دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، إن التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق كان يهدف إلى قتل "أكبر عدد من الناس،" مضيفاً أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 26 قتيلاً و63 جريحا، في حين حمل المجلس الوطني المعارض في سوريا مسؤولية الهجوم لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المجلس الوطني، في بيان لمكتبه الإعلامي: "في خطوة تهدف إلى إشاعة الفوضى وصرف الأنظار عن جرائم القتل والتنكيل الوحشية، شهد حي الميدان بالعاصمة دمشق تفجيراً إجرامياً أوقع عدداً من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين. إن النظام السوري، الذي تباهى أكثر من مرة، بقدرته على التخريب وتعميم الفوضى، يتحمل مسؤولية الانفجار ويقف وراء منفذيه."
واعتبر البيان أن أهداف التفجير "باتت مكشوفة من خلال السعي لإخافة الشعب السوري ومنعه من التظاهر والتعبير عن مطالبه بإسقاط النظام، والعمل على تضليل المراقبين والرأي العام بالحديث عن خطر خارجي مزعوم."
ولفت المجلس الوطني السوري إلى أنه سبق وحذر من أن النظام "يخطط للقيام بعمليات تفجير في عدة مناطق من سوريا،" ودعا الشعب السوري إلى "ضرورة الانتباه الشديد في المرحلة المقبلة من حالات يقوم بها النظام لإدخال سيارات ومواد متفجرة إلى مناطق مأهولة لإثارة الذعر وإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا."
وحض المجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي على تشكيل هيئة تحقيق عربية ودولية للوقوف على تلك التفجيرات وحقيقتها، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة، واتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية لتوفير الحماية للمدنيين السوريين ومنع النظام من ارتكاب مزيد من عمليات التفجير والقتل.
وكانت وسائل إعلام حكومية سورية قد أشارت إلى وقوع "تفجير إرهابي في حي الميدان بالعاصمة دمشق" الجمعة، في ثاني حادث من نوعه منذ وصول بعثة المراقبة العربية إلى سوريا، وسط تبادل في الاتهامات بين السلطة والمعارضة.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية "أشارت المعلومات الأولية إلى أن إرهابيا انتحاريا فجر نفسه على إشارة مرورية ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من المدنيين." مؤكدة التعرف على عشر جثث، ووجود أشلاء لـ15 جثة أخرى.
وأضافت أن "التفجير الإرهابي وقع بالقرب من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي وهي منطقة مكتظة بالسكان وتشهد حركة مرورية كثيفة."
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية أيضاً أن مواطنين يتوافدون على الساحات العامة في عدد من المناطق والمدن بالمحافظات "استنكارا للتفجير الإرهابي الذي وقع في حي الميدان بدمشق وأدى إلى وقوع العشرات من الشهداء والجرحى."
ويشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الرواية الحكومية للأحداث في سوريا، بسبب القيود التي يفرضها نظام الرئيس بشار الأسد على دخول الصحفيين الدوليين إلى البلاد.
وفي وقت ركز فيه الإعلام الرسمي السوري على اتهام "الإرهابيين" بالوقوف خلف الهجوم، قالت صفحات المعارضة السورية على الانترنت إن العملية هي "من تدبير النظام" بهدف صرف الأنظار عن مظاهرات الجمعة ومنع حصول تحركات كبيرة في العاصمة دمشق.
وقال المقدم محمد حمدو، الناطق باسم الجيش السوري الحر، لـCNN: "التفجير من صنع المخابرات السورية لأنها كانت تعلم بوجود نوايا لتنظيم مظاهرت كبيرة في منطقة الميدان، وأكد وجود معلومات لدى قيادة الجيش السوري الحر تشير إلى أن النظام السوري قام تشكيل مجموعات تحمل أسماء تنظيمات إسلامية لتنفيذ عمليات مماثلة وإصدار بيانات إعلان مسؤوليتها عبر الانترنت بهدف إقناع الغرب بوجود خطر إرهابي.
من جانبه، قال ناشط سوري في دمشق لـCNN إن الحكومة السورية كانت تبحث عن عذر لإغلاق وسط دمشق خوفاً من تدفق المحتجين إليه.
وكان نحو 44 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم الشهر الماضي في تفجيرين قالت السلطات السورية انهما انتحاريان استهدفا مبنيين أمنيين في العاصمة السورية دمشق، غير أن معارضين اتهموا النظام بالوقوف وراءهما.