القاهرة، مصر (CNN) -- قال النائب السوري، عماد غليون، الذي أعلن قبل أيام انشقاقه عن النظام ليكون بذلك أرفع مسؤول مدني يقدم على خطوة مماثلة، أن التقارير حول التصرفات الدموية لقوات بلاده "صحيحة،" مضيفاً أن نظام الرئيس بشار الأسد خصص ميزانية طائلة لقمع المعارضة، رغم انهيار الاقتصاد، ودعا الدول الغربية إلى التدخل لإنهاء ما يجري.
وقال غليون، الذي تمكن من مغادرة سوريا إلى العاصمة المصرية القاهرة: "ما يجري في مدينة حمص كارثة بكل المعاني، فقد باتت مدينة أشباح مليئة بالرعب.. ليس هناك من كلمات كافية لوصف الوضع."
وأضاف غليون، في حديث لـCNN: "الوضع الإنساني في حمص بلغ مستويات خطيرة، فهناك فقدان كامل للخدمات الأساسية وللطعام وللمعدات الطبية، ولا يمكن للسكان التنقل من حي لآخر بسبب القناصة."
وشدد النائب السوري على أن نظام الرئيس بشار الأسد قرر استخدام كل موارده المالية لسحق الانتفاضة، وشرح بالقول: "هناك ميزانية مفتوحة مخصصة لعمليات قمع الثورة، ليس هناك من ميزانية قائمة حالياً للدولة وإنما أموال مخصصة لخدمة القوى الأمنية ومجموعات الشبيحة."
وناشد غليون القوى الغربية التدخل لإنهاء الوضع القائم في سوريا، وقال إن على تلك القوى دعم المعارضة من خلال تقديم السلاح للقوات العسكرية المنشقة وفرض مناطق حظر جوي، معتبراً أن تلك الأمور "كفيلة بإنهاء النظام،" على حد تعبيره.
وتابع قائلاً: "أقول لتلك القوى أن عليها العودة لقيمها الإنسانية وأدعوها لمساعدتنا على وقف القتل والوصول إلى مرحلة بناء نظامنا الديمقراطي."
وانتقد غليون اداء بعثة المراقبة العربية قائلاً: "كنا نتوقع أن يسعى المراقبون لوقف آلة القتل، لكن يبدو أنهم أتوا في رحلة سياحية، بعضهم زار المحافظ وبعضهم الآخر مكث في فنادق الخمس نجوم بينما كنا نريد منهم لقاء النشطاء على الأرض وزيارة السجناء وعائلات الجرحى والشهداء، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، ربما رغب بعضهم بهذا لكن الأمر لم يحصل."
واتهم غليون إيران بدعم النظام السوري "بكل قوتها" معتبراً أنها تهدف من وراء ذلك لحماية نفسها ومصالحها،" ولكنه استطرد بالقول: "إيران تعلم أن النظام يضعف وهي تستخدمه كورقة تفاوض مع الغرب،" كما اتهم النائب السوري المنشق حزب الله اللبناني تقديم الدعم اللوجستي والبشري لدمشق.
وتتقاطع شهادة غليون مع ما قاله محمود الحاج حمد، المفتش المالي السابق في وزارة الدفاع السورية، والذي انشق وغادر إلى مصر مؤخرا، إذ أعلن أن الحكومة السورية المحاصرة تحتجز المعارضين في سجن تحت الأرض، وتدفع لعناصر عصابات موالية لها 100 دولار يوميا لقمع المتظاهرين، في محاولتها لسحق احتجاجات مستمرة منذ نحو عشرة شهور.
وفي مقابلة مع شبكة CNN قدم الحاج حمد روايته حول الأوضاع في بلاده، وقال إنه أكثر ما روعه هو عربات المخابرات التي تحمل شارة الهلال الأحمر السوري، والتي من شأنها أن تدخل خلال الاحتجاجات على أنها سيارات إسعاف ثم تبدأ في إطلاق النار على المتظاهرين."
ولا يلقي حمد الكثير من اللوم في المذابح على القوات النظامية السورية، ولكن على جهاز المخابرات والعصابات المسلحة التي جندت لقتل المحتجين على نظام الرئيس بشار الأسد.