلاً: "روسيا وسوريا آخر من تبقى من حقبة حلف وارسو، وموسكو تتصرف بطبيعة امبريالية،" ونفى بشكل قاطع أن تكون روسيا قد عرضت مضمون القرار الذي اقترحته على مجلس الأمن حول سوريا للتفاوض، متهماً تشوركين بـ"تضليل الإعلام" عبر الإيحاء بوجود مباحثات حوله.
ولكن تشوركين دافع عن نفسه بالقول إن المشكلة تكمن في الأطراف الأخرى التي تريد القيام بالأمور على طريقتها، مضيفاً أن قدرة مجلس الأمن على العمل ستتأثر بشدة إذا استمر المسار الحالي للأمور، وحول مشروع القرار حول سوريا عاد المندوب الروسي وأكد أن العمل "جار طوال الوقت" حوله.