دمشق، سوريا (CNN)-- انتهت مساء الخميس مهمة بعثة المراقبين التي أوفدتها جامعة الدول العربية إلى سوريا أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لمتابعة التزام حكومة دمشق بخطة العمل التي طرحتها الجامعة، لوقف عمليات القتل التي تقوم القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضة التي تنادي بإسقاط النظام.
ومن المقرر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين، الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، تقريره النهائي عن عمل البعثة إلى اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا، والتي من المقرر أن تعقد اجتماعاً بمقر جامعة الدول العربية الأحد، يعقبه اجتماع "غير عادي" لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، مساء نفس اليوم.
وفيما تتردد أنباء عن احتمال تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا، قال السفير عدنان عيسى الخضير، الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، ورئيس غرفة العمليات المعنية بمتابعة أوضاع البعثة، إن هناك مباحثات جارية حالياً بين الجامعة والحكومة السورية حول إمكانية التمديد، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وأفاد مسؤول رفيع في الجامعة، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث في الأمر، بأنه سيتم الإبقاء على أعضاء البعثة في دمشق، حتى يتم الانتهاء من المناقشات، ويتم التوصل إلى اتفاق بين كلا الجانبين، فيما يتوجه رئيس البعثة إلى القاهرة، لتقديم تقريره إلى اللجنة الوزارية العربية.
يتضمن تقرير بعثة المراقبين، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية الخميس، نتائج عمل البعثة والمهام التي كُلفت بها بموجب البروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية، ومن المتوقع أن يتضمن تقييماً لمدى التزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها بموجب خطة العمل العربية.
ونقل البيان عن رئيس البعثة قوله إن الفرق الـ15 التي عملت في مختلف المناطق بسوريا، "أدت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والشفافية، ووقفت على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدى إلي قبولها من الفرقاء المختلفين"، بحسب قوله، وأضاف أن "الفرق ستواصل عملها كالمعتاد."
وعلى صعيد الوضع الميداني، أفادت لجان التنسيق المحلية، التي تقوم بتنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، بسقوط ما يزيد على 24 قتيلاً برصاص القوات الحكومية الخميس، من بينهم 6 قتلى في "إدلب"، و6 في "حماة"، و4 في "حمص"، و4 في "دير الزور"، و3 في إحدى ضواحي "دمشق"، وواحد في "القامشلي."
وفي وقت سابق الخميس، قال نشطاء ومصادر بالمعارضة إن قوات "الجيش السوري الحر" تمكنت من انتزاع السيطرة على مدينة "الزبداني"، بعدما أجبرت القوات الموالية لنظام الأسد على الانسحاب، إلا أن المصادر نفسها أشارت إلى أن الدبابات الحكومية لا تزال موجودة على مشارف المدينة.
وفي حمص شمالاً، قال ناشط آخر لشبكة CNN إن نحو 6000 شخص خرجوا للتظاهر في الزبداني مساء الأربعاء، وأظهر شريط فيديو بث على موقع يوتيوب المتظاهرون يصفقون ويهتفون ويلوحون بأصابعهم في الهواء بعلامات النصر، ويشيدون بالجيش السوري الحر.
وقد قيدت السلطات السورية نشاط الصحفيين خلال الانتفاضة المستمرة من 10 شهور ضد الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك لا يمكن لشبكة CNN التحقق بشكل مستقل من مسار الأحداث هناك.
ولكن طاقم CNN رافق فريق مراقبي جامعة الدول العربية خلال زيارته للزبداني الأحد الماضي، عندما قامت الحشود بحمل المراقبين على أكتافهم، وحثهم على البقاء لمنع القوات الحكومية من القيام بعمليات انتقامية ضد أبناء المدينة.